مصر الضعيفة.. عنوانًا للشرق الأوسط

13 أبريل، 2016

يومٌ حار وطويل، مجموعة مختلطة من العرب تنتظر الدخول لإنهاء أوراقها الخاصة بالإقامة في تركيا، منهم الليبي والسوري والفلسطيني والعراقي، ومنهم المقيم الدائم في تركيا والنازح من بلده، ومنهم الزائر السائح، ومنهم الطالب ورجل الأعمال، لم يجدوا أرضًا تجمعهم سوى الأرض التركية بعد أن أغلقت مصر أبوابها.

قاسم، فلسطيني من غزة، يدرس هنا ولكن المنحة وضعته في جامعة تُدرِّس علوم الإدارة بالتُركية، وهو لذلك مضطر لعبور حاجز تلك اللغة القاسية والغريبة تمامًا عن العربية إلا في بعض مصطلحاتها المتشابهة وفي وقت وجيز بدورة تدريبية مكثفة.

“كانت الأمور منذ اندلاع الثورة وحتى الانقلاب يسيرة علينا.. ثم انقلبت الطاولة.. جئت إلى هنا بأعجوبة.. معبر رفح منفذنا الوحيد للخروج.. كنت أنوي الدراسة في مصر حين جئتها آخر مرة مطلع العام 2013، ولكن الأحداث غيّرت كل شيء.. الدخول والخروج شبه مستحيل.. لقد قضيت 12 ساعة من معبر رفح حتى أصل لمطار القاهرة ولم ألقى معاملة مُهينة كتلك التي لقيتها في المطار المصري، ولا حتى في المعابر مع إسرائيل.”

عائشة، ليبية أتت مع زوجها رجل الأعمال الصغير، وُلِدت ونشأت في مصر حتى نهاية تعليمها الثانوي، ثم التحقت بجامعة القاهرة لعامين قبل أن توقف الدراسة، ولنفس السبب، “هي بلدي فعليًا.. لقد عشت في مدينة نصر عشرين عامًا.. وكنت أتمنى الاستمرار بالطبع.. لكن جوازي الليبي الآن يعني حاجتي إلى فيزا وتصريح أمني منذ وصل النظام المصري الجديد في 2013.. وهو ما يصعب الحصول عليه.. لذا أوقفت دراستي وأتيت مع زوجي إلى تركيا.”

على إحدى المقاعد يجلس هَوَار، كردي من شمال العراق، يدور بيننا نقاش قصير عن الأوضاع في تركيا والتوتر مع حزب العمال، “ليسوا إرهابيين، هم متطرفون فقط بعض الشيء،” هكذا يقول هَوار بابتسامة قبل أن يبدأ بالحديث عن استحياء عن مصر، متوجسًا لعدم علمه بانتماء المتحدث معه، “الأوضاع صعبة في مصر الآن أليس كذلك؟ أتمنى زيارتها طبعًا ولكنه أمر شبه مستحيل لنا وللسوريين الآن، لا أعرف أحدًا تقدم بطلب للحصول على تأشيرة وأخذها بالفعل.”

فجأة أسمع صوتًا قادمًا من الخلف باللهجة المصرية، “انت بتهددني؟ .. فاكر نفسك مين؟!” .. ألتفت ولا أجد سوى شابًا واحدًا.. أدقق النظر والسمع.. فإذا به جالس على الكمبيوتر الخاص به ويتابع مسلسلًا مصريًا لا أكثر.. أمازحه لأفتح معه الحديث.. “طب ما تيجي مصر وتتفرج براحتك..” تأتيني الإجابة سريعًا.. “يا ريت والله.. أنا من الموصل.. لكن مصر الآن مستحيل.. تركيا الوحيدة المتاحة أمامنا ومضطرين طبعًا لعبور حاجز اللغة للعمل هنا.”

“مصر صعب والله صعب..” كذا يأتي التأكيد من شخص آخر قادم باتجاهنا.. “أنا عراقي من سامراء.. وتعلمت التركية وأعمل هنا.. الأمور كانت سهلة جدًا بالنسبة لنا في مصر.. لكن بعد السيسي كلام تاني..” أعاود النظر للشاب الموصلي المنهمك في المسلسل المصري.. “طب ما تتفرج ع المسلسلات التركي بقى..” يرد بابتسامة “لا أحبها.. أفضّل المصرية.”

الجمهورية الثالث: جمهورية الضعف

تأسست جمهورية مصر العربية عام 1952 بعد حركة الجيش المصري التي أطاحت بالنظام الملكي، وهي الكيان الممثل لحضور مصر التاريخي والجغرافي في العالم حتى يومنا هذا بهيمنتها الواضحة على دلتا النيل والصعيد وشواطئ المتوسط الجنوبية الشرقية وشواطئ البحر الأحمر الشمالية الغربية وشبه جزيرة سيناء، وقد بنيت الجمهورية في طورها الأول على عقيدة ركيزتها توسيع نطاق الحضور والنفوذ والقوة المصرية، وذلك في عهد جمال عبد الناصر بين عامي 1954 و1970.

في تلك السنوات تبنت مصر مشروعًا إقليميًا طموحًا عربيًا وأفريقيًا وصل بها للعب أدوار محورية في سياسات سوريا والعراق واليمن والمغرب العربي وغرب أفريقيا ووادي النيل، بل والعالم الثالث كله عن طريق منظمة عدم الانحياز، معتمدة في ذلك جزئيًا لا شك على مؤسسات ثقيلة تركتها ملكية محمد علي العريقة وكذلك مؤسسات الاستعمار الإنجليزي التي حافظت على وحدة الأراضي المصرية كما فعلت في الهند وغيرها (لأسباب تخص طبيعة ذلك الاستعمار في الحقيقة لا منحة منه.)

تباعًا، وبعد الهزيمة الثقيلة عام 1967، والدمار الاقتصادي الشديد الذي ألحقته حروبنا المتتالية مع إسرائيل، دشن محمد أنور السادات الطور الثاني لإستراتيجية الجمهورية المصرية إقليميًا ودوليًا بقصرها على اعتبار مصر أولوية قائمة بذاتها منفصلة عن امتدادها العربي والأفريقي، وهو ما استتبع خروج مصر من ملفات إقليمية كثيرة اهتمت بها سابقًا حين اعتبرت نفسها طرفًا عربيًا وأفريقيًا رئيسيًا، أولًا لأنها لم تعد تمتلك القوة الكافية في تلك المرحلة لتوسيع نطاق قوتها كما كانت حتى العام 1966، وثانيًا لأن توجهات السادات نفسه كانت مصرية صرفة على عكس سلفه.

كانت توجهات السادات بالطبع تعني التأكيد على حضور مصر في كافة الملفات التي ظلت تخصها وتمسها إستراتيجيًا بشكل مباشر، وكانت مصر أنذاك قوية بما يكفي بالفعل للحفاظ على عُمقها الإستراتيجي كما أعيد تعريفه بشكل منفصل عن أدوارها العربية والأفريقية، وهو ما يبدو جليًا من تدخل السادات العسكري في ليبيا بعد توتر العلاقات مع معمر القذافي، وموقفه الواضح من أية مشروعات أثيوبية تؤثر على حصة مصر من نهر النيل، وهو توجه استمر تحت حكم خلفه محمد حسني مبارك، والذي رفض حتى سقوطه عام 2011 الإقرار بمشروع سد النهضة الأثيوبي.

على مدار حكمه الطويل الممتد لثلاثين عامًا بطبيعة الحال انخفضت قوة مصر الاقتصادية، لا سيما نسبة لمحيطها، والذي شهد نموًا قويًا في الخليج جعله القطب الاقتصادي العربي الأبرز، وكذلك إلى جنوبها في أثيوبيا وكينيا وأوغندا وتنزانيا، وهي بلدان حققت نموًا جيدًا مؤخرًا، وبالتالي شرعت في امتلاك طموحات أكثر من ذي قبل، أضف لذلك عودة كل من تركيا وإيران لممارسة أدوارهما الإقليمية التقليدية بعد عقود من الغياب، وفي وقت استمرت فيه سياسة السادات القديمة بعدم الاشتباك المباشر بأي ملف لا يمس مصر إستراتيجيًا.

تباعًا، يُعَد ما يجري تحت سمعنا وبصرنا حاليًا مرحلة غير مسبوقة تاريخيًا للدولة المصرية، فمصر لأول مرة تتنازل عن سيادة فعلية امتلكتها فوق جزيرتي تيران وصنافير، وتتنازل طوعًا لصالح دعم مادي سعودي، وهي سيادة لم يقبل بالتنازل عنها أي من رؤساء الجمهورية السابقين، ناهيك عن حكام مصر على مدار قرون مضت وهيمنتهم في تلك المنطقة وأبعد منها، وهي مسألة تخص الأمن القومي بشكل واضح ولا علاقة لها بأية أدوار عربية أو أفريقية، فجزيرة تيران مفتح خليج العقبة المتحكم في التجارة المارة من وإلى الأردن وإسرائيل.

ليست تلك حالة استثنائية بطبيعة الحال، فقد تنازل النظام الحالي عن حق مصر سابقًا أيضًا دون الرجوع لأية جهة تشريعية أو استفتاء شعبي، أثناء رئاسة عدلي منصور بعد التنازل عن أية حقوق مصرية فيما يُعرف بالمربع 12 القبرصي المتداخل مع حقوق مصر البحرية في البحر المتوسط، وذلك بموجب اتفاق تم توقيعه في ديسمبر 2013، أثناء تقارب لم نعرف حتى الآن أية فوائد إستراتيجية باستثناء كون قبرص ندًا لتركيا في المتوسط وبالتالي حليفًا لمصر كما يذهب منطق النظام الحاكم الآن، هذا بالطبع بالإضافة إلى الرضوخ الفعلي للشروط الأثيوبية في مسألة سد النهضة.

ضعف تام غير مسبوق يمر به كيان الدولة المصرية في محيطه، ناهيك عما يتجاوزه، في لحظة كان يمكن فيها لمصرٍ قوية أن تحقق انتصارات إستراتيجية قوية في ملفات كليبيا والسودان وغيرها بالنظر لإعادة رسم الخرائط وإعادة ترتيب موازين القوى الجاري حاليًا، وهو ضعف يدرك الجميع أنه ربما لن يتكرر، ولذا فالسعى واضح وجلي لاقتناص وابتزاز صناع القرار المصريين للحصول على أقصى تنازلات ممكنة ومقابل مكاسب زهيدة قصيرة المدى تملأ عين نظام غير متيقن من عدد الأعوام التي سيستمر متربعًا فيها على عرش مصر، بدءًا من حرص السعوديين على اتنزاع الجزيرتين، وكذلك التنسيق القبرصي والإسرائيلي لتصبح حقول الغاز الواقعة في المنطقة الاقتصادية المصرية ملكًا لهما كأمر واقع، وحتى حصص مياه النيل التي لم تفرط فيها القاهرة على مدار آلاف السنين.

جمهورية ثالثة هي إذن سمتها الرئيسية الضعف الشديد، وهي مرحلة لم نشهد لها مثيلًا من قبل، بعد جمهورية أولى عربية أفريقية قوية، وجمهورية ثانية مصرية محافظة، وهو ضعف يتزامن معه بالتبعية غياب شبه تام ولو شكلي عن كل الملفات الجارية إقليميًا، باستثناء الملف الليبي والذي يتسم على أقل تقدير بتخبط الموقف المصري فيه كما أثبتت سابقًا مغامرة التنسيق مع الإمارات لدعم فصيل ضد آخر، وهي مغامرة سقطت تمامًا كما نعرف وبشكل سريع، في مقابل حل التوافق الذي تم تبنيه دوليًا إلى الآن.

حضور الغياب

جميلة هي إسطنبول، وطن قائم بذاته في الحقيقة بعيدًا عن بقية الولايات التركية، وهي مدينة كبيرة فعلًا تفوق مساحتها نصف مساحة لبنان، لكنني أشعر دائمًا بتوتر ما أو كآبة ما بين أهلها، هي مهمومة بأسئلة كثيرة عن هويتها وموقعها بالنسبة لبقية تركيا وللإسلام وللعالم كله، لكن القادمين لها من العرب لا يرون أيًا من ذلك، فهي في النهاية المكان الوحيد المتاح بالنسبة لهم بعد أن أكل العنف المشرق كله، ولم يعد مرحبًا بهم في مصر.

يستشعر كثيرون حين يأتون هنا عظمة تركيا، ويتحدثون عن إمكانياتها في صنع دور إقليمي قوي، ويلمسون بوضوح في جوانب عديدة كالبنية التحتية ومؤسسات الدولة وغيرها دولة ثقيلة وكبيرة، ولكنني مع ذلك شعرت في آن بمحدودية تلك الإمكانية لأسباب عديدة، أبرزها على المستوى الثقافي حاجز لغة منيع، وكذلك عقيدة وطنية انطوائية نسبيًا بل وعنصرية أحيانًا، وإن امتلكت الشرائح الإسلامية التركية رغبة واهتمامًا عارمًا بشؤون المسلمين شرقًا وغربًا، إلا أنها تظل حبيسة الخطاب العثماني التركي في رؤيتها للعالم الإسلامي، وهو متمركز حول تجربة إمبراطورية كانت محدودة مكانًا وزمانًا، والعارفون بالثقافة التركية يدركون تمامًا حدود ذلك الخطاب، ناهيك عن قابلية شعوب العالم الإسلامي المختلفة على قبوله بخصوصياته، على العكس من الخطاب الإسلامي المصري والعربي، والمتمركز حول التجربة الإسلامية ثقافيًا بكل تنوعاتها ومراحلها التاريخية، وليس انطلاقًا من تجربة إمبراطورية واحدة.

حين يأتي الكثيرون إلى هنا يتحدثون عن قبلة جديدة، وعودة إسطنبول إلى موقعها المركزي بالشرق الأوسط، وهو أمر صحيح جزئيًا، فلطالما كانت إسطنبول هامة ومركزًا ثقافيًا حتى للكثير من الحراك الفكري الإسلامي والعربي أحيانًا وقت الخلافة، لكن لجوء تلك الموجة العربية إن جاز القول بعد الربيع العربي مباشرة إليها، وبعد حوالي قرن من تحولات ثقافية حجبت الأتراك عنا طويلًا، وخلقت حواجز عدة يستطيع الجميع أن يلمسها وقت وصوله مقارنة بالروابط السلسة الممتدة بين مصر وشرقها وغربها، لم يكن أمرًا طبيعيًا أبدًا، فعودة تركيا لموقعها بالمشرق سياسيًا واقتصاديًا لا يستتبع بالضرورة تحولها لمركز جذب أول للعرب بهذا الشكل ولا لحاضنة ثقافية لهم بهذا الشكل ربما غير المسبوق حتى من العهد العثماني، والذي غلبت فيه العناصر البلقانية والقوقازية أكثر عن تلك الهيمنة العربية الواضحة.

حين جئت إلى هنا لمست قوة تركيا المتصاعدة، وحضورها في المنطقة بشكل لم يتصوره أحد حتى العام 2011، لكنني لمست كذلك نوعًا من الاضطرار في هذا الحضور، فتركيا لا تلعب فقط دورًا تاريخيًا تستعيده، ولكنها على المستوى الثقافي والاقتصادي أيضًا تحل محل مصر بشكل واضح، وبالتالي للمفارقة فإن المرء يستشهر هنا ليس فقط حضورًا تركيًا ولكن غيابًا مصريًا، فمصر حاضرة بغيابها للمفارقة، في تفاصيل بسيطة ملاحظتها تعيق تركيا عن القيام بالدور الذي تريد على أكمل وجه، وهو دور يعلم الجميع نظريًا أن مصر كانت لتؤديه بسلاسة أكثر من ذلك.

***

“صعبين الأتراك والله..” هكذا يقول قاسم قبل أن يدخل إلى المكتب ليُنهي أوراقه، “دماغهم ناشفة خالص.. ما بيفهموها ع الطاير.. ماشيين على الخط متل العسكر.. ولغتهم صعبة.. بس ما باليد حيلة.. الله يكون بعوننا وبعون السوريين.. هنا هم مثل الخليج، المواطن التركي في عالم لحاله والمتغربين كلهم في عالم لحالهم.. ليس هناك تفاعلًا واشتباكًا.. حتى الآن ليس لي أي أصدقاء أتراك ولا أتوقع أن يكون هناك الكثير.. ولا يبدو أن تركيا ستكون مثل أمريكا أبدًا.. الأتراك لا يستوعبون التخليط.. ربنا يوفقهم ويتوافقوا بس مع الأكراد الأول.”

“آخر مرة زُرت مصر كانت غريبة وكئيبة على غير العادة.. أنا أمي مصرية ولكن أبي ليبي.. من الإسكندرية.. عشان كده بعرف مصري كويس،” كذا تحدثني فتاة ليبية أخرى ضمن الواقفين.. يقاطع هوار الكردي الحديث، “الله يستر علينا، سمعت أنه إذا تركيا سوّت أمورها في مسألة الشنجن قد نضطر لإعادة التقديم على إقاماتنا كلها ومن الممكن أن يرفضوا بعضها.. تركيا رحبت باللاجئين ولكن لو صاروا عقبة في طريق أوروبا الله أعلم ماذا سيكون مصيرهم.. قوميتهم مقصورة عليهم كبلد لا تعبر الحدود ولا تستوعب آخرين.”

“مبتجيش مصر خالص من ساعتها،” أسأل الفتاة الليبية، والتي تجاوب مبتسمة، “لا مصر إيه بقى.. خلينا هنا أحسن.. إذا بتتغير الأحوال بمصر طبعًا بأجي.. لكن حاليًا التأشيرة صعبة علينا وعلى الكل.. سوري وعراقي وغيره.. تركيا هي الأسهل والنظام التركي الآن مرحب بينا تمامًا.. الله أعلم لحد امتى بقى هيفضل مرحب بينا.”

يرحب النظام السياسي التركي، ونتمنى أن يظل كذلك، ولكن تركيا ستظل محدودة فيما يمكن أن تسفر عنه عودتها للمنطقة، ويغلق نظيره المصري الأبواب تمامًا أمام أي دور ولو بسيط على كافة المستويات وفي شتى المجالات، ولكن مصر تظل مُجبرة على الحضور حتى في أضعف اللحظات، حاضرة بغيابها، وكأنها تأبى الغياب بشكل تام كما حدث مع الأتراك لثمانين عامًا، فنفوذها سلس وفي أحيان كثيرة لا يحتاج لنظام سياسي من خلفه ليظل حيًا، على عكس المسلسلات التركية مثلًا والتي تطلبت ثمانين عامًا ونظامًا مصممًا على دخول سوق الإعلام العربي لتصل إلينا.

لم يكن غريبًا إذن أن تصل المهرجانات الغنائية الشعبية الدارجة هذه الأيام في مصر إلى شواطئ الأطلنطي، حين ظننت أنني في قارة أخرى لا أفهم لهجتها العربية ولا الفرنسية الرسمية فيها، حتى جائني صوت فتاة مغربية من الخلف أطلقت العنان لصوتها في الشارع، “أنا لا مسطول ولا بطوّح،” وإلى آخر الأغنية المعروفة!