هل تتصدر تفاصيل الخطة ( باء ) في سوريا مباحثات سلمان-أردوغان بتركيا؟

13 أبريل، 2016

يتصدر أجندة لقاء “سلمان – أردوغان” في تركيا عدة ملفات استراتيجية حيوية أهمها الأزمة السورية والتي تمر بمنعطف خطير يتمثل بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية الهشة، فهل ستحفز الأوضاع الإقليمية المتصاعدة وتعنت نظام الأسد وغموض الموقف الروسي والتراخي الأمريكي إلى بحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تفاصيل الخطة باء البديلة والتي لوحت بها الرياض من قبل في حال فشل مساعي الحل السياسي السلمي.

تشير تحليلات إلى أن الرياض قد تتخذ خطوات تصعيدية ضد نظام الأسد خارج الفلك الأمريكي مثلما فعلت في عاصفة الحزم اليمنية الأمر الذي سيعطي للدعم التركي أهمية خاصة بملف يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي والحدود التركية.

وصل ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز إلى العاصمة التركية أنقرة أمس الاثنين في زيارة رسمية تمتد إلى الثالث عشر من الشهر الجاري بالتزامن مع انطلاق المفاوضات السورية بجنيف الأربعاء، وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التركية أن الملك سلمان سيشارك بعد ذلك في أعمال القمة الإسلامية الثالثة عشرة التي تنظمها منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول يومي 14 و15 أبريل الحالي.

تعد زيارة الملك سلمان هذه الثانية إلى تركيا خلال ستة شهور، وتأتي بعد أقل من أربعة شهور لزيارة أجراها أردوغان إلى الرياض نهاية ديسمبر الماضي.

تأتي زيارة سلمان لأنقرة في ظل حالة من الترقب تنتاب الأوساط السعودية بشأن تقييم الموقف في سوريا وتطورات مفاوضات جنيف السورية، وانهيار وقف إطلاق النار، ومع توقعات بفشل مسبق للجولة القادمة الأربعاء يتجدد تهديد الرياض بالخطة البديلة والتي من المحتمل أن تكون محل مباحثات ثنائية تركية سعودية في إطار زيارة سلمان.

بتسوية سياسية أو بقوة السلاح

من جهته شدد الإعلامي جمال خاشقجي في حوار خاص ل”بوابة الشرق” أنه أن “المملكة العربية السعودية ستعمل على كل الاحتمالات لإنجاح المفاوضات في جنيف 3، وستدعم أي حل سياسي ينهي الصراع ونزيف الدماء التي تسيل كل يوم، وبين أنه حال فشل المفاوضات، فإن المملكة ستلجأ إلى الخطة باء، والتي أشار إليها وزير الخارجية عادل الجبير، وهي التدخل المباشر ودعم ثوار سوريا بأسلحة نوعية، وأكد أن المملكة لن تقبل بوجود الأسد ولا بأي حال، وعلى الأسد أن يفهم الرسالة السعودية، فإما أن يرحل بتسوية سياسية وإما أن يرحل بقوة السلاح.“

وبحسب “خاشقجي” “ما ستفعله المملكة في حال فشل المفاوضات وعدم إمكانية وجود حل سياسي، هو علاج للمرض الذي أصبح يهدد المنطقة، وعندما يقول عادل الجبير إن على الأسد أن يرحل فهو يقصد بذلك البتر للجزء التالف من جسم المريض.“

وتابع:”لكن من الجيد أن المفاوضات الآن دخلت في مرحلة الجدية، ودي مستورا وجه كلاما قاسيا لوفد النظام في المفاوضات الأخيرة، بأنه عليه أن يعطي إجابات واضحة فيما يخص الحكم الانتقالي، على الرغم من أن وفد النظام يحاول المراوغة والتملص، لكن بالفعل حان وقت الشدة والحسم في المفاوضات.“

وشدد خاشقجي على أن “هناك قوى غربية لا تريد أن تفهم المعادلة التي تقول بأن “لا يمكن القضاء على داعش إذا لم يتم القضاء على نظام بشار الأسد”، مشيرا إلى أن المملكة هي الوحيدة التي قالت ومازالت تعلن بأنها مستعدة لإرسال قوات برية لمحاربة داعش، ولم يقل أحد في أوروبا نحن مستعدون لأن نكون معكم في هذا التدخل وهذا أمر مؤسف، لأن الذي لا يريد أن يأتي للقضاء على داعش فستذهب إليه داعش.“

تشكيل نواة جيش إسلامي

لا ينفصل توقع مناقشة ملف التدخل العسكري في سوريا والخطط البديلة عن ملف التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب وهو بحسب مراقبين غطاء أي تدخل محتمل، يعزز ذلك الاحتمال ما ذكرته وسائل الإعلام التركية أمس بـأن تشكيل “جيش إسلامي” هو السبب الرئيسي وراء الجولة التي بدأها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى مصر الخميس الماضي، وبعدها تركيا.

ونقلت صحيفة “صباح” التركية، أن “الجيش الإسلامي”، يأتي في أولوية أجندة الملك سلمان، خلال زيارته للبلدين، مشيرة إلى أن الجيش الذي سيؤسس تحت زعامة تركيا والسعودية، سيتحول إلى واحد من أهم التكتلات العسكرية، القادرة على قلب موازين المنطقة، وأشارت إلى أن زيارة سلمان إلى مصر، كانت لرغبته في تذويب الخلافات بين البلدين، وإعادة التطبيع، استعدادا لتشكيل الجيش الإسلامي، حيث أن القاهرة وأنقرة من أهم القوى المؤثرة بالمنطقة، مؤكدة أن الهدف من الجيش الإسلامي، هو التصدي لكل التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق واليمن ولبنان.“

الخطة ب البديلة     

كان قد أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مبكرا في 10 فبراير 2016 إعداد “خطة ب” حال فشلت المفاوضات السياسية في سوريا التي كان من المقرر انعقادها في جنيف في 25 فبراير الجاري، مشدِّدًا على أنَّ الحل لا يشمل الرئيس بشار الأسد بأي حال من الأحوال.

وأضاف: “نحن حريصون على أن نحافظ على المؤسسات في سوريا، وأن نوقف القتال فيها، والمبدأ الذي تقوم عليه مباحثات ميونخ هو إنشاء هيئة انتقالية للسلطة لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات وبناء مستقبل جديد لا يشمل بشار الأسد“. ورفض الجبير الكشف عن تفاصيل تتعلق بالخطة البديلة، قائلاً: “لا أستطيع التحدث عن الخطة الآن، ولا أعتقد أنَّه من المناسب أن يتم تداول تفاصيلها في الوقت الحالي“.

الخطة باء بمعزل عن أمريكا أم برعايتها

وذكَّر الجبير أنَّ بلاده أعربت عن استعدادها للمشاركة بقوات خاصة في حال أنزل التحالف الدولي قوات برية لمواجهة تنظيم “داعش” في سوريا، لافتًا إلى أنَّه سيتم بحث التفاصيل من قبل المختصين بين الدول المعنية لتحديد كيف ستكون نوعية المشاركة في هذا الأمر.

 تفاصيل الخطة باء تداولتها عدة تقارير منها ما ذكرته محطة CNN التلفزيونية الأمريكية في 26 فبراير الماضي بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تجري في الأيام الأخيرة مناقشات بشأن “الخطة البديلة” في سوريا تحسبا لانهيار وقف إطلاق النار هناك، مشيرة إلى أن الخطة البديلة المذكورة قد تشمل إمكانية إرسال قوات خاصة إضافية، إضافة إلى إنشاء مناطق حظر جوي في سوريا.

ووفقا ل CNN فإن القوات الخاصة الإضافية يمكن أن تستخدمها واشنطن لزيادة عدد عمليات مكافحة الإرهاب، وكذلك لتدريب مسلحين من المعارضة السورية “المعتدلة” وتقديم الاستشارات دعما لها، وتقتضي “الخطة البديلة” تزويد هؤلاء بمزيد من الأسلحة، إلى جانب نية الإدارة الأمريكية إشراك “دول أخرى” (ولم تذكرها المحطة) لتوريد أسلحة ومساعدات أخرى للمعارضة المسلحة.

إلا أن مراقبون يشككون في مدى الالتزام الأمريكي بالخطة البديلة في ظل التفاهمات الروسية الأمريكية التي تمخض عنها شبه قرار بتأجيل مناقشة مصير الأسد في الوقت الراهن، الأمر الذي قد يؤدي لتعديل بالخطة باء أو تحولها لتكن عربية إسلامية خالصة حينها ستحتاج مظلة دولية أو أممية تتحرك في إطارها.

بدوره يرى “طيار آري” رئيس قسم العلاقات الدولية في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة “أولوداغ” التركية، في تصريح صحفي أمس الاثنين أن “أحد أهم أسباب تطور العلاقات بين أنقرة والرياض في الآونة الأخيرة، يرجع إلى التهديد الإيراني المتزايد في المنطقة“.

وأشار إلى أن “سياسات إيران الخاطئة ساهمت في تقارب أنقرة والرياض”، مشيراً إلى أن “الموقف الإيراني والروسي إزاء ما يحصل في سوريا، وعدم ضمان الولايات المتحدة الأمن لبلدان المنطقة، دفع تلك البلدان للبحث عن قوة أخرى، تعاون تركيا والسعودية ومصر، من شأنه أن يسهم في إفساد كافة المؤامرات في المنطقة“.

13 أبريل، 2016