5 أولويات أمريكية لمحاربة التطرف العنيف.. ماذا عن “الاستبداد”؟

13 أبريل، 2016

خلال فعاليةٍ استضافها برنامج السياسة الخارجية بمعهد بروكنجز، حدّد أنتوني بلينكن، نائب وزير الخارجية الأمريكي، خمس عناصر، أو أولويات أساسية، لمكافحة التطرف العنيف، استهلها بالتأكيد على أن العمليات الأمنية ضرورية للغاية، لكنها ليست كافية.

مضيفًا: إن النجاح في مكافحة التطرف العنيف سيعتمد على “قدرتنا على العمل سويا، كقادة ودول، للوصول إلى الأشخاص المعرضين للخطر قبل تجنيدهم في صفوف الإرهابيين. بمعنى آخر، سيتوقف نجاحنا على تبني نهج شامل يعالج هذا التحدي من كافة جوانبه، ويُسَخِّر كافة الوسائل المتاحة لدينا، ويقوم بتعبئة كل قائد في المجتمع باعتباره شريكا لنا”.

ورغم تأكيده على أن التطرف العنيف غير مبرر، أضاف “بلينكن”: “نحن نرى قواسم مشتركة؛ تولد أو تساعد على التعجيل بانتشار التطرف العنيف، منها: مشاعر العزلة والإقصاء، وغياب مهارات التفكير النقدي، والتعرُّض للعنف الذي تقرّه الدولة، والتكتيكات الخرقاء التي تنتهجها الأجهزة الأمنية، والحرمان المنهجي من الفرص”.

وتوَّج نائب وزير الخارجية الأمريكي كلمته بطرح خمس أولويات أساسية، هي:

  1. توسيع الشراكات لتطوير الخبرة اللازمة من أجل فهمٍ أفضل للتطرف العنيف، ودوافعه على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية والمحلية.
  2. العمل مع الشركاء على المستويين الوطني والمحلي “لتبني سياسات أكثر فعالية تمنع انتشار التطرف العنيف”.
  3. تعزيز الشراكات المحلية لمعالجة العوامل السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكامنة، التي تعرض المجتمعات لمخاطر كبيرة، وتترك الشباب والفتيات فريسة لنداءات الأيديولوجيات المتطرفة.
  4. إشراك وتعزيز الأصوات المحلية ذات المصداقية، التي يمكنها كشف الطبيعة الحقيقية للتطرف العنيف، ووحشيته، وتنكُّره للكرامة الإنسانية. ويركز هذا العنصر بشكل خاص على الدعاية عبر الإنترنت ومن خلال المطبوعات.
  5. تعزيز قدرات شركائنا لمنع التطرف من الانتقال إلى العنف في السجون، والمساعدة في ضمان إعادة تأهيل المقاتلين السابقين، وإعادة دمجهم مجددًا في المجتمع، كلما كان ذلك ممكنا.

تجاهل الأسباب الجذرية

ورغم أهمية بعض النقاط التي طرحها “بلينكن”، واستندت إلى ما تمخضت عنه قمة التطرف العنيف العام الماضي، إلا أنه وقع في الخطأ ذاته الذي ارتكبه الرئيس أوباما حين دعا المسلمين لمقاومة الإرهاب خلال زيارته الأخيرة لأحد مساجد بالتيمور، دون أن يتطرق للأسباب الجذرية للإرهاب الذي تقترفه مجموعات باسم الإسلام، والتي تقول الأستاذة المشاركة في كلية القانون بجامعة تكساس إي أند أم، سحر عزيز، إنها تتمثل ببساطة في “الاستبداد”.

وتضيف: “تتركز استراتيجيات مكافحة الإرهاب، بطريقة مضللة، على معالجة الأعراض بدل التركيز على الظلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الكامن الذي يُنتج العنف السياسي. الأهم من هذا أن الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب تحكمها المصالح العسكرية والأمنية للدول المستبدّة، التي غالباً ما تتمخّض عن مظالم محلية يجيّرها الطغاة إلى الشعور المعادي لأمريكا. وطالما أن الدول سادرة في عنفها دون رقيب، سيستمر العنف على مستويات غير حكومية بالتصاعد، ولن تؤثّر فيه الإدانات المخلصة التي يطلقها القادة المسلمون. وسيتم اتهام المعتدلين بالسذاجة وبأنهم أذيال النظام، بينما يستفيد المتشدّدون من الغضب الشعبي الناتج عن عنف الدولة لتقديم أنفسهم كمدافعين عن العدالة”.