مظاهرات وإضرابات تنديداً بمقتل ممرض تعذيباً في حلب


12

رصد: المصدر

تناقل ناشطون من مدينة حلب، يوم الثلاثاء الماضي، على صفحات الإنترنت صورة لشاب اسمه “خالد اسكيف” والذي قتل تحت التعذيب على يد إحدى الفصائل المقاتلة العاملة في مدينة حلب، ما أثار حالة من الغضب العارم في الشارع الحلبي خاصة، والشارع السوري عامة، لكون هذه الصورة ترصد عملية التعذيب الشديد الذي تعرّض له المجنى عليه، وتظهر آثار التعذيب بالكهرباء على كامل جسده.

فيما يتعلق بهذه الحادثة، نقلت مجلة “ليفانت” عن المدير الإداري في مشفى الدقاق بمدينة حلب “أبو اليمان” قوله: “فيما كان الشاب متوجهاً لشراء مادة الخبز، صادف مستخدماً يعمل في مشفى الأطفال، وعندها توقفت سيارتان: إحداها (فان) والثانية (تكسي)، تابعتان لجبهة التركمان العاملة في مدينة حلب، وسأله من بداخلهما فيما إذا كان يدعى عبدالرحمن، وحين أجابهما بأن اسمه خالد، أمروا بضربه واتهموه بالكذب، ثم ضربوه واقتادوه إلى مكان مجهول”.

وأضاف أبو اليمان: “بدورنا قمنا بإبلاغ الفصائل العاملة عما جرى، ولكن للأسف لم يردنا منهم أيّ رد”.

وذكر “أبو اليمان” أنّه “في تمام الساعة الرابعة عصراً، وردنا بلاغ من مشفى القدس يخبرنا بوجود مصاب، وهو بحاجة للنقل إلى تركيا”.

يتابع “أبو اليمان” سرده لوقائع تلك الحادثة، قائلاً: “أرسلنا أحد عناصر المشفى للذهاب مع (خالد اسكيف) بعد أن فارق الحياة، ثم ذهبنا إلى مقر الكتيبة في (جبهة التركمان) والتقينا أحد القادة، وسألناه عن هوية المطلوب الذي يبحثون عنه، فأجاب بأنّه يدعى عبد الرحمن، حينها أكّدنا له أن اسمه خالد، فأصيب بالدهشة عند معرفة اسم السجين المعتقل عنده، والذي لا يعرف اسمه”.

في السياق ذاته، يقول الناشط الإعلامي “محمد حلواني” في شبكة حلب نيوز الإخبارية إنّه “قام شخصٌ يدعى (عبد الرحمن) بسرقة جهاز (لابتوب) يعود لمجموعة تابعة لجبهة التركمان في مدينة حلب تعمل ضمن المناطق المحررة”، وأنهم حاولوا التواصل مع هذه المجموعة “للكشف عن ملابسات السرقة، إلا أننا لم نتمكن من التواصل مع أية جهة لدى المجموعة المذكورة، كما علمنا بوجود شخص اسمه عبد الرحمن (يعمل في مشفى الحكيم) وهو المشفى المعروف باسم مشفى الأطفال حالياً، أما القتيل فهو يدعى “خالد اسكيف” وكان يعمل في مشفى الدقاق”، وأنّ “إدارة المشفى قد طلبت من (اسكيف) الذهاب إلى مشفى الحكيم من أجل إحضار بعض المستلزمات لمشفى الدقاق بحسب طبيعة عمله .”

وأكّد ” الحلواني” لـ”ليفانت ” الرّواية ذاتها، التي رواها المدير الإداري “أبو يمان” حول تفاصيل الحادثة، وتجاهل الفصيل لأقوال المجني عليه. وأكّد “الحلواني” أنّه “في تمام الساعة السابعة من مساء يوم أمس الثلاثاء، أعادت مجموعة التركمان الشاب (خالد أسكيف) إلى مشفى القدس، وسلّمته إلى مجموعة أبو عمارة”.

وأضاف: “وكان قلب الشاب (خالد) قد توقّف عن العمل، نتيجةً لشدة التعذيب الذي تعرض له من قبل المجموعة، فقام مشفى القدس بتقديم الإجراءات العلاجية اللازمة له، حتى عاد قلبه ينبض من جديد، ولكنه كان متعباً للغاية” لافتاً إلى أنّ إدارة “مشفى القدس” قد طالبت فصيل “أبو عمارة “بنقله إلى تركيا، فاستجابت المجموعة لمطلبهم، إلا أنّه فارق الحياة، قريباً من منطقة “كاستيلو” .

في السياق ذاته، يوضح “الحلواني” أن الشاب “خالد اسكيف ” قد تعرّض للتعذيب، وتلقى ضربات كهربائية على كامل جسده.

كما بيّن الناشط الإعلامي “ماهر أبو شادي” أنه “طالب معظم العاملين في المشافي، ومديرية صحة حلب الحرة، بالقيام بإضراب عام، ابتداءً من يوم الأربعاء، احتجاجاً على الاعتداءات المتكررة من قبل الفصائل العسكرية على الكوادر الطبية، في حين تستقبل المشافي الحالات الحرجة والاصابات الحربية فقط”.

وأضاف “أبو شادي” موضحاً: “نطالب كنشطاء سوريين، كافة الفصائل العسكرية العاملة على الأرض والمؤسسات الامنية التابعة لهذه الفصائل، بالتوجه إلى الجبهات والعمل العسكري، وترك الأمور المدنية للهيئات المختصة مثل الشرطة الحرة والمحاكم القضائية، والابتعاد عن الاعتقالات التعسفية والخطف، من قبل أي فصيل كان”.

وتجدر الإشارة إلى أن المشافي في مدينة حلب، أعلنت إضراباً عاماً، احتجاجاً على عمليات الاعتقال التعسفي، وطالبت بحماية كوادرها العاملة.

هذا وقد خرجت عدة مظاهرات في مدينة حلب، تطالب بمحاسبة جبهة التركمان.

أخبار سوريا ميكرو سيريا