النظام يسعى لاستنزاف المعارضة في حلب وتحويل جبهاتها إلى نقاط يسهل محاصرتها
16 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
شادي السيد – خاص السورية نت
شهدت الأيام القليلة الماضية، تحركات عسكرية متسارعة لقوات النظام والميليشيات الموالية لها على عدة جبهات مع فصائل المعارضة السورية في محافظة حلب، والتي توزعت بين جبهات ريف حلب الجنوبي ومخيم حندرات والملاح وحي صلاح الدين داخل مدينة حلب.
قادة عسكريون من المعارضة السورية وآخرون مطلعين على الوضع العسكري بريف حلب، أكدوا لـ”السورية نت” أن تحركات النظام الأخيرة والمدعومة من قبل ميليشيات شيعية أجنبية وقوات إيرانية، تسعى إلى حرب استنزاف لقوات المعارضة، خاصة أن النظام استطاع الوصول والسيطرة على أجزاء واسعة من ريف حلب الشمالي بمساندة روسية، واتفاقات حتى وإن كانت غير معلنة مع فصائل كردية”.
ويسعى النظام حالياً لتوسيع نطاق سيطرته بالتوسع شمال وجنوب مناطق سيطرته بمدينة حلب والوصول إلى طريق الكاستلو(شريان إمداد المعارضة الوحيد داخل مدينة حلب مع أريافها، وزيادة حجم استنزاف الفصائل الثورية، إضافة إلى استكمال تحويل جبهة حلب إلى نقاط مقطعة يسهل حصارها، بدلاً من محاولات الاقتحام ذات التكلفة البشرية العالية خاصة في المدينة.
وفي هذا السياق أكد النقيب منذر القائد العسكري لـ”الجبهة الشامية” قاطع الجنوب بتصريح لـ”السورية نت” بأن النظام بات يعتمد على مهاجمة قوات الثوار بجبهات متعددة في كل فترة زمنية بخلاف ما كان يعمل عليه في السابق بالإضافة الى قيامه بالاستهداف المستمر لجبهات المعارضة بقذائف الصواريخ والمدفعية، بهدف استنزاف قوات المعارضة والمرابطين على جبهات حلب وريفها”.
وأشار منذر أنه “مؤخراً كثر الحديث عبر وسائل إعلام النظام عن نية الأخير إطلاق معركة حلب الكبرى التي يدعيها، بهدف السيطرة على كامل المحافظة مستفيداً من الميليشيات الأجنبية وعناصر من قوات الجيش الإيراني تم جلبها مؤخراً إلى حلب”.
وأردف قائلاً إنه “على الرغم من الإمكانية الضخمة المتوفرة لدى النظام وموقف الدول الداعمة له بمده بالأسلحة والمقاتلين، إلا أن معارك ريف حلب الجنوبي قبل أسبوع ومحاولته التقدم باتجاه مخيم حندرات وجبهة الملاح أول أمس، ألحقت بالنظام وميليشياته خسائر فادحة، تجاوزت عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى تدمير واغتنام دبابات ومدرعات وذخائر متنوعة”.
من جهته أشار مراسل “السورية نت” في حلب محمد الشافعي، أن “النظام بدأ اليوم السبت، محاولة تقدم باتجاه مناطق سيطرة المعارضة داخل حي صلاح الدين بمدينة حلب، حيث استطاع النظام السيطرة على عدة أبنية داخل الحي، في ظل استمرار الاشتباكات مع فصائل المعارضة لاستعادة تلك المباني”.
ونوه الشافعي أنه “تم رصد خلال اليومين الماضيين، وصول تعزيزات للنظام باتجاه مطار النيرب العسكري الواقع داخل مدينة حلب من الجهة الشرقية، الأمر الذي ينذر بمحاولات جديدة للنظام بالتقدم وتأمين محيط المطار”.
وليس بعيد عن معارك النظام مع المعارضة، كذلك الأخيرة تخوض معارك مستمرة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” شمال حلب، الأمر الذي يدفع بها بتعزيز تلك الجبهة بشكل دائم وإمدادها بالمقاتلين والذخيرة، حيث حقق التنظيم خلال اليومين الماضيين تقدماً على حساب المعارضة، وتمكن من السيطرة على نقاط عسكرية أدت إلى فصل الفصائل عن بعضها، وباتت موزعة بين مدينة إعزاز، وبلدة دوديان إلى الشرق منها، فيما يسيطر التنظيم على المناطق الفاصلة بين الجهتين. وبذلك أصبح مقاتلو المعارضة بحكم المحاصرين.