سليماني مجدداً في موسكو: ماذا تغيّر في سوريا بين يوليو 2015 وأبريل 2016؟


كتبت صحيفة “السفير” اللبنانية أن المعلومات التي أوردتها وكالة “رويترز” عن وصول قائد “فيلق القدس” الجنرال قاسم سليماني إلى موسكو أعادت إلى الأذهان الزيارة السابق له للعاصمة الروسية والتي وضعت خلالها “خريطة طريق” للانخراط الروسي العسكري في سوريا، وأثارت تكهنات عن أهداف الزيارة التي تتزامن مع ترنح وقف النار الهش المعمول به منذ ستة أسابيع، والمعركة المعلنة للنظام لاستعادة حلب، فضلاً عن الغموض الذي يكتنف صفقة صواريخ “أس 300” الروسية لإيران.

ففي أكتوبر الماضي، تقول الصحيفة، خرجت “رويترز” برواية لم تنفها موسكو ولا طهران عن اجتماع عقد في العاصمة الروسية في 15 يوليو، فتح خلاله سليماني خريطة سورية ليشرح لمضيفيه الروس كيف يمكن أن تتحول سلسلة من الهزائم التي مُني بها نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى انتصار بمساعدة روسيا، كما كتبت الصحيفة.

ومنذ ذلك الوقت، اعتبرت زيارة سليماني لموسكو الخطوة الأولى في التخطيط للتدخل العسكري الروسي الذي أعاد تشكيل الحرب السورية ونسج خيوط التحالف الإيراني- الروسي الجديد لدعم الأسدففي حينه، كان النظام السوري يواجه أخطاراً حقيقية ، وكان ميزان القوى يميل لصالح المعارضة المسلحة.

وأوضح مسؤول إقليمي بارز لوكالة “رويترز” في حينه أن “الروس كانوا مربكين كثيراً وشعروا أن الأمور في انحدار، وأن النظام صار في خطر حقيقي. ولكنَ الإيرانيين كانوا يعتبرون أنه لا تزال هناك فرص وقدرة على استعادة زمام المبادرة، ووقتها اضطلع سليماني بدور في إقناعهم”.

ويقول ثلاثة من المسؤولين الكبار في المنطقة إن رحلة سليماني إلى موسكو في يوليو الماضي سبقتها اتصالات روسية إيرانية رفيعة المستوى أسفرت عن اتفاق سياسي يقضي بضرورة ضخ دعم جديد للأسد الذي مُني بخسائر متلاحقة.

وتشير رواياتهم إلى أن التخطيط للتدخل بدأ يتبلور منذ أشهر مع تراكم هزائم الأسد. ويعني ذلك أن طهران وموسكو كانتا تناقشان طرق دعم الأسد في الوقت الذي كان المسؤولون الغربيون يتحدثون عما كانوا يعتقدون أنها مرونة جديدة في موقف موسكو من مستقبله.

وتأتي الزيارة الثانية، والكلام للصحيفة، في خضم مرحلة جديدة متوقعة في الحرب، فاتفاق وقف الأعمال العدائية على وشك الانهيار، والنظام السوري يستعد لشن هجوم للسيطرة على حلب، وهو ما يمكن أن يعتبر، إذا تحقق، نقطة تحول في حرب مستمرة منذ أكثر من خمس سنوات، كما كتبت الصحيفة اللبنانية.

وبعدما نفت موسكو تصريحات سورية بأنها ستشارك في معركة حلب، نشرت صحيفة “كيهان” الإيرانية الاثنين أن روسيا لا تستطيع فرض رغبتها على الأسد.  وقبلها، أفاد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، أن الأسد خط أحمر، وأضاف: “يمكن أن تكون واشنطن قد توصلت إلى اتفاق مع موسكو على إزاحة الأسد خلال أشهر، ولكن الأسد خط أحمر”.

والواضح، وفقا لمقال الصحيفة، أن زيارة سليماني لموسكو تأتي مع تنامي القلق الإيراني من صفقة روسية مع الغرب في شأن سوريا، الأمر الذي يثير تساؤلات عن الأهداف المحددة لهذه الزيارة وأبعادها في هذا التوقيت.

فمع أن إيران أعلنت هذا الأسبوع وصول الدفعة الأولى من وصواريخ “أس 300” التي طال انتظارها، نسبت “رويترز” إلى مصدر أمني إيراني كبير أن “الجنرال سليماني سافر إلى موسكو الليلة الماضية لمناقشة قضايا تتضمن تسليم (أنظمة الدفاع الصاروخي الجوي “إس-300″ (التي ستسلمها موسكو لطهران) وتعزيز التعاون العسكري”.

كذلك، أفاد دبلوماسي غربي في موسكو أنه على علم بأن سليماني سيجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو، إلا أن الكرملين نفى أي لقاء متوقع لبوتين مع سليماني.

ويواجه سليماني عقوبات دولية تحظر عليه السفر، غير أن “فوكس نيوز” نسبت إلى مصادر استخباراتية عدة أنه استقل طائرة خاصة صباح الخميس من طهران إلى موسكو.

وقد أعلنت السفارة الإيرانية في موسكو أن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان ينوي عقد لقاء ثنائي مع نظيره الروسي سيرغي شويغو وغيره من وزراء الدفاع الذين سيشاركون في مؤتمر موسكو للأمن الذي يعقد في موسكو بين 26 و28 أبريل. ونسبت وكالة أنباء “أنترفاكس” إلى مصدر في السفارة الإيرانية في موسكو أن دهقاني قد يبحث مع المسؤولين الروس في صفقات لشراء مقاتلات “س يو 30 س م” ودبابات “ت 90”.

ويُذكر أنه بين الزيارة المفترضة لسليماني والزيارة المعلنة لدهقاني، يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس المقبل إلى موسكو لمناقشة قضايا المنطقة، وفي مقدمتها الصراع السوري.