كتاتيب العصر العثماني تعود للظهور في إدلب

16 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016

3 minutes

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

عاود التعليم في كتاتيب المساجد إلى الظهور وبشكل تدريجي خلال الأعوام الماضية، في مدن وقرى ريف إدلب الخارجة عن سيطرة النظام، بعد تدني المستوى التعليمي في المدارس التابعة للنظام في تلك المناطق.

وساهمت في تدني المستوى التعليمي في المدارس التابعة للنظام في مناطق سيطرة الثوار، مغادرة قسم كبير من المعلمين وانخفاض ساعات التدريس في تلك المدارس مع بداية العام 2014، ما دفع الأهالي لإرسال أبنائهم إلى التعليم في حلقات المساجد، أو ما يسمى “الكتاتيب”.

وترك قسم كبير من المعلّمين المدارس بعد فصلهم من قبل النظام بقرار من وزارة التربية، ومنعهم من رواتبهم بناءً على معلومات أمنية، وقسم آخر لجأ إلى دول الجوار مع عائلته، وقسم انخرط في الثّورة، ما انعكس سلبياً على الطّلاب في المراحل التعليمية الأولى، حيث تسرب قسم كبير من الطلاّب من مدارسهم.

وتداركاً للأمر، ولأهميته، تبنت عدة جهات التدريس ضمن حلقات صغيرة في المساجد، يتراوح عدد الطلاب في كل حلقة حوالي خمسة عشر طالباً، ليعود نظام الكتاتيب في المساجد، والذي كان يعمل به قبل مئات السنين في حقبة الحكم العثماني في البلاد.

وكانت رابطة علماء المسلمين بالإضافة إلى هيئة شام الإسلامية ومنظمة عطاء ومنظمات إنسانية أخرى، تشرف على حلقات التّعليم في المساجد، وتؤمن احتياجات الطّلاب من قرطاسية ومواد تعليمية مساعدة، بالإضافة إلى هدايا للطلاّب المتفوقين.

ويتم تعليم الطّلاب في هذه الكتاتيب مبادئ أساسية في القراءة والكتابة، وبعض التمرينات الرياضية، وكذلك مبادئ التجويد في القرآن الكريم، ومؤخراً تم إدخال تعليم اللغة الإنكليزية، ويتولى التعليم في هذه الحلقات معلّمون فصلهم النظام من التعليم في مدارسه، بالإضافة إلى خريجي الجامعات والمعاهد الجدد، وذلك لقاء رواتب شهرية يمكن اعتبارها رمزية مقابل غلاء المعيشة.

وساهمت حلقات التّعليم في المساجد بشكل كبير في تعليم الأطفال في السّنوات المبكّرة من عمرهم، وأخذت دور المدارس، واستفاد التلاميذ من قسم كبير من المواد التي كانوا يأخذونها، ولاسيما اللّغة العربية والصرف والنّحو، وبعض المعلومات في الرياضيات وغيرها من العلوم.

أخبار سوريا ميكرو سيريا