منار رشواني يكتب: الحديث باسم كل ضحايا الأسد


منار رشواني يكتب: الحديث باسم كل ضحايا الأسد - مدار اليوم
آخر الأخبار


منار رشواني

بلا اهتمام يُذكر، مر ما سمي “بيان إصلاح الهوية” الصادر، بحسب هيئة الإعلام البريطانية “بي. بي. سي”، عن قادة للطائفة العلوية في سورية قبل قرابة أسبوعين. إذ لم يكد يُحدث هذا البيان جدلاً سورياً حقيقياً، ناهيك بالضرورة عن أي تأثير يذكر؛ حتى الآن على الأقل. وذلك رغم كونه بياناً “غير مسبوق” في التأكيد (على ما هو معروف بالضرورة في الواقع)؛ برفض ربط جرائم نظام الأسد بحق الشعب السوري، قبل الثورة وبعدها، بالطائفة العلوية ككل، وكذلك التمسك بهوية الطائفة السورية ورفض الإلحاق المذهبي، وتالياً السياسي، بإيران.
ولعل العذر، أو الذريعة، لعدم التقاط البيان، بل وحتى الاحتفاء به، هو أنه جاء بلا أسماء صريحة، كما أشار البعض. لكن أي سوري يعرف، بداهة، أن كشف هوية الموقعين لا تعني أقل من تصفيتهم؛ يشهد على ذلك، مثلاً، اختفاء د.عبدالعزيز الخيّر، بحكم معارضته السلمية فقط للنظام، بحيث لم يشفع له انتماؤه الطائفي، وحجم عائلته، ناهيك عن تقدمه في السن. بل وحتى إذا ما قبلنا أن البيان مفبرك، أو أن الموقعين عليه ليسوا قيادات عليا مؤثرة فعلاً بخلاف ما ادعت “بي. بي. سي” (وهو ما يناقض طبعاً سمعة الهيئة الإعلامية العالمية، بقسمها الناطق باللغة الإنجليزية خصوصاً)، فإن البيان يظل مناسبة يجب اغتنامها لإعادة مد اليد للطائفة التي اختطفها الأسد، مع طوائف وفئات أخرى من الشعب السوري، وزج بها في أتون الحرب دفاعاً عنه من خلال الترهيب من البديل.
مرة أخرى، يجب التأكيد على حقيقة أن السوريين يقتلون بعضهم بدافع الخوف، منذ اليوم الأول للثورة. فالمعارضون للنظام يعرفون تمام المعرفة أن انتصاره ليس يعني إلا إبادات جماعية أبشع مما ارتكب على امتداد سنوات الثورة وما قبلها، في عهد الأسد الابن والأب. وفي المقابل، يمكن القول بكل ثقة إن غالبية العلويين وسواهم ممن يقاتلون تحت راية الأسد لا يفعلون ذلك دفاعاً عن شخصه أبداً، وهم الذين يعرفون ككل السوريين حجم فساد عائلته وبطانته، واستباحتهما لأرواح وكرامات الناس جميعاً. لكن هؤلاء -عدا عمن يساقون قسراً إلى الجبهات من الطوائف كافة- يعتقدون بدورهم أن سقوط الأسد سيعني انتقاماً من المعارضة لا يقل عن إبادات جماعية أيضا.
وإذا كان بشار الأسد لا يخفي أبداً توقه إلى مجازر مستقبلية، كما يؤكد في كل مرة تحقق فيها مليشياته متعددة الجنسيات تقدماً على الأرض ولو بمقدار بوصة واحدة؛ بادعاء العصمة من كل خطأ، وأن مئات آلاف الضحايا ليسوا سوى إرهابيين! فإن الواجب يحتم على  المعارضة الحديث عن جميع ضحايا الأسد السوريين، أي بمن فيهم أولئك الذين يُقتلون في صفوف مليشياته من صغار المقاتلين تحديداً، والذين يتم تجنيدهم غالباً قسراً، أو بدافع الحاجة المادية مع شيوع الفقر في سورية، إضافة إلى ادعاءات أن كل المقاتلين ضد الأسد هم دواعش وليسوا طلاب كرامة وحرية.
باختصار، يجب الوعي بحقيقة أن من مصلحة السوريين من الطائفة العلوية، أسوة بكل السوريين، التخلص من الأسد الذي يصر على البقاء بمسمى “رئيس” بكامل امتيازات الاستبداد والفساد، حتى آخر إنسان سوري؛ سواء كان يقاتل إلى جانبه أو ضده، طالما أن لديه مليشيات طائفية إيرانية تبقيه في منصبه.

المصدر: الغد

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ارسل عبر الواتس ابد.خطار أبو دياب تتبدل الوقائع على رقعة الشرق الأوسط ...

أخبار سوريا ميكرو سيريا