هل يمكنك الاستغناء عن “فيسبوك” بسهولة؟
16 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي تشكل جزءا أساسيا في الحياة العصرية، ومع مرور الوقت فإن شعبيتها تتزايد باستمرار.
وفي ظل تطور تكنولوجيا المعلومات، أصبحنا نعتمد على مواقع عدة، كموقع “فيسبوك” وغيره، للحصول على الأخبار، والتواصل مع الأشخاص في أي مكان في العالم.
ويعتبر موقع “فيسبوك”، الذي أسس عام 2004، من أهم وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح للناس المجال لتبادل الأفكار والحوار، وفتح خطوط تواصل مستمرة مع الأسرة والأصدقاء. إضافة إلى توفير إمكانية ارسال رسائل مجانية وصور ومقاطع الفيديو والاستماع إلى الموسيقى وغيرها من الخصائص.
وتسيطر خدمة “فيسبوك مسنجر” المتخصصة بالرسائل على القسم الأكبر من مستخدمي تطبيقات الدردشة. فقد أعلن فيسبوك في 7 أبريل/نيسان من العام الحالي عن بلوغ عدد مستخدمي خدمة “مسنجر” نحو 900 مليون مستخدم. ويقول الموقع إن عدد المستخدمين النشطين على الشبكة الاجتماعية نفسها يبلغ 936 مليون يوميا، علاوة على مليار و440 مليون مستخدم شهريا، وهذا يعكس قوة ونجاح الموقع كخدمة أساسية للتواصل الاجتماعي.
وقال مدير فيسبوك، مارك زوكربرغ لمستثمرين في يناير/ كانون الثاني إن 500 مليون شخص يشاهدون صور فيديو على “فيسبوك” يوميا.
ولكن مع كل الايجابيات التي يتمتع بها فيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي الاخرى، الا أن عددا من الناس يرى أن التكنولوجيا أصبحت تؤثر على حياتنا سلبا. ويظن البعض أننا وصلنا إلى مرحلة لا نستطيع العيش فيها من دون وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي جعلنا نقطع علاقاتنا الحقيقية لنحولها إلى رسائل نصية ومكالمات صوتية. وتحولت نقاشاتنا إلى رسائل وصور بدلا من أن تكون محادثات وجها لوجه. وحتى المشاعر الحقيقية قمنا بتحويلها إلى رموز تعبيرية نرسلها برسائلنا دون الشعور بها.
ويرى عدد من الناس ان “فيسبوك” وغيره من وسائل التواصل طوق أفراد الأسرة بجداريات العزلة، حيث ينفرد كل شخص منكباً على حاسوبه أو هاتفه النقال يتصفح المواقع الالكترونية، أو غارقا في حوارات افتراضية مع اصدقاء أو حتى مع أناس مجهولين لم يتعرف عليهم من قبل.
ومع أن التكنولوجيا الحديثة توفر لنا ادوات رائعة للحصول على آخر الأخبار، إلا أن بعض الباحثين أبدوا تحفظات حول لجوء الأفراد الى “فيسبوك” كمصدر موثوق للمعلومات. إذ لا تخضع الأخبار التي تبث على مواقع التواصل الاجتماعي عموما للتدقيق والمراجعة، كما هو الحال بالنسبة للصحف وشبكات الأخبار ومواقعها، مما يتيح للأشخاص بث معلومات وأخبار على حسب رؤيتهم وموقفهم السياسي أو الإيديولوجي، بغض النظر عن صحة الخبر أو دقته.
وفي هذا السياق اصبح الفيسبوك مسرحا للصراعات السياسية والأيديولوجية وترويج الأفكار وقد تؤدي هذه الصراعات إلى زيادة الشرخ بين بعض المجموعات فيصبح الفيسبوك أدآة لتفريق الناس بدلا من أن يكون جسرا بين الثقافات والمجتمعات.
ولكن على الجانب الآخر هناك يُنظر إلى موقع “فيسبوك”، وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، في العالم العربي بشكل ايجابي، وذلك على أساس أنها أتاحت مساحة من الحرية في التعبير عن الآراء والمواقف لم تكن متاحة في الكثير من المجتمعات العربية، كما أنها جعلت من العالم قرية صغيرة، وذلك بربط الناس مع بعضهم البعض بالرغم من المسافات الجغرافية والفروق الثقافية التي قد تفصل بينهم.