‘أحد اللاجئين: “لقد تم اختطافي وتعذيبي ثمان مرات بسبب تسريحة شعري”’

17 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
7 minutes

إكسبرس –

“يتحدث الناجون من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية عن كيفية مكابدتهم لعرض السكين على أعناقهم، وعن مشاهدتهم أناس تم تفجيرهم، وأن بعضهم تم اختطافه بسبب تسريحة شعره”

خاض آلاف الشباب رحلة طويلة وخطيرة من الشرق الأوسط الذي مزقته الحرب ​​إلى أوروبا، ويروي الكثير منهم الأخبار عن كيف تم القبض عليهم وكيف تعرضوا للضرب ومنعوا من التصرف مثل الغربيين الموجودين هناك.

وفي مخيم بريسيفو، في صربيا، يقيم محمد زهاد البالغ من العمر 17 عاما، والذي يستخدم كريم جيل لتسريحة شعره البارز إلى أعلى، والمحلوق من الجانبين مع وجود خط على كل جانب من جانبي رأسه.

ويدعي محمد أن تسريحته التي تحاكي تسريحات لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز، ووجهه الحليق، بالإضافة إلى عادة التدخين التي تلازمه، كادت أن تكلفه حياته.

حيث تم اعتقال محمد ثمان مرات قبل أن يقرر والده أنه قد حان وقت مغادرتهم سوريا، خوفا من ألا يتركوه على قيد الحياة إذا اعتقلوه في المرة القادمة. وقال محمد: “اعتقلني تنظيم داعش ثمان مرات بسبب تسريحة شعري، إذ لم تعجبهم. إنهم يقومون بالقبض على شعرك وسحب رأسك إلى الخلف، وتمرير السكين على صفحة عنقك. وفي كل مرة يعتقلونني فيها،كنت أعتقد أنهم كانوا سوف يقطعون رقبتي، لقد قطعوا رؤوس وأيدي بعض الناس بسبب التدخين. وأنت لا تعلم ماذا سيحدث لك “.

لكن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية معروفون بأنهم كانوا يطلقون سراح الشباب الصغار دون أن يفعلوا بهم شيئا سوى أن يأمروهم بطاعة تفسيرهم لأحكام الشريعة. ويعتقد أنهم يقومون بدور أشبه بدور الشرطة الدينية في بعض المناطق، في محاولة لزيادة أعداد المنضمين إليهم.

وقال محمد: “اعتقدت أنني سوف أموت. ولكنهم قالوا إنه بإمكاني الذهاب لأنني لازالت صغيرا وأنني سوف أحظى بفرصة أخرى. إلا أنهم قاموا بحلق شعري. وقد طلبوا مني أن أغير تسريحة شعري وأن أحافظ على الصلاة وألا أدخن. وفي حين أنهم يقفون يدخنون، إلا أنهم يخبرونك بألا تدخن”.

وقد شهد البعض أعمال عنف غير مبررة على أيدي ميليشيات داعش الفاسدة.

بينما كان شابهاز زاهي أحد الرجال الكثيرين الذين يقيمون في مخيم سييد بالقرب من الحدود مع كرواتيا ممن وجدوا صعوبة في الحديث عن الحياة في الوطن.

قبل أن يترك البلاد، حيث يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على الأراضي بالقرب من الحدود مع باكستان، شاهد مباشرة حجم الشر الذي يمثلونه قائلا “إنهم لا يمكن أن يكونوا كباقي البشر”.

“لا يمكنك أن تتخيل الأشياء التي يقومون بها. ولقد رأيت بعينيّ واقعة بالقرب من الحدود مع باكستان، حيث كان هناك عشرة رجال تم تقييد أرجلهم بالقنابل، ثم تركوا لكي يلقوا مصرعهم. لقد رأيت ذلك بعينيّ. ولا يمكننا أن نعود إلى هناك مرة أخرى، لا توجد حياة بالنسبة لنا هناك “.

بينما دفع قيس حليمي البالغ من العمر 23 عاما مبلغ خمسة آلاف يورو في 26 يوما حينما كان يحاول الخروج من أفغانستان إلى ألمانيا. واضطر الموسيقار الشاب إلى الفرار بسبب انتسابه إلى أحد معاهد  الموسيقى في أفغانستان.

وقد استهدف تنظيم الدولة الإسلامية العازف الذي عزف في إحدى المرات خارج قاعات العزف لأنه تجرأ على عزف الموسيقى بما يخالف قواعد الدولة الإسلامية.

وقال: ” لقد اضطررت الى حذف جميع مقاطع الفيديو الخاصة بي. إذا قبض علي تنظيم داعش ومعي تلك المقاطع، كانوا سوف يقضون علي. انهم لا يريدون الموسيقيين. بل يقتلونهم، ويقطعون رؤوسهم. يمكنني مشاهدة بعض المقاطع على يوتيوب الآن، ولكن بقية المقاطع تم حذفها، وأصبحت مجرد ذكريات الآن. وليس لدي أي شيء، لا درامز، ولا أي أدوات أخرى. وفي يوم ما، آمل أنا أعزف الموسيقى في ألمانيا “.

وكل شاب من هؤلاء الشباب الذين فروا من سوريا أو العراق أو أفغانستان عازم على العيش في أوروبا وبدء حياة جديدة هناك، بعيدا عن الحرب. غير أن محمد الذي أصر والده على الهرب من وطأة تنظيم الدولة الإسلامية عليه أن يبدأ حياة جديدة بمفرده الآن. فقد تعرض والده أبو شاهار مصطفى البالغ من العمر 46 عاما لأزمة قلبية قاتلة في المخيم بالقرب من الحدود الصربية مع كرواتيا بعد فترة وجيزة من اغلاق الحدود في شهر فبراير. واضطر ابنه إلى الانتظار 17 يوما للإفراج عن جثته حتى يتمكن من دفنها في بلاد بعيدة كل البعد عن الوطن.

وقال محمد: “أنا لا أعرف إلى أين أذهب، ولا أعرف ماذا أفعل. لم تكن هذه هي خطتي، لقد جئت إلى هنا لأن والدي قال ذلك. ربما أمكث هنا، وربما أعود إلى سوريا. انا عالق هنا. ليس لدي أي شيء. أنا أريد أن أترك هذا المكان. إنه سجن.”

وقد قضى كل من الأب وابنه خمسة أشهر يتنقلون من بلد إلى بلد، ودفعوا أموالا إلى ثلاث مجموعات من المهربين للدخول إلى صربيا. وبعدها سقط السيد مصطفى في حقل بعدما تجاوز الحدود المقدونية، مكابدا آلاما في القلب. وجاء المسعفون ولكن بعد فوات الأوان. ويعيش محمد، الذي لم ير والدته لمدة 15 عاما، بمفرده بعد أن تقطعت به السبل.

وقال محمد: “الآن، لا يمكنني أبدا الذهاب إلى قبره، إنهم لن يسمحوا لي حتى بمغادرة المخيم. لا أحد يعرف أين يوجد والديه الآن. أنا عاجز عن التعبير عما أشعر به. أنا حزين، حزين للغاية”.

ويعقد الشاب المراهق العزم على الإبقاء على تسريحة شعره التي تحاكي تسريحات لاعبي الدوري الإنجليزي، والتي كادت تودي بحياته. قائلا: “ليس بإمكانهم المساس بي هنا، لذلك لن أغير تسريحة شعري. هنا في أوروبا نحن أحرار “.