‘القائد الأسبق لمجلس درعا العسكري لـ (كلنا شركاء): لهذه الأسباب انتهى عهد المجالس العسكرية…’
17 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
إياس العمر: المصدر
بدأ العمل على تشكيل المجالس العسكرية الثورية في سوريا بداية عام 2012، وكان ثوار محافظة درعا من أول الثوار الذين شكّلوا مجلساً عسكريا، والتي كانت نواة الجيش الحر، والتفت الحاضنة الشعبية حول هذا الجسم العسكري الذي رأت فيه حينها المخلص من الظلم والإجرام.
وبعد مرور قرابة أربعة أعوام على تأسيس المجلس العسكري في محافظة درعا، وللحديث عن تأسيسه وأسباب انتهائه، “المصدر” كان لها مع قائد أول مجلس عسكري في المحافظة المقدم “محمد الحربات” الحوار التالي:
في البداية لو تحدثنا عن تأسيس المجلس العسكري في محافظة درعا؟
لقد كانت المرحلة الأولى من الثورة تتميز بالسلمية والشعبية الشاملة، وكان خيار العسكرة خيار أجبرنا عليه من جراء العنف التي مارسه نظام الإجرام ضد المتظاهرين، وعمليات الاعتقال والتعذيب حتى الموت، واستجابة لشعور المسؤولية تجاه أهلنا بدأنا في الانشقاق عن جيش النظام بعد أشهر من انطلاق الثورة، وتشكل المجلس العسكري في درعا لتنظيم الشباب الثائر وتنظيم العمل العسكري في نهاية الشهر الأول من عام 2012، بقيادة الشهيد المقدم ياسر العبود، وتمت إعادة هيكلة المجلس، وتم إشراك الضباط المنشقين وبعض القادة المدنيين والفعاليات المدنية.
وتم تسليمي قيادة المجلس بتاريخ (21 نيسان/أبريل) من العام 2012، وكان هدفنا التنظيم وتوجيه الشباب، وكان العمل المسلح يقتصر على عمليات صغيرة تتصف بالكر والفر، وبأهداف محدودة ومدروسة، وكان علينا لزاماً تأمين انشقاق أكبر عدد من الضباط والعناصر، وحماية المظاهرات، وكان اعتماد المجلس على الغنائم المستردة من عصابات النظام والدعم المحلي من المغتربين فقط.
ما السبب الرئيس في انتهاء المجلس العسكري؟
لا يمكن حصر الأمر بسبب واحد، لأن هناك عدد من الأمور التي أدت لانهيار بنية الجسم العسكري للجيش الحر، وليس فقط المجلس العسكري في محافظة درعا، وهناك أسباب خارجية ومنها معظم الدول الداعمة لا تبحث عن هيكل عسكري يخاطبها، وإنما تبحث عن إنشاء أجندات داخل الجسم العسكري للثورة، لذى قدموا الدعم لمجموعة من التشكيلات لكي يكونوا تابعين لها، ووجدوا سهولة في التعامل مع القادة المدنيين للوصول إلى مبتغاهم، وأما الأسباب الداخلية فتتمثل بعد الاستغلال الصحيح للضباط المنشقين حسب الاختصاص، استغلال قوات النظام لبعض ضعاف النفوس وزجّهم في صفوف الثوار، على مبدأ فرق تسد، بهدف افتعال الخلافات الداخلية، إضافة إلى غياب المتعلمين والمثقفين عن النسق الأول للثورة .
لم غابت ردة فعلكم على اعتقال العقيد أحمد النعمة القائد السابق للمجلس العسكري؟
تم اعتقال العقيد أحمد النعمة من قبل جبهة النصرة، وبالطبع بالتعاون مع من يسمون أنفسهم قادة، وذلك تنفيذاً لأوامر خارجية من الدول الداعمة، وقد غابت ردة الفعل من قبل أهالي حوران نتيجة سيطرة جبهة النصرة وقتها، والتغلغل داخل المدن والبلدات، وخوف بعض القادة على مناصبهم حينها، وحوران تدفع الثمن حاليا.
لماذا اخترت الهجرة، وما هو الدافع الأساسي وأنت تقيم اليوم في ألمانيا؟
لم أختر الهجرة طواعية، وأنا لم ولن أقدم لجوء في بلد الاغتراب، هاجرت منذ عشرة أشهر إلى ألمانيا عن طريق سفارتها في عمان بهدف العلاج، وما زلت أتعالج من حادث سير حصل معي في عمان، أدى إلى حدوث كسور في معظم جسمي وفقدان عظم الساق الأيمن مسافة 7 سم، ولن أقول إن محاولات الاغتيال من عناصر تتبع للنظام أو عناصر تتبع لأجندات خارجية متطرفة كانت وراء الهجرة، وخلال الإصابة الأخيرة لم يسأل عني أحد، وكانت الإصابة قبل اعتقال العقيد أحمد بشهر.
كيف تقيّم عمل تشكيلات الجيش الحر في درعا اليوم؟
الدعم موجود والعناصر موجودون ولكن بحاجة لعمل موحد وقيادة اختصاصية وللخبرات والعناصر المدربة، وقام النظام بزراعة تنظيم “داعش” بهدف تشتيت الجيش الحر على جبهتي الميلشيات الطائفية التابعة للنظام وجبهة “داعش”، وإن عناصر “داعش” في الجنوب محاصرون ضمن نطاق صغير، فمن أين يأتي دعمهم؟
في الختام أريد أن أقول إن التاريخ لم يشهد تآمراً على إنهاء ثورة شعب كما هو حالنا اليوم، ليس هناك من الدول من يعمل على ازاحة طاغية العصر، لأنه حامي حمى طفل أمريكا المدلل وهو الكيان الإسرائيلي، لا يريدون لنا التحرر بل يبحثون عن حلول تضمن مصالحهم، ومن خلال معرفتي بثوار سوريا، تزداد ثقتي بأن النصر قادم.