"أوغلو" و"ميركل" سيلتقيان بلاجئين سوريين في غازي عينتاب السبت


يعتزم رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" لقاء لاجئين سوريين في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا السبت المقبل.

وأفادت مصادر في رئاسة الوزراء التركية أن "داود أوغلو" سيعقد السبت المقبل، لقاءات على مستوى الوفود مع "ميركل" ورئيس المجلس الأوروبي "دونالد تاسك"، ورئيس المفوضية الأوروبية "فرانس تيمرمانس"، مشيرةً إلى أنهم سيتوجهون بعدها لحضور افتتاح "البرنامج الأوروبي التركي لمساعدة اللاجئين السوريين" المزمع عقده في مركز مؤتمرات جامعة غازي عنتاب.

ولفتت المصادر إلى أن القادة سيتوجهون عقب افتتاح البرنامج إلى مخيم نزيب للاجئين في غازي عنتاب، لإجراء جولة تفقديه فيه، وسيعقدون بعدها مؤتمراً صحفياً مشتركاً.

من جهة ثانية أعادت الزيارة التي قام بها بابا الفاتيكان، "فرانسيس"، إلى مخيم للمهاجرين وطالبي اللجوء في جزيرة ليسبوس اليونانية، تسليط الأضواء على الأوضاع الصعبة التي يعيشونها ، ففي الوقت الذي اصطحب فيه البابا 12 شخصاً من طالبي اللجوء معه إلى الفاتيكان في لفتة رمزية، لا يزال الآلاف ينتظرون تحقق أمالهم في بناء مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم في أوروبا.

وتحدثت "ماريستيلا تشاماترابولو"، المسؤولة الإعلامية لمنظمة "كاريتاس" الخيرية الكاثوليكية في اليونان، عن أوضاع المهاجرين وطالبي اللجوء الذين تعتني بهم المنظمة.

وتستأجر المنظمة فندقاً في جزيرة "ليسبوس"، تعتني فيه بـ 200 شخص ممن هم في حاجة للمساعدة، أكثر من نصفهم من الأطفال، كما يوجد بينهم مرضى، وكبار في السن، وعدد من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وأعربت "تشاماترابولو" عن ارتياح المنظمة لتمكنها من تقديم الحماية والرعاية، لعدد وإن كان قليلاً، من أصل 4 آلاف مهاجر وطالب لجوء، موجود حالياً في جزيرة "ليسبوس".

وأوضحت "تشاماترابولو" أن المهاجرين وطالبي اللجوء، لم يعد بإمكانهم، منذ بدء تنفيذ اتفاق إعادة قبول المهاجرين بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مواصلة رحلتهم باتجاه دول غرب أوروبا.

وقالت "تشاماترابولو"، إن منظمة "كاريتاس" تعمل على توعية المهاجرين بحقوقهم عبر تقديم الدعم القانوني لهم، مشيرة أن أكثر من 90 بالمئة من المهاجرين الذين تتعامل معهم المنظمة يحتاجون للحماية والرعاية، ويحق لهم التقدم بطلبات لبرامج من قبيل، لمِّ شمل العائلات، وإعادة التوطين.

وتساءلت "تشاماترابولو"، إذا كانت اليونان التي تعاني من أزمة مالية منذ 8 سنوات، استقبلت آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء، فلماذا لا تقوم الدول الأوروبية الأخرى بنفس الشيء.

بدوره قال السوري أحمد إبراهيم (37 عاماً)، أحد المقيمين في الفندق الذي تديره "كاريتاس"،   إنه قدم مع أخته وأطفاله الاثنين بالقارب إلى اليونان قبل 45 يوماً، بعد أن أمضوا شهراً في تركيا، ولدى وصولهم إلى "ليسبوس" أقاموا في مخيم "موريا"، إلى أن مرض أحد الطفلين، فتم نقلهم إلى الفندق.

وأوضح إبراهيم أنهم يرغبون في الذهاب إلى سويسرا، حيث لهم أقارب هناك، وبالتالي تقدموا بطلب لإعادة توطينهم، وأعرب إبراهيم عن قلقه على مستقبل أبنائه.

وأعرب "أسامة خاطر" (31 عاماً)، هو الآخر عن خوفه من المستقبل، غير الواضح بالنسبة لهم الآن. وكان خاطر قدم مع زوجته وبناته الثلاثة قبل 41 يوماً إلى "ليسبوس" من تركيا.

وأفاد خاطر، طبيب الأشعة، إنه اشتغل في مجال البناء في تركيا لمدة عامين، قبل أن يتخذ قراراً بالسفر إلى أوروبا، قائلاً إنه أحب تركيا إلا أن ظروف المعيشة هناك كانت صعبة بالنسبة لهم.

وينتظر خاطر وأسرته، البت في طلب إعادة توطينهم في الدنمارك، التي يعيش فيها أقرباء لهم.

ويوجد في الجزر اليونانية القريبة من تركيا، أكثر من 7 آلاف  مهاجر وطالب لجوء، قدموا بعد بدء تنفيذ الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

وبات أكثر من 53 ألف شخص عالقاً في اليونان، منذ شهرين، بعد أن أغلقت مقدونيا حدودها معها، إذ كان المهاجرون يمرون عادة عبر مقدونيا، للوصول إلى دول غرب أوروبا.

ومنذ نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي وحتى اليوم، استفاد ألف شخص فقط، من برنامج إعادة التوطين، الذي يسمح لهم بالعبور بشكل قانوني من اليونان إلى الدول الأوروبية.

تجدر الإشارة إلى أن تركيا والاتحاد الأوروبي توصلا في 18 مارس/آذار 2016 في العاصمة البلجيكية بروكسل إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 4 إبريل/نيسان الحالي، باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا.

وستتُخذ الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم، بينما سيجري إيواء السوريين المعادين في مخيمات ضمن تركيا، وإرسال لاجئ سوري مسجل لديها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد إليها، ومن المتوقع أن يصل عدد السوريين في عملية التبادل في المرحلة الأولى 72 ألف شخص، في حين أن الاتحاد الأوروبي سيتكفل بمصاريف عملية التبادل وإعادة القبول.