دعم روسي للأسد في تشكيل حكومة وطنية ومحاولات لـتمييع وفد المعارضة بجنيف
18 أبريل، 2016
تسير المفاوضات الجارية حالياً بجنيف بين وفدي المعارضة السورية، ونظام بشار الأسد، على حافة الهاوية، في وقت يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار بسورية يلفظ أنفاسه الأخيرة، جراء الانتهاكات المستمرة من قبل قوات النظام، وروسيا، والميليشيات الأجنبية المساندة للأسد، ما يدفع المعارضة إلى استخدام السلاح للدفاع عن مناطق وجودها ولحماية المدنيين.
وما تزال نقطة الخلاف الجوهرية حاضرة في جنيف، إذ يصر وفد النظام مدعوماً من إيران وروسيا على عدم مناقشة مصير الأسد في السلطة، بينما تؤكد المعارضة السورية على أن مشاركتها في جنيف تأتي بهدف تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، لا يكون للأسد مكان فيها. وبدا أن المبعوث الأممي “ستافان دي ميستورا” عاجزاً عن إيجاد مخرج من هذه المعضلة، على الرغم من مناشدته موسكو وواشنطن بممارسة الضغوط على الأطراف القريبة منهما.
ومن الواضح بحسب تصريح مسؤول روسي أن موسكو تقف وراء إصرار الأسد في رفض تشكيل هيئة حكم، والاكتفاء بتشكيل حكومة وطنية من المعارضة والنظام، بينما يبقى الأسد على رأس السلطة، إذ أعرب المندوب الروسي الدائم لدى هيئة الأمم المتحدة في جنيف، “أليكسي بورودافكين” عن دعم بلاده لاقتراح النظام بتشكيل حكومة وطنية.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية، اليوم الإثنين، عن “بورودافكين” قوله إن “نظام الأسد قدم اقتراحات بناءة حول تشكيل حكومة وطنية”. ويتنافى الموقف الروسي هذا مع ما نص عليه بيان جنيف لعام 2012، والذي تطالب المعارضة السورية بتطبيقه، إذ نص على تشكيل هيئة حكم انتقالي وليس حكومة وطنية كما يريدها الأسد.
ووفقاً لتصريحات وفد “الهيئة العليا للمفاوضات” فإن خيار تشكيل حكومة موحدة مرفوض تماماً بالنسبة لها، كما يرفض المعارضون المحاصرون في المدن السورية بقاء الأسد بأي شكل من الأشكال في السلطة، وهو ما ينذر بأن الجولة الحالية إذا سارت على ما هي عليه فإن مصيرها الفشل، سيما وأن العمليات العسكرية باتت أصواتها أعلى من أصوات المفاوضات.
وفد المعارضة
في سياق متصل، وفيما يبدو أن استكمال للجهود الروسية السابقة في اختراق وفد “الهيئة العليا للمفاوضات” كوفد وحيد مفاوض لوفد النظام في جنيف، نقل موقع “روسيا اليوم” عما قال إنه مصدر في المفاوضات قوله، إن “هنالك خطة لتشكيل وفد موحد للجولة المقبلة يضم 5 ممثلين عن اللجنة العليا للمفاوضات و3 عن مجموعة موسكو-القاهرة-أستانا وواحد عن حميميم، وواحداً عن المجتمع المدني، وواحدا عن النساء السوريات، و3 شخصيات وطنية هي أحمد الجربا ومعاذ الخطيب وبرهان غليون”.
ويرفض معارضون دخول شخصيات من مجموعات موسكو – القاهرة – حميميم إلى وفد المعارضة المفاوض للنظام، لكون المجموعات تضم شخصيات أقرب للنظام، كنائب رئيس الوزراء السابق في نظام الأسد، ورندة قسيس القريبة من موسكو، والناطق باسم خارجية النظام سابقاً جهاد مقدسي، وميس كريدي المنضوية في مجموعة حميميم، التي بدأت أعمالها من القاعدة العسكرية الروسية في مطار حميميم بريف اللاذقية.
وتركز وسائل الإعلام الروسية الناطقة بالعربية كـ “موقع روسيا اليوم، ووكالة سبوتنيك” على شخصيات في المجموعات المذكورة محاولة تقديمهم كـ “شخصيات وطنية”. وفي هذا السياق قال الدبلوماسي الروسي “بورودافكين” إن “الدبلوماسية الروسية تجري اتصالات بشكل دائم مع وفد الحكومة وكذلك أوساط المعارضة المشاركة في العملية السياسية السورية”، موضحا أن الحديث يدور حول ممثلي مجموعتي موسكو – القاهرة – وحميميم وكذلك ممثلين عن اللجنة العليا للمفاوضات يتبنون مواقف معتدلة ومعقولة، وفق قوله.
وتحاول موسكو عبر مجموعة حميميم إشراك رئيس حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني) صالح مسلم، في مفاوضات جنيف، إذ أبدت المجموعة “استعدادها لضم مسلم إلى صفوفها، لكن المجموعة لم تتلق حتى الآن طلبا من مسلم أو جوابا على دعوتها”. وفقاً لمصدر في المفاوضات.
وتدعم روسيا سياسياً وعسكرياً حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي، وتمد قواته بالشمال السوري بالأسلحة المتنوعة، كما تدعم توجه الأكراد إلى إعلان الإدارة الذاتية التي تعتبر المعارضة إعلانها في الوضع الراهن بداية للتقسيم.