ماهي أسباب تعثر معارك الثوار في ريف حماة الشمالي؟
18 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
حاولت كتائب الثوّار فجر أمس السبت (16 نيسان/أبريل) التّسلل إلى قرية تل ملح في ريف حماة الشمالي، ولكنّها لم تستطع بسبب عوامل عديدة ساعدت قوات النظام على صدّ تقدّم الثوّار.
وبدأ التمهيد من قبل كتائب الثوّار بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون والرشاشات المتوسّطة على حواجز قوات النظام في محيط قرية تل ملح، كما استهدفت الكتائب حاجز تل الحماميات القريب وحواجز الجبّين وحاجز تل الشيخ حديد بالمدفعية الثقيلة.
وتقدّمت قوة راجلة من الثوّار إلى حاجز أبو زهير على أطراف قرية تل ملح، وكانت كتائب الثوّار تؤمن تغطية نارية للقوّة المتقدّمة، ولكن وجود حواجز قريبة لقوات النظام، والسواتر الترابية التي رفعتها تلك القوات قبل فترة، كانت عائقاَ أمام تقدم الثوّار.
وخسرت كتائب الثوّار “أحمد الحديد” القائد العسكري في الفرقة الوسطى التابعة للجيش السوري الحر خلال هذه المعركة، والذي كان أحد عناصر القوّة التي تسللت إلى حاجز أبو زهير.
وأقامت قوّات النظام العديد من الحواجز والنقاط المتقدّمة على طول الريف الشمالي لحماة، وهي حاجز تل برهان وحاجز الجرنيه وبريديج وحاجز المغير بالإضافة إلى سيطرتها على بلدة كرناز بالكامل.
وتنتشر عشرات الحواجز العسكرية الأخرى لقوات النظام، وهي حاجز صوامع الصخر وتل الحماميات وتل ملح وحاجز أبو زهير، بالإضافة إلى حاجز القرامطة وزلّين وشليوط والمصاصنة، وصولاً إلى قرية معان.
وتعتبر هذه الحواجز قويّة جداً، وتعتبرها قوات النظام بمثابة حدود جغرافية لها تفصلها عن الريف الحموي الخاضع لسيطرة الثوار، وهي أيضاً الخط الفاصل تقريباً مع قرى وبلدات موالية للنظام، بالإضافة إلى مدينتي السقيلبية ومحردة من الطائفة المسيحية.
وشهد محيط هذه الحواجز عدّة معارك، تمكّنت فيها قوات النظام من البقاء في هذه الحواجز بسبب قرب المسافة مع حواجز أخرى تابعة لها، وتغطية مدفعية قوات النظام وراجمات صواريخها في معسكر دير محردة القريب، بالإضافة إلى قرية بريديج والتي توجد فيها راجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة لقوات النظام.
“أسامة النعيمي” قائد الفوج 93 والتابع للجيش السوري الحر، وفي حديث لـ “المصدر”، قال إن قوات النظام تنتشر على أكثر من عشرين موقع، من قلعة المضيق غرباً إلى قرية معان الموالية للنظام شمالاً، بالإضافة إلى عشرات النقاط المتقدّمة، وتقيم قوّات النظام السواتر المرتفعة لحماية نفسها من هجمات الثوّار، إضافة إلى طبيعة الأرض المكشوفة والتي تمكّن قوات النظام من التشبّث بمواقعها والحفاظ عليها.
وأفاد المكتب الإعلامي لفيلق الشام عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي بأن قوات النظام حاولت أمس التقدم على جبهة بلدة كفرنبودة بريف حماة الشمالي، فتصدى لها الثوار ودمروا سيارة نقل جنود بالكامل بمن فيها، وعطبوا سيارة نوع زيل مزودة برشاش، وقتلوا وجرحوا العديد من عناصر قوات النظام، كما دمروا دشمة بمن فيها من عناصر في حاجز السرو.
وشهدت المنطقة قصفاً مدفعياً وصاروخياً استهدف محيط حواجز تل الحماميات وتل ملح، بالإضافة إلى استهداف مدينتي كفرزيتا واللطامنة، وذلك من معسكر دير محردة ومعسكر جبل زين العابدين، كما شنت الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام غارت جوية على مدينة مورك وأطراف بلدة كفرنبودة.
قوّات النظام تعتبر حواجزها في ريف حماة الشمالي بمثابة حدود طبيعية لها مع الشمال السوري، والتمسك بها ضروري، لذلك تضع كل ثقلها فيها، وتعتبر السيطرة عليها هي الخطوة الأولى للسيطرة على مطار حماة العسكري القريب.