‘“يوم الأسير”.. حكاية تكملها “انتفاضة القدس” بـ 5 آلاف معتقل’
18 أبريل، 2016
يحيي الفلسطينيون الأحد (2016/4/17) يوم الأسير الفلسطيني، وتحضر الذكرى هذا العام وقد تضاعفت أعداد الأسرى داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، على ضوء اندلاع انتفاضة القدس أواخر العام الماضي.
وقد أظهرت معطيات حديثة نشرتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية الانتفاضة مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نحو خمسة آلاف فلسطيني من مختلف أنحاء فلسطين.
ويعمد جيش الاحتلال إلى تنفيذ عمليات دهم وتفتيش واعتقال بشكل شبه يومي في المدن والبلدات الفلسطينية، في خطوة تهدف إلى إخماد الانتفاضة.
يشار إلى أن الجيش كان قد اعتقل خلال انتفاضة الأقصى عام 2000، أكثر من 40 ألف فلسطيني، لا يزال أكثر من 5 آلاف منهم معتقلين، وموزعين على أكثر من 27 سجناً.
وكشف القيادي في حركة حماس، عبد الرحمن شديد، لـ”الخليج أونلاين”، عن أن أعداد الأسرى في سجون الاحتلال بعد مرور ستة أشهر على اندلاع انتفاضة القدس، ارتفعت إلى 7200 أسير، وأكد أن “الانتفاضة كان لها “أثر واضح” في ارتفاع أعداد الأسرى بالقياس إلى ما قبل الأول من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي؛ حيث إن قوات الاحتلال اعتقلت بعد هذا التاريخ قرابة 2200 أسير (وفق إحصائية حديثة للحركة)؛ منها 175 حالة اعتقال لنساء وفتيات، و1900 لأطفال قاصرين، و47 لجرحى ومصابين، وكذلك 154 حالة اعتقال على خلفية كتابات على الفيسبوك؛ بذريعة التحريض، وهي خطوة لأول مرة يتم تنفيذها”.
وأشار الشديد إلى أن “سلطات الاحتلال أصدرت 941 قرار اعتقال إداري منذ بداية الانتفاضة الأخيرة”، لافتاً إلى أن “الكيان الإسرائيلي فرض الاعتقال الإداري على نساء وأطفال لأول مرة منذ سنوات طويلة”.
وذكر أن “الاحتلال أقدم على اعتقال ثلاثة نواب في المجلس التشريعي، ووزير فلسطيني سابق”.
وأكد أيضاً “استشهاد أسير واحد خلال فترة الانتفاضة، وهو الأسير فادي الدربي، إثر إهمال طبي بحقه في سجن رامون”.
واعتبر القيادي في حماس أن هذه الأرقام والزيادة الملحوظة على أعداد الأسرى، دليل على تخبط واضح لدى الاحتلال، قائلاً: إن “حالات الاعتقال تتم من باب الحيطة والحذر، وليس لاتهامات مباشرة بعمل معين؛ فالكيان الإسرائيلي يمارس عقوبة جماعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، من خلال أحكام إدارية واعتقالات بغير وجه حق”.
ونبه إلى أن “هذه الأرقام مرشحة للزيادة، على ضوء استمرار الاحتلال في أسر الشباب الفلسطيني واعتقاله، فالضفة تشهد 10 محاولات اعتقال يومياً”.
وقال شديد إنه حذر الوزير قراقع من أن الأسرى في سجون الاحتلال يعانون إهمالاً طبياً متعمداً من قبل إدارة السجون؛ الأمر الذي يهدد حياتهم بصورة مباشرة، محملاً الكيان الإسرائيلي المسؤولية عن حياة أي أسير.
من جهته قال وزير شؤون الأسرى في حكومة التوافق، عيسى قراقع: إن “مصلحة السجون الإسرائيلية” توجهت إلى افتتاح 8 أقسام جديدة في السجون؛ من أجل احتواء أعداد الأسرى والمعتقلين الجدد، واعتبر أن افتتاح الأقسام الجديدة دليل على حجم الاكتظاظ الذي تعاني منه السجون الإسرائيلية.
وقال لـ”الخليج أونلاين”: إن “الاعتقالات اليومية مستمرة، وهي جزء من سياسة الاحتلال، وأصبحت منهجاً إسرائيلياً وأداة قمع ضد الشعب الفلسطيني؛ لإخماد مقاومته”، مؤكداً أن “أعداد الأسرى ارتفعت إلى أكثر من 7 آلاف”.
وفي السياق ذاته كان نادي الأسير الفلسطيني حذر من أن عدداً من أسرى انتفاضة القدس تفاقمت أوضاعهم الصحية؛ من جراء مماطلة إدارة سجون الاحتلال في تقديم العلاج اللازم لهم، بعد نقلهم من المستشفيات المدنية الإسرائيلية.
وتشير إحصاءات إلى أن أكثر من 80% من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين تعرضوا للتعذيب خلال التحقيق وبأشكال مختلفة؛ مثل الشبح ومنع النوم ونزع الملابس خلال الليل والضرب والهز وحتى محاولات الاغتصاب، ذلك فضلاً عن التعذيب النفسي.
واستشهد من الأسرى الفلسطينيين منذ العام 1967 وحتى اليوم، ما يزيد على مئتي معتقل، في حين أن هناك ألفي أسرة فلسطينية لا تستطيع زيارة أبنائها بسبب المنع الأمني لهم.
كما أن هناك 370 أسيراً فلسطينياً لا يزالون يقبعون في سجون الاحتلال قبل اتفاق “أوسلو” عام 1993؛ من بينهم 21 أسيراً يقضون أكثر من 20 عاماً داخل السجون.
وتعتبر الأسيرة لينا جربوني أقدم الأسيرات، حيث أمضت 14 عاماً من أصل حكم صدر بحقها بـ17 عاماً، في حين تعتبر الأسيرة ديما الواوي (12 عاماً) أصغر أسيرة فلسطينية في السجون، كما يعتبر الأسير اللواء فؤاد الشوبكي (76 عاماً) أكبر الأسرى سناً، ورغم حدوث تراجع ملحوظ في العمليات الفدائية الفلسطينية بانتفاضة القدس، إلا أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تتخوف من “تصعيد نوعي” في الوضع الأمني مع الفلسطينيين، مع اقتراب الأعياد اليهودية.
ولا يزال 65% من جنود الجيش النظاميين منتشرين في مناطق الضفة؛ خشية تصاعد الأحداث مرة أخرى، ووقوع عمليات جديدة خلال أعياد الفصح اليهودية.
واستشهد خلال انتفاضة القدس 209 فلسطينيين في مختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ بينهم 48 طفلاً (أقل من 18 عاماً)، و18 مواطنة، بالإضافة إلى إصابة الآلاف بالرصاص الحي والمطاطي والاختناق.
وقُتل 33 إسرائيليّاً (ما بين مستوطن وجندي)، في حين أصيب 355 آخرون، في سلسلة عمليات نفذها شبان فلسطينيون خلال الانتفاضة.
وأمام كل هذه الأرقام والإحصائيات الجديدة التي أصبحت أسرع من السنين بل من الأيام، يبقى المطلب الأوحد للأسرى وذويهم هو الحرية فحسب.