البابا "فرنسيس" يطلب من اللاجئين الصفح عن المجتمع الأوروبي بسبب انغلاقه


طلب البابا "فرنسيس" الصفح من اللاجئين لأوروبا، نيابة عن المجتمع بأسره، قائلاً: "اغفروا الانغلاق واللامبالاة من جانب مجتمعنا، الذي يخشى التغيير في الحياة والعقلية الذي يتطلبه وجودكم".

وفي رسالة فيديو لمركز "أستالّي"، بمناسبة تقديم هذا الأخير تقريره السنوي عن "هيكلية الأنشطة اليسوعية لصالح المهاجرين واللاجئين والمشردين"، على مسرح "أرجنتينا" بروما اليوم، أضاف البابا متذمراً: "إنكم تعاملون كعبء أو مشكلة أو تكلفة"، بينما "أنتم هبة وشهادة لكيف أن الله الرؤوف الرحيم يمكنه تحويل الشر والظلم الذي تعانونه الى خير للجميع".

وذكّر البابا "بيرغوليو" اللاجئين بأن "كل واحد منكم يمكنه أن يكون جسراً يجمع شعوباً بعيدة"، مما "يتيح إمكانية لقاء بين ثقافات وديانات مختلفة"، واختتم بالقول "إنكم سبيل لإعادة اكتشاف إنسانيتنا المشتركة".

وكان الفاتيكان قد أعلن السبت الماضي أن البابا "فرانسيس" سيصطحب معه 12 لاجئاً سورياً في الطائرة التي تعيده من جزيرة "ليسبوس" اليونانية إلى الفاتيكان، حيث سيتم إيواؤهم هناك.

وأضاف الفاتيكان في بيان أن اللاجئين هم ثلاث عائلات مسلمة، اثنتان من دمشق وثالثة من دير الزور.

وفي سياق آخر وفي أعقاب سريان اتفاقية إعادة القبول بين تركيا والاتحاد الأوروبي، بلغ عدد المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية خلال الشهر الأخير، 6 آلاف مهاجر، فيما ضبطت السلطات التركية قرابة 3 ألاف آخرين.

وأُعيد بموجب الاتفاق 315 مهاجراً إلى تركيا من اليونان، فيما لقي 5  مصرعهم في مياه بحر أيجه أثناء محاولتهم الوصول إلى اليونان.

وتتواصل عمليات الهجرة وإن كانت ضئيلة، رغم اتفاق إعادة القبول الموقع بين تركيا والاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل في 18 مارس/آذار 2016، بهدف مكافحة تهريب البشر والهجرة غير الشرعية، وفقاً لمعلومات من مصادر أمنية.

وأوضحت المعلومات أن قرابة 6 آلاف مهاجر وصلوا إلى جزر يونانية خلال الشهر الأخير، بعد أن كان يصلها شهرياً قرابة 50 ألف مهاجر بطرق غير شرعية قبل سريان الاتفاق في (20 مارس/آذار).

وانخفض عدد المهاجرين الذين ضبطتهم فرق خفر السواحل التركية إلى ألفين و800 شخص في الشهر الذي تلى سريان الاتفاق، بعد أن كان يتراوح ما بين 8 إلى 9 آلاف مهاجر قبل الاتفاق، حيث تضائل عدد الواصلين إلى اليونان بنسبة 1 بالعشرة، أمّا المضبوطين فبنسبة الثلث.

وبموجب الاتفاق، تم إعادة 315 مهاجراً معظمهم يحملون الجنسية الباكستانية إلى تركيا من اليونان، في إطار عمليات الإعادة التي بدأت في 4 إبريل/نيسان الجاري، إذ وصلوا إلى ميناء "ديكيلي" في ولاية إزمير التركية، ونقلوا بعدها إلى مخيم في ولاية "قرلار إيلي" بعد إتمام الإجراءات الرسمية لهم.

ووقعت أول حادثة غرق في مياه بحر إيجه بعد سريان الاتفاق في التاسع من إبريل/نيسان، حيث لقي 5 مهاجرون بينهم طفل مصرعهم بعد غرق قاربهم قبالة السواحل اليونانية أثناء محاولتهم الوصول إلى جزيرة "ساموس".

ووفقاً للاتفاق الأوروبي التركي، تقوم تركيا بإعادة قبول المهاجرين الذين وصلوا اليونان قبل 20 مارس/آذار انطلاقاً من أراضيها، ممن يرفضون تقديم طلبات لجوء في اليونان، أو تُرفض طلباتهم.

تجدر الإشارة إلى أن تركيا والاتحاد الأوروبي توصلا في 18 مارس/ آذار 2016 في العاصمة البلجيكية بروكسل إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 4 إبريل/ نيسان الحالي، باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا.

وستتُخذ الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم، بينما سيجري إيواء السوريين المعادين في مخيمات ضمن تركيا، وإرسال لاجئ سوري مسجل لديها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد إليها.

ومن المتوقع أن يصل عدد السوريين في عملية التبادل في المرحلة الأولى إلى 72 ألف شخص، في حين أن الاتحاد الأوروبي سيتكفل بمصاريف عملية التبادل وإعادة القبول.