بينهم 170 طفلاً… 890 مصاباً في السرطان محاصرون في غوطة دمشق الشرقية
19 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
عمران أبو سلوم: المصدر
تضم غوطة دمشق الشرقية المحاصرة 890 مصاباً بالأورام ، 10 في المئة منهم يحملون الأورام السليمة، بينما 45 في المئة منهم يحملون أمراض الدم ذات المستوى المرتفع، أما النسبة المتبقية والتي تصل إلى 65 في المئة فيحملون الأورام الصلبة.
وفي حديث لـ “المصدر” قالت الطبيبة المختصة بالأورام الخبيثة “وسام” وهي المسؤولة عن مركز “رحمة” الوحيد لمعالجة الأورام الخبيثة في الغوطة الشرقية، إن النسب المذكورة آنفاً دقيقة جداً، وهناك تفاصيل كاملة حول جميع الأشخاص المصابين بالأورام الخبيثة، تحتوي التفاصيل على نوع المرض ونسبته بالدرجات والعلاج المناسب له، كما تحتوي على أعداد الجرعات المقدمة لكل مريض.
وأضافت الطبيبة “وسام” بأن أصحاب الأمراض الصلبة وخاصةً الثدي والمبيض، استطاع 35 في المئة منهم أن يصلوا إلى الشفاء، أما من يحملون أمراض الدم المنجلي والتلاسيميا ونقص الصفيحات الأساسي، فقسم منهم يخضع للمراقبة، والآخر للعلاج بشكل مستمر، ووصلت نسبة الوفيات الناتجة عن الأورام الخبيثة إلى 10.5 في المئة من النسبة العامة للمرضى.
وأردفت بأن المرض ينقسم لدى المصابين بالأورام الخبيثة في الغوطة الشرقية بين أمراض متقدمة وأمراض بسيطة ذات درجات منخفضة، وهناك ثلاثون حالة تحمل المرض المتقدم الذي يتصف بأنه ينتكس بشكل متكرر ومتعند الشفاء، وهناك صعوبة كبيرة في علاج هذه الحالات.
وأشارت الطبيبة إلى أن هنالك 170 طفلاً مصاباً من أصل 890، والأطفال المتابعين الذين يتلقون العلاج بشكل مستمر عددهم 120 طفلاً، وما تبقى من عموم الحالات فهم 60 في المئة نساء، والباقي رجال.
وعن الصعوبات التي يواجهها المريض، قالت الطبيبة “وسام” إن أهم الصعوبات التي تواجه المريض عند علاجه هو تأمين الدواء اللازم له، بالإضافة لصعوبة تَحَمُلِه التأثرات الجانبية الناتجة عن الأدوية، وخاصة في ظل الحالة النفسية المتردية في الغوطة الشرقية، بالإضافة لعدم وجود غرف عزل خاصة بعلاجهم، وصعوبات تتلخص بالمعوقات الناتجة عند نقل الدم، ونقض إبر رفع المناعة والصادات الحيوية، كم أن هناك صعوبات الكبيرة في التصوير وتقييم المرض، وفي الكثير من الأحيان يكون الجهاز معطلاً، وأحياناً لا تتوفر المواد الظليلة الخاصة به.
وعن كيفية المعالجة والمركز الذي يقدم العلاج، فالطبيبة “وسام” هي المسؤولة عن المركز الوحيد في الغوطة الشرقية، الذي يقدم العلاج للمرضى، وهو مركز “رحمة”، وأوضحت الطبيبة أن المركز تم تأسيسه في منتصف عام 2013، عند عدم مقدرة المرضى مراجعة المراكز الخاصة بهم في العاصمة والمناطق الأخرى لأخذ العلاج اللازم، ونتيجة لازدياد أعداد المرضى في الغوطة، وهو عبارة عن مركز لاستقبال المرضى وتشخيصهم ومتابعتهم، وفيه جناح لتسريب الجرعات الوريدية في حال كانت الجرعة ذات فترات طويلة، بالإضافة لمخابر أخرى، فالمركز يستقبل جميع أمراض الدم الخبيثة والأورام بكافة أصنافها، ويعاني من صعوبة كبيرة في تأمين الدواء للمرضى، خاصةً بأن الدواء من خارج المنطقة، وهو أجنبي حصراً وذو سعر مرتفع.
ولم يستطع المركز تأمين كافة الأجهزة اللازمة للمرضى، حيث اقتصر المركز على الأجهزة والتحاليل الإسعافية فقط، أما التحاليل النوعية كالواسمات الورمية والهرمونات، لم يستطع المركز تأمينها.
وقالت إحدى المصابات بورم صلب في الثدي الأيسر في حديث لـ “المصدر”، إنها اكتشفت الورم بعد فترة زمنية طويلة، وذلك عند شعورها بتصلب واضح في الثدي، فبعد أخذ الخزعات وإرسالها لمناطق تمتلك أجهزة كشف، وبعد الانتظار لفترة زمنية وصلت لثلاثين يوماً حتى عودة التحليل مع النتيجة، ليكون المرض من نوع أنثى، بعدها بدأت بالعلاج في مركز “رحمة”، ليكون لها نظام علاجي خاص بها، وإجراء عملية جراحية لإتمام العلاج.
وفي لقاء خاص لـ “المصدر” مع والدة الطفلة “تسنيم” المصابة بمرض خبيث من نوع “ابيضاض لمفاوي حاد”، قالت إنها تراجع المركز كل شهر، يقومون بمعالجة ابنتها وإعطائها أدوية خاصة، وغالباً ما ترفض الطفلة القدوم للمركز خوفاً من الأدوية والإبر.
وأكدت والدة الطفلة “تسنيم” أن ابنتها كادت أن تصل لمرحلة متقدمة من الشفاء، ولكن عند وفاة والدها إثر الحرب الدائرة أدى إلى انتكاس حالتها، وعودة المرض من جديد، وبنسبة مرتفعة جداً.