‘صرخةُ محاصرةٍ بدير الزور: لست بـ(شبيحة) وأخي ليس بـ(داعشي) ودم ابني يشهد’
19 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
نصر القاسم: المصدر
“لست بـ (شبيحة) للنظام، وليس أخي بـ (داعشي) ودم ابني يشهد على ما أقول”، بهذه الكلمات صرخت “وفاء” إحدى أهالي حي القصور الخاضع لسيطرة النظام في مدينة دير الزور، ممن لم يغادروا منازلهم، خلال حديثها لـ “المصدر”.
وأكملت “وفاء” تساؤلاتها، كيف لي أن أغادر منزلي وأترك وظيفتي؟ إلى أين سأذهب؟ لماذا نعامل وكأننا كفرة أو “شبيحة” للنظام؟ أهكذا يحكم علينا بسبب بقائنا في منازلنا؟ لماذا نحاصر ونقتل بسكين مثلوم؟ لماذا نموت بأسلحة الجوع والقهر والذل؟
وأضافت، أنا وزجي وأطفالي بلا طعام ولا دواء، نموت جوعا، ذنبنا الوحيد أننا لم نغادر منازلنا، بينما أخي يحكم بسلاح القهر والرعب وبثقافة البندقية، ويقبع تحت نيران راجمات الصواريخ وقصف المدفعية وصواريخ الطائرات الروسية، ذنبه الوحيد أنه لم يغادر منزله الواقع خارج سيطرة النظام، فأخي من أوائل من خرجوا في الحراك السلمي والاعتصامات المناوئة للنظام، وتشهد له ساحة الحرية وشوارع المدينة ومسجد عثمان بن عفان واعتصامات حي العرفي، فلماذا يقتل أطفاله؟ أذنبهم أن والدهم لم يغادر منزله؟ فأخي ليس بـ “داعشي” أو إرهابي، لماذا نعاقب وأرواح أبنائنا يعذبها اختلافنا وخلافنا واقتتالنا بين بعضنا البعض؟ وحصار أهلنا الجائر وموت أطفال لا ذنب لهم وشيوخ أثقلهم الداء والبلاء، ورجال لا يقوون على تقديم كسرة الخبز لأطفالهم.
وأردفت، ليس بأفضل من حالنا من يقيم في المناطق الواقعة خارج سيطرة النظام وتحت سيطرة التنظيم، فلايزال التنظيم يتبع سياسة الغلاء والكسب الاقتصادي ليجني الكثير من الأموال، غير مبال بأحوال الأهالي. وختمت “وفاء” قائلة: “حصار وتجويع وقصف وترهيب وغلاء، أهكذا تكافؤ أم الشهيد وأخت الثائر؟”.