الإنديبندنت – 

عندما وضع فيت جيديلكا علما في ضفاف الدانون وأعلن ولادة الجهورية الحرة “ليبرلاند” أو الأرض الحرة، اعتقد الجميع أنها كانت مجرد مزحة، ولم تأخذه الحكومات والمنظمات الاعلامية على محمل الجد.

لكن جهود شرطة الحدود الكرواتية حرصوا على منع تكون هذه الدولة الجديدة. فليبرلاند لا تزال خالية من السكان.

في مقابلة حصرية مع صحيفة الاندبندنت، تحدث رئيس جهمورية ليبرلاند وقال أنه هناك خطط لاختراق حاجز الشرطة و”لا يوجد شىء بإمكانه أن يوقفهم”

وتقع ليبرلاند على الحدود الكرواتية الصربية، بين رغرب وبلغراد. وهي منطقة صراع بين كرواتيا وصربيا.

وقد تم تنظيم مسابقة هندسة معمارية لتصميم الدولة التي من المتوقع أن تكون مكتظة بالسكان. وكان رئيسها جيدليكا قد صرح خلال خطاب له في معهد الشؤون الاقتصادية في لندن أن الصراع جعل ليبرلاند “دولة لا تنتمي لأي شخص”. وقام جيدليكا أيضا بمقابلة عدد من السياسيين المتعاطفين في جميع أنحاء العالم كما قام بإنشاء موقع على شبكة الانترنات يمكن أولئك الذين ملوا من حكوماتهم بأن يعبروا عن اهتمامهم بالدولة الجديدة وأن يقدموا تبرعات.

وقال جيدليكا متحدثا عن غلق كرواتا للحدود “إنه أمر جيد عندما قامت كرواتيا بغلق الحدود … فنحن كنا بحاجة لسنة أخرى لنعرف كيف يمكننا حماية حدودنا، ولكي نتمكن من الاتفاق مع وكالات أمن خاصة وأيضا معرفة ما نريد فعله … نحن نقدر ما تقوم به كرواتيا فهي تحمي حدودنا من أولئك الذين قد يرغبون في الاستحواذ على أراضينا”

وقد التقى جيدليكا الأسبوع الفارط مع وزرائه المتطوعين للتباحث في شأن مستقبل دولتهم، وذلك في فندق في كرواتيا، يبعد حوالي 5 كم عن الحدود. وهناك نوايا لتنظيم “احتفال دولة” هذا الصيف في مكان قريب من الأرض المتنازع عليها.

تحدث جيدليكا عن هذا الاحتفال قائلا “سيكون حدثا كبيرا، سنقوم باستدعاء 5000 شخص وسيكون هناك عديد الفنانين المساندين لليبرلاند، وهناك إثنين أو ثلاثة منظمي حفلات يقومون بمساعدتنا …. وقد يكون الاحتفال نقطة بداية سيطرتنا على الأرض … لن يكون من السهل إيقاف 5000 شخص” وأضاف أن على كرواتيا أن تسمح لرواد المهرجان بالاستحواذ سلميا على الأرض “نحن واثقون أننا سنعبر للأرض”.

ويطمح جيدليكا لأن ينشأ دولة محمية من قوانين الحكومات ومن الضرائب ويطمح لتحقيق طموحات الناس من كل أنحاء العالم “لقد تلقينا طلبات من كل دول العالم، ماعدا بنما، لكني تمكنت من الذهاب هناك ووجدت ممثلا لنا، وهو بارع في عمله، فقد أقنع عددا كبيرا من الناس بالفكرة”

وسيكون لليبرلاند 5 قوانين فقط وستتمثل مسؤولية الدولة في توفير العدل، الأمن والعلاقات الدبلوماسية، وسيكون دفع الضرائب أمرا طوعيا وتدخين الماريخوانا أمرا قانونيا كما يمكن للمتساكنين أن يقودوا بأي سرعة يريدون وأن يمتلكوا أسلحة، طالما لا يلحقون الضرر بأي شخص آخر.

كما سيكون النشاط الرئيسي لليبرلاند هو صناعة المشروبات الكحولية والتي قال عنها جيدليكا أنها “جيدة جدا”

وعبر جيدليكا عن نواياه لجعل ليبرلاند جنة ضريبية “نحن نفكر بجدية في بناء ملاذات ضريبية أو بالأحرى جنانا ضريبية، لأن عديد المناطق في العالم تبدو وكأنها جحيم ضريبي”

لكن لجيدليكا آراء تتعلق بالصحة قد تكون محل جدال فعندما سأل عما إذا يجب الاعتناء بالمدمنين على المخدرات أو يجب تركهم للموت قال “إذا تعددت محاولات شخص ما لإنهاء حياته، لماذا إذن تسعى الدولة لإنقاذه”

هذا الأمر قد يجعلنا نفكر أن ليبرلاند ستكون أقسى مكان يمكن لأي إنسان أي يعيش فيه.