إياس العمر: المصدر

أمر طبيعي، بل أمر لا بد منه، في ظل الفساد الذي يعيشه النظام وأركانه أن نسمع بمرشح لمجلس الشعب اشترى أصوات الناخبين بماله الخاص، ولكن الأمر الغريب أن يستغل أحد المرشحين منصبه ويشتري أصوات الناخبين بسلال إغاثية مقدمة مجاناً للمتضررين من الحرب.

النظام أعلن الاثنين (16 نسيان/أبريل) عن نتائج ما أطلق عليه الناشطون اسم “المهزلة الانتخابية”، وخصص لمحافظة درعا عشرة مقاعد، ثمانية منها أدرجت في قائمة القيادة القطرية لحزب البعث، وتنحصر المنافسة بين المرشحين المستقلين في المحافظة على مقعدين، وتحولت المنافسة بين المرشحين إلى مزادات.

وقال الناشط هاني العمري في حديث لـ “المصدر” إن مهزلة النظام في محافظة درعا انتهت بفضيحة من العيار الثقيل، فبعد إعلان النتائج نجح المرشح “فاروق حمادة” عن الفئة أ، والمرشح المهندس “رياض شتيوي” عن الفئة ب.

وأردف بأن المرشح “شتيوي” من مدينة ازرع بريف درعا الشرقي، عمل على شراء أصوات الناخبين عن طريق توزيع السلال الغذائية، والتي يصل ثمن كل سلة منها لأكثر من 20 ألف ليرة سورية.

وأشار العمري إلى أن المرشح استغل منصبة كمنسق في الجنوب لدائرة العلاقات المسكونية للتنمية، حيث أن ملكية السلال التي قام المرشح بتوزيعها تعود للدائرة، والتي كان من المفترض أن يتم توزيعها على اللاجئين والمتضررين من الحرب في سوريا، وليس من أجل الحملة الانتخابية للمرشح، فاستغل حاجة الناس من أجل الوصول لمجلس التصفيق على حساب أوجاع السوريين.

وأضاف بأن المرشح ركز في حملته على المدن الرئيسة التي تمت فيها العملية الانتخابية في محافظة درعا، وهي الصنمين وازرع ودرعا المحطة، وبحسب إعلام النظام فإن عدد الناخبين في محافظة درعا وصل إلى أكثر من 70 ألف ناخب.

وفي وقت سابق كان مدير المكتب الاعلامي في مدينة الصنمين “نادر محمد” أكد لـ “المصدر” أن مهزلة الانتخابات تحولت إلى سوق في محافظة درعا، حيث أن جميع المرشحين المستقلين عملوا على شراء الأصوات من أجل دفع الأهالي نحو صناديق الاقتراع، وبالفعل الضائقة الاقتصادية للأهالي دفعتهم للتوجه نحو الصناديق في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

والجدير بالذكر أن دائرة العلاقات المسكونية والتنمية تابعة لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، وقامت بعدد من المشاريع الإنسانية والبرامج الإغاثية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في محافظة درعا.

أخبار سوريا ميكرو سيريا