إيران تقصي مجدداً نظام الأسد في اتفاق مع فصائل المعارضة
20 أبريل، 2016
مراد القوتلي – خاص السورية نت
أقصت إيران للمرة الثانية نظام بشار الأسد عن اتفاق توصلت إليه، اليوم الأربعاء، مع فصائل من المعارضة السورية، يقضي بخروج أشخاص من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، ومدينة الزبداني المحاصرة من قبل النظام وميليشيا “حزب الله” اللبناني بريف دمشق.
وعلمت “السورية نت” أن عدداً من المسؤولين الإيرانيين توصلوا إلى اتفاق مع قادة في غرفة عمليات “جيش الفتح” يقضي بخروج 250 شخصاً من كفريا والفوعة اللتين يقطنهما سكان شيعة، مقابل خروج العدد نفسه من الزبداني. وجرى الاتفاق في استبعاد كامل لنظام الأسد، حيث لم يشارك لا في المفاوضات التي سبقت الاتفاق، ولا في تنفيذه.
وقال الناشط الإعلامي محمد نجد من تنسيقية بنش المعارضة في تصريح خاص لـ”السورية نت”، إن الاتفاق “جرى بين مفاوضين إيرانيين وجيش الفتح فقط”.
وكان النظام قد أقصي خلال الاتفاق الأول الذي توصلت إليه إيران مع حركة “أحرار الشام” الإسلامية العام الماضي، والذي تضمن إخراج مدنيين من كفريا والفوعة، مقابل خروج مقاتلين من الزبداني.
ويعكس الاتفاقان بين المسؤولين الإيرانيين والمعارضة السورية مدى الضعف الذي وصل إليه نظام الأسد وفقدانه السيطرة على قرارات استراتيجية في البلاد. وفي هذا السياق اعتبر العميد الركن المنشق عن قوات النظام، أحمد رحال، في تصريح خاص لـ”السورية نت” في وقت سابق، أن تفاوض الإيرانيين نيابة الأسد ليس بالأمر المفاجئ، مضيفاً أن سورية منذ منتصف عام 2013 تحت الاحتلال الإيراني.
ولفت رحال إلى إيران أصبحت صاحبة القرار السياسي والعسكري في سورية، ويعني هذا الأمر من ناحية أخرى مزيداً من التهميش لرأس النظام بشار الأسد “الذي تحول إلى سلطة تشرعن ما تريده إيران”. حسب قوله.
وأضاف أن هذا الأمر لم يعد خافياً على أحد إن أن الأسد نفسه قال في خطاب سابق له إن “سورية للسوريين بل لمن يقاتل فيها ويقصد الطائفيين الذين يقاتلون في سورية من حزب الله أو الفصائل العراقية أو فيلق القدس (التابع للحرس الثوري الإيراني).
النظام يعطّل
وفيما يبدو أنه انزعاج واضح من النظام على إقصائه في الاتفاق الجديد، أوضح الناشط نجد أن النظام كرد فعل يعمل حالياً على تعطيل تنفيذ الاتفاق من خلال إعاقة إخراج الأشخاص من البلدتين ومدينة الزبداني.
وأوضح أن عدداً من الحافلات التابعة للهلال الأحمر السوري دخلت إلى بلدتي كفريا والفوعة، إلا أنها لم تخرج حتى الآن (الساعة الرابعة بتوقيت دمشق)، وفي إجابته على سؤال حول ما إذا كان من بين الأشخاص الذين شملهم الاتفاق عسكريون، قال: “المعلومات المتوافرة تتضمن أنه سيجري إخراج الجرحى فقط، على أن يرافق كل جريح شخص واحد”.
ولم يستبعد نجد أن يكون من بينهم عسكريون، لافتاً إلى صعوبة معرفة ما إذا كان الجريح مدني أم عسكري، وأضاف: “لذلك العبارة المستخدمة الآن هي إخراج جريح ومرافق له”.
وبحسب معلومات حصلت عليها “السورية نت” فمن المتوقع أن تتوجه الحافلات من كفريا والفوعة إلى قلعة المضيق بريف حماه، في حين يتوقع أن تتجه الحافلات الخارجة من الزبداني إلى مناطق المعارضة في إدلب، وبعضها الآخر إلى مناطق المعارضة بريف دمشق.
وأكد الناشط نجد أن “جيش الفتح” سيؤمن الحماية للحافلات الخارجة من كفريا والفوعة بالموازاة مع وجود حافلات للهلال الأحمر، ولفت أن “جيش الفتح” سيسمح بخروج الحافلات التي تقل جرحى من البلدتين، بعد التأكد من السماح للحافلات التي تقل جرحى الزبداني بالعبور. كما بيّن أن نقل الأشخاص سيجري على دفعات.