الاستاذة ريما اللحام : احدثكم عن طالبي بالجامعه جوناثان الذي ذهب لتعلم العربية بسوريا فعشقها حيث قال (( لا شيء يضاهي سورية لا شيء.. ))


99

في السنوات الاخيرة من إقامتي في الولايات المتحدة كنت أستاذة في جامعة أمريكية أدرس اللغة العربية.. قد يستغرب البعض أن الاقبال على هذه اللغة كبير جدا في أمريكا ورب ضارة نافعة.. فقد دفعت أحداث سبتمبر الكثير من الامريكيين للتعرف على العرب وثقافتهم.. وللحق أقول أن الشعب الامريكي طيب جدا ومحب ولطيف ولكن الكثيرين منه لا يعرفون شيئا عن العالم الخارجي.. في كل جامعة أمريكية قسم لتدريس اللغة العربية وآدابها.. وهناك ثلاث جامعات أمريكية تقدم الدكتوراه في الشريعة الاسلامية.. كان لدي 30 طالب وطالبة.. وقد أحبوا العرب والاسلام كثيرا.. أخذتهم الى المساجد والمطاعم.. حتى أن أحدهم كتب موضوعا عن حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. في نهاية الفصل الدراسي طلب مني أحد التلامذة أن يكمل في بلد عربي فافترحت أن يذهب معي الى دمشق.. وقابلت أهله فخافوا خوفا شديدا من الارهاب لكني طمأنتهم.. وهكذا ذهب جوناثان الذي أصبح إسمه عادل الى جامعة دمشق كان ذلك قبل ستة أشهر من الثورة… التعليم في الجامعة كان ممتازا.. وسكن عادل في بيت دمشقي قديم مع أسرة سورية.. وقابل أسرتي وأصبح يذهب الى سوق الخضار ويفاصل وأتقن اللهجة السورية.. عشق سورية حتى عندما حان وقت الرحيل قال لي لا أريد أن أرحل هل يمكن أن أجد عملا هنا؟.. إستطعت أن أؤمن له وظيفة كأستاذ للغة الانجليزية فطار من الفرح.. عاد الى امريكا كي يهيء نفسه للاقامة الطويلة في سورية لكن الثورة إشتعلت وحزن جوناثان كثيرا وظل ينتظر حتى حصل على عمل في كوريا وهو يتصل بي بين الحين والآخر.. يخبرني أنه ليس سعيدا هناك… مشتاق لسورية ولاكلها ولناسها.. ويردد لا شيء يضاهي سورية لا شيء.. فاوافقه والدمعة قد تجمدت في عيني صدقت يا جوناثان.. لا شيء يضاهيها لا شيء

 

Rima Allaham
من دفتر الذكريات