‘داود البصري يكتب: سيناريو الجحيم في الحرب السورية’

21 أبريل، 2016

داود البصري يكتب: سيناريو الجحيم في الحرب السورية – مدار اليوم آخر الأخبار

داود البصري

كما هو متوقع، وردا على إصرار المعارضة السورية على إنهاء أي دور لرئيس النظام السوري من خلال هيئة حكم إنتقالية تبعده نهائيا عن أي دور مستقبلي في سورية، لجأ النظام للتصعيد الإرهابي عبر شن غارات إجرامية ضد المدنيين السوريين، مكرسا منهجه العدواني الفظ، ومؤكدا على طبيعته الإرهابية الحاقدة ومتسلحا بقوة حلفائه الإرهابيين في طهران وموسكو وبقية العصابات الطائفية الوقحة من لبنان والعراق وأفغانستان وسقط متاع الدنيا.
ففي الشرق القديم، تدور إتصالات، وتنشط حركة تنقلات الدول الكواسر، وتطرح السيناريوهات، وتطلق التصريحات التهديدية أوالمتفائلة، فيما تستمر جيوش الدول والطوائف بالتدفق على أرض الشام محولة إياها لقطعة من الجحيم، فالحرب في الشمال السوري قد تصاعدت بشكل مضطرد مع مفاوضات السلام الضائع في جنيف والتي لم تحقق تقدما واضحا ولا إختراقا خطيرا في ظل ثبات الموقف الميداني وإستمرار معارك فرض الإرادة والحل عبر تصعيد الصراع العسكري من طرف النظام السوري وحلفائه دون القدرة على الحسم أوالوصول لأي نتيجة يمكنه من خلالها فرض شروطه التي باتت مرفوضة بالكامل من قوى المعارضة المسلحة، ومن جميع الثوار السوريين، فبقاء رأس النظام في السلطة وإجهاض موضوع قيام حكومة إنتقالية تنهي الوضع السوري البائس وتؤسس لعملية سياسية سورية تنهي الدكتاتورية والإستبداد، هوأمر مخالف لروح وأسس المفاوضات، فحظ النظام في البقاء والإستمرار معدوم بالكامل بعد خمسة أعوام من القتل والتدمير وركوب الرأس والإيغال في جريمة إستئصال السوريين، والنظام حينما جاء للتفاوض فقد جاء وفق أجندة لا تعتمد أية حلول واقعية ويعتمد على التسويف والمماطلة وإطالة الوقت وإستعمال أقصى درجات المناورة والدبلوماسية المخادعة لإتاحة الفرصة للحلول العسكرية والأمنية التي يؤمن بها بعد أن إستنفر حلفاءه المحليين في لبنان والعراق والدوليون في إيران وروسيا من أجل تشديد ضرباتهم ضد المناطق السورية الخارجة عن سطوة ووجود النظام منتهكا كل قواعد الهدنة المتفق عليها، وخارقا لكل التعهدات كعادته الدائمة، ومحاولا فرض وقائع ميدانية جديدة تدعم مطالبه وتعزز رؤاه، وهو ما فشل فيه بالكامل، فالحليف الإيراني إتبع مختلف الوسائل لإدارة وتغيير خارطة الصراع دون جدوى بل أنه لم يتردد أبدا عن توسيع وجوده العسكري من خلال إرسال قوات النخبة في الجيش الإيراني ممثلا في اللواء 65 الذي قدم خسائر بشرية كبيرة في أول أيام تدخله!، وهو ماوضع القيادة العسكرية الإيرانية في موقف حرج، فالحليف الميليشياوي (حزب الله اللبناني تلقى هوالآخر في معارك ريف حلب الجنوبي خسائر موجعة بعضها كان بسبب (نيران صديقة) من الطائرات الروسية! التي قتلت نيرانها أعدادا من مقاتلي الحزب!، بينهم قائد عملياته في الشام.
الأمر الذي دفع بالقيادة الإيرانية لإرسال مدير العمليات الخارجية في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني لموسكو للإسراع في تسلم صفقات الصواريخ المضادة للجو، وكذلك مناقشة سير العمليات ووضع قواعد للإشتباك ولإدارة المعركة تمنع الطيران الروسي من قصف القوات الحليفة من الميليشيات المؤيدة لنظام الأسد، في مقابل تلك التطورات جاءت تصريحات وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر خلال زيارته غير المعلنة لبغداد والتي جاء فيها بأن الحل في سورية قد إقترب!!، لتضيف لمشهد التشابك السياسي والعسكري السوري غموضا وتساؤلات عدة؟، فما طبيعة الحل الذي بشر به وزير الدفاع الأميركي وبتوافق مع الإدارة الروسية، هل هوتغيير شكلي في قمة النظام تتيح إنتاج شخصية جديدة تحل محل بشار الأسد الذي سيتم ترحيله للمنفى مع ضمانات لحصانته من المساءلة القانونية ؟، أم أنه نوع آخر من الحلول؟، كل الإحتمالات قائمة على المستوى الدبلوماسي.
لكن على المستوى الميداني فالأمر مختلف بالمرة، فجماعات المعارضة عادت للقتال وسط حالة يأس من المفاوضات التي لم تؤد لأي نتيجة بل حاول النظام تحت غطائها التسلل وقضم أكبر مساحة ممكنة من الأراضي، وأخترق الهدنة مسببا خسائر كبيرة للمدنيين كجزء من حرب نفسية هدفها إشاعة الإحباط في نفوس المعارضة، النظام ليس في وارد الحسم العسكري، فقوته متلاشية والدعم الخارجي الذي يعتمد عليه بات يواجه مشكلات لوجستية وخسائر بشرية متعاظمة، والإنهاك قد أصاب جميع الأطراف، ومايدور حاليا ليس لإدارة عملية سلمية سياسية، بل أنها جهود لإدارة الوضع الميداني وبما يكفل إستمرار إستنزاف الجميع!!، وهذه حالة مزعجة تضيف للمشهد السوري قتامة ومأساة.
فهل إقتنعت القوى الدولية بفرض حل ينهي المعاناة المستمرة منذ خمسة أعوام؟
الجواب على هذا السؤال تحدده التطورات الميدانية على الأرض، وهوما تسعى المعارضة على فرضه في نهاية المطاف

المصدر: السياسية

مقالات مشابهة

x
‎قد يُعجبك أيضاً

ارسل عبر الواتس ابخليل علي حيدر شهد عام 1937 مشكلة سينمائية مصرية- …

أخبار سوريا ميكرو سيريا

21 أبريل، 2016