على خطى مضايا… حي الوعر يطلق النداء الأخير لإنقاذ حياة 6 آلاف طفل
23 أبريل، 2016
محمد الحمصي: المصدر
لم تكن عشرات التقارير الإخبارية ونداءات الاستغاثة كافية لإيصال صوت مئة ألف محاصر داخل بقعة صغيرة في حمص، ويبدو أن حي الوعر المحاصر يتجه نحو مجاعة حقيقية، يُخشى أنها تضاهي مجاعة مضايا قسوة.
الطبيب أبو المجد الحمصي من حي الوعر المحاصر وفي حديث لـ “المصدر”، قال: لقد بدأنا نستقبل حالات سوء تغذية نتيجة افتقار الحي للمكملات الغذائية أو الغذاء بشكل كامل للأم الحامل والمرضعة ونحو 6000 طفل، مهددون بالموت نتيجة أمراض هضمية ناتجة عن بداية سوء تغذية، تتفاقم مع ازدياد الحصار، ولا نمتلك أكياس دم، وأكياس السيروم لدينا منتهية الصلاحية، فنحن في كارثة حقيقية.
وأضاف بأنه ومنذ منع قوات النظام دخول الأطباء المختصين والمحروقات المخصصة لمستشفى البر، بدأنا بالقيام بما يشبه المستحيل، لقد قمنا بجمع حالات الولادة القيصرية لإجرائها بوقت واحد، وفي إحدى الحالات قمنا بإجراء 15 حالة ولادة قيصرية صعبة بأبسط مقومات الجراحة، ولم تتوقف المعاناة عند هذا الحد، لقد كان هناك مشكلة في تشغيل الحضانات في مستشفى البر، ما اضطرنا لنقل الأطفال مشياً إلى حضانات مستشفى التوليد في الحي، ما تسبب ببعض الاختلاجات ونشوب بعض الأمراض لدى الأطفال حديثي لولادة.
وتابع الطبيب الحمصي: وهنا يجب التنويه إلى أن الأطفال حديثي الولادة لا يجدون غذاءً يناسبهم ولا غذاءً يناسب أمهاتهم، ولا حتى يعزز الرضاعة الطبيعية التي قلت كثيراً بسبب لجوء الأمهات للحليب الصناعي أو حليب الأبقار لعدة أسباب، ما تسبب في زيادة الأمراض المعوية لدى الطفل، وأما النساء الحوامل فمعاناتهن لا تقل خطورة عن معاناة المرضعات في الحصار، كون الحامل تجبر على شرب أدوية منتهية الصلاحية، ما يتسبب في تشوهات خلقية كثير، مثبتة بالصور.
وعدا عن حالات الأطفال والحالات الجراحية، أوضح الطبيب أبو المجد أن نحو 25 شخصاً من مرضى الكلى من أصل 45 توفوا نتيجة العجز الطبي لمركز غسيل الكلى في الحي، فهؤلاء يتحاجون للغسيل مرتين أو ثلاث كل أسبوع لمدة 4 ساعات، وفي الحصار اضطروا للغسيل مرة واحد بساعتين فقط، ما يهدد حياة العشرين البقية، خصوصاً أن قوات النظام تقطع الكهرباء والمواد الغذائية والمحروقات عن الحي، ما يعزز معاناة جميع المرضى في الحي المنكوب.
وعن مصير الستة آلاف طفل في ظل الحصار، قال أبو المجد إن هؤلاء الأطفال من عمر يوم إلى 5 سنوات، بالإضافة لمئات حالات الحمل، مهددون بكارثة لم تشهد لها البلاد، تعادل حصار مضايا بأضعاف، خصوصاً أن الحي يحوي كثافة سكانية عالية، قياساً بمساحته الصغيرة.
وتحدث الطبيب الحمصي عن دور الهيئات الدولية كالصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية اللتين كانتا على اطلاع مستمر على وضع المرضى والأطفال في الحي، وخص الطبيب منظمة اليونيسيف المعنية بشؤون الأطفال، كونها زارت الحي وتلقت تقاريرا، وتقصت عن الحالات المرضية لجميع الأطفال، وعجزت عن إدخال كيس دم واحد أو سيروم.