175 دولة توقع على اتفاقية المناخ في الأمم المتحدة
23 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
وقع عدد قياسي من الدول بلغ 175 دولة بينها الولايات المتحدة والصين أكبر دولتين ملوثتين في العالم، أمس في الأمم المتحدة اتفاق باريس حول المناخ وذلك بهدف الحد من ارتفاع حرارة الأرض.
وبشكل رمزي افتتح الرئيس الفرنسي “فرنسوا هولاند” في الأمم المتحدة عملية التوقيع على الاتفاق المبرم في ديسمبر/كانون الأول 2015 بالعاصمة الفرنسية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون “إنها لحظة تاريخية”. وأضاف: “لم يوقع أبداً مثل هذا العدد الكبير من الدول اتفاقاً دولياً في يوم واحد (..) ان مشاركة هذه العدد من الدول والقادة لا يترك مجالاً للشك في تصميم العالم على التحرك في ملف المناخ”.
وتابع “إن المرحلة الأساسية المقبلة هي التأكد من دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ بأسرع ما يمكن” حاثاً الموقعين على التصديق على الاتفاق “بلا تأخير”.
وحتى الآن صادقت 15 دولة معظمها من الدول الصغيرة المعرضة لمخاطر فادحة على الاتفاق.
ومثل الصين والولايات المتحدة نائب رئيس الوزراء الصيني “زهانغ غاولي” ووزير الخارجية “جون كيري”. وقدم “كيري” رفقة حفيدته وكان موضع تصفيق حار من الحضور.
وتمثل الدول التي وقعت الجمعة، بالتزامن مع إحياء يوم الأرض العالمي، الاتفاق مصدراً لـ93 بالمئة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بحسب معهد “وورلد ريسورسز” غير الحكومي.
لكن التوقيع ليس إلا مرحلة أولى. فالاتفاق لن يسري إلا بعد مصادقة برلمانات 55 بلداً، تكون مسؤولة عن 55 بالمئة على الأقل من انبعاثات غازات الدفيئة.
ودعا “هولاند” من على منصة الأمم المتحدة، العالم إلى ترجمة اتفاق باريس حول المناخ “أفعالاً” لمواجهة الوضع الملح الذي لا يزال قائماً. كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى إعطاء المثل.
وأضاف أن “الأشهر الماضية كانت الأكثر سخونة في السنوات المئة الماضية”. وتابع “يجب التحرك بسرعة”.
وحض الممثل الأمريكي الحائز على جائزة أوسكار والناشط البيئي “ليوناردو ديكابريو” الذي حضر أيضاً إلى الأمم المتحدة، قادة العالم على التحرك بسرعة.
وشدد “العالم يراقبنا الآن (..) كفى خطباً رنانة وأعذاراً، وكفى تلاعباً بالعلم والسياسات من الشركات المرتبطة بالطاقات الأحفورية” مثل النفط والفحم الحجري.
وأضاف “نعم اتفاق باريس مصدر أمل لكن ذلك ليس كافياً”.
وحضر ستون من قادة الدول والحكومات إلى مقر الأمم المتحدة لمناسبة توقيع الاتفاق.
وأشاد المجتمع المدني بهذه الدفعة للاتفاق. وقال “مايكل بروني” المدير التنفيذي لنادي سييرا “إنه منعطف للإنسانية لتتجه إلى اقتصاد نظيف بنسبة مئة بالمئة”.
وأضاف “ديكابريو” أن الوقت حان للتحرك بجرأة لأن الاحترار يتفاقم.
فالوقت يداهم إذ اعتبر شهر مارس/آذار الأخير الأكثر سخونة على الاطلاق بحسب الارصاد الأمريكية. وتم كسر درجة الحرارة القياسية لمدة 11 شهراً متتالية، في حدث غير مسبوق منذ 137 عاماً من القياسات.
ويلزم اتفاق باريس موقعيه السعي إلى ضبط ارتفاع معدل حرارة الكرة الأرضية بحدود “أقل بكثير من درجتين مئويتين” وإلى “مواصلة الجهود” لئلا يتجاوز 1.5 درجات. غير أن هذا الهدف الطموح جداً يتطلب إرادة راسخة ومئات المليارات من الدولارات من أجل الانتقال إلى موارد طاقة نظيفة.
والاتفاق سيبقى مفتوحاً لتوقيع الدول الـ195 التي تفاوضت بشأنه. ولدخول الاتفاق حيز التنفيذ يتعين أن تصادق عليه واحد أو اثنين من كبار الملوثين (الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي وروسيا والهند).
ووعدت الصين المسؤولة عن 20 بالمئة من التلوث والولايات المتحدة (18 بالمئة)، أنهما ستصادقان على الاتفاق في 2016.
ولا يحتاج الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” موافقة الكونغرس لذلك. كما أعلن رئيس الوزراء الكندي “جوستن ترودو” بأن تصادق بلاده على الاتفاق هذا العام.