"داود أوغلو" و"ميركل" يؤكدان على العمل من أجل حل مأساة اللاجئين السوريين


قال رئيس الوزراء التركي، "أحمد داود أوغلو"، أمس، إن "تركيا والاتحاد الأوروبي وألمانيا، غايتهم البحث عن حل لأكبر مأساة إنسانية (اللاجئين) بعد الحرب العالمية الثانية"، مؤكداً أن بلاده ودول أوروبا غير ملزمين بتحمل أعباء مسألة اللاجئين لوحدهم.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية، "أنجيلا ميركل"، ورئيس المجلس الأوروبي، "دونالد تاسك"، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، "فرانس تيمرمانس"، على هامش مشاركتهم، ببرنامج المساعدات التركي الأوروبي للاجئين السوريين، بولاية غازي عنتاب، جنوبي البلاد.

وشدد "داود أوغلو" على أن الاتحاد الأوروبي سيفي بوعوده تجاه اللاجئين، واحداً تلو الأخر، مشيراً إلى تنفيذ مشاريع بقيمة 1 مليار يورو، حتى يوليو/ تموز المقبل، كأقصى حد، فيما سيتم تنفيذ مشاريع لخدمة اللاجئين السوريين، بقيمة 6 مليارات يورو، خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وأكد "داود أوغلو"، أن تلك الأموال لا تدفع إلى تركيا، بل تقدم كمساعدة مباشرة للاجئين السوريين.

ولفت، إلى وجود عشرات الآلاف من الأطفال السوريين الأيتام في تركيا، مشيراً إلى ولادة 152 ألف طفل سوري في تركيا، فيما أوضح أن بلاده أتاحت فرصة التعلم لأكثر من 700 ألف طفل سوري.

وقال، إن "سبب الاجتماع التركي الأوروبي، في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اتخاذ موقف مشترك للحيلولة دون تكرار حادثة غرق الطفل، أيلان الكردي، في بحر إيجه".

وأشار "داود أوغلو"، إلى إبلاغ الاتحاد الأوروبي بمشاريع لدعم المؤسسات التعليمية، وتلبية الحاجات الأساسية للسوريين الذين يعيشون خارج المخيمات، منوهاً إلى وجود مشاكل في البنية التحتية ببعض المدن، التي تستضيف لاجئين بأعداد كبيرة.

وبخصوص رفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك إلى دول الاتحاد الأوروبي، قال "داود أوغلو": "نرى إعفاء مواطنينا من تأشيرات الدخول، جزء أساسي لا يتجزأ من الاتفاق التركي الأوروبي، ولا يمكن تطبيق اتفاقية إعادة القبول دون رفع التأشيرات".

وأوضح "داود أوغلو" أن عدد المهاجرين، عبر بحر إيجه، بطرق غير قانونية، انخفض بشكل كبير خلال الشهور الأخيرة، حتى وصل مؤخراً إلى 130 مهاجراً فقط في اليوم الواحد، بعد أن وصل هذا الرقم إلى 6 آلاف في بعض الأيام، خلال الفترات السابقة، مضيفاً: "بل إن بعض الأيام مرت دون أن تشهد أية حركة عبور غير قانونية".

وحول اتفاقية "إعادة القبول" التي وقعت مع أوروبا في مارس/آذار الماضي، قال "في هذا الموضوع قطعنا مسافة مهمة، وأرسلنا 105 لاجئين سوريين إلى أوروبا، ضمن بند بالاتفاق نص على استبدال لاجئ مقابل لاجئ، كما اتخذت خطوات ضرورية بخصوص اللاجئين من غير السوريين، وتركيا ليست تلك الدولة التي تُختبر باللاجئين، لأنها تحملت أعباءً كبيرة بمفردها، وقامت بما يلزم تجاههم".

وفيما يتعلق بنشر تقارير حول إعادة تركيا لاجئين سوريين إلى بلادهم، أكد "داود أوغلو"، أن بلاده لم ترسل أي سوري إلى بلده، دون إرادته، ولن تفعل هذا مطلقاً.

من جهتها أفادت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، أنَّ اللاجئين السوريين حصلوا على امتيازات جديدة، من خلال منح تركيا لهم تصاريح للعمل على أراضيها.

ووصفت ميركل منح تركيا اللاجئين السوريين تصاريح العمل بـ"الخطوة الجريئة" قائلة: "إنَّ وجود البطالة إلى جانب لاجئين يبحثون عن عمل، يخلق مشاكل في أي بلد كان".

وأشارت ميركل لوجود 370 ألف لاجئ في ولاية غازي عنتاب، بينهم 120 ألف طفل، قائلة في تعليقها على مسألة تلقي الأطفال اللاجئين التعليم "إن الاتحاد الأوروبي يولي أهمية لذهاب كافة الأطفال إلى المدارس، فهذا أمر مهم".