مزارعو حوض اليرموك يدفعون ثمن الاقتتال الدائر في منطقتهم


مزارعو حوض اليرموك يدفعون ثمن الاقتتال الدائر في منطقتهم

إياس العمر: المصدر

تعتبر منطقة حوض اليرموك من أغنى المناطق الزراعية في محافظة درعا وفي الجنوب السوري، فمعظم أهالي المنطقة يعتمدون وبشكل أساسي على إيرادات الزراعة، لذا فإن مزارعي المنطقة الثمن الأكبر جراء الاشتباكات المستمرة منذ أكثر من شهر بين تشكيلات الجبهة الجنوبية وحركة أحرار الشام من جهة ولواء شهداء اليرموك من جهة أخرى.

وبهذا الخصوص قال الناشط أبو يامن الحوراني لـ “المصدر” إن أسعار المنتجات الزراعية انخفضت بشكل كبير نتيجة المعارك الجارية في المنطقة، وذلك لعدم وجود أسواق تصريف لتلك المنتجات، ما أدى إلى كساد كميات كبيرة منها، فالطريق الوحيد لمنطقة حوض اليرموك هو طريق تسيل عين ذكر، هو أحد أبرز محاور الاشتباكات في المنطقة.

وأردف بأن الطريق الوحيد يفتح لساعات محددة وبمواعيد مختلفة، بحسب وتيرة الاشتباكات، وتحول إلى واحد من أخطر طرق المحافظة، وأصبح من الصعب إخراج المحاصيل إلى الأسواق الرئيسة في المنطقة، وأهمها سوق مدينة طفس وسوق مدينة نوى، كما أصبح من المظاهر اليومية المعتادة تجمع السيارات التي تحمل المحاصيل على أطراف بلدة تسيل من اتجاه عين ذكر، على أمل فتح الطريق أمامها.

وأكد الحوراني أن معظم أهالي المنطقة من الفلاحين، ونتيجة الاشتباكات الحاصلة في بلدات تسيل وسحم الجولان، تضرروا بشكل كبير للغاية، وتجاوزت خسائرهم عشرات الملايين.

وأشار إلى أن المحاصيل الزراعية الرئيسية في المنطقة في الوقت الحالي هي البازلاء والفول والخيار، وقد تأثرت نتيجة إغلاق الطرقات، فسعر الكيلوغرام الواحد من البازلاء انخفض من 100 ليرة سورية إلى 50 ليرة داخل منطقة حوض اليرموك.

وأوضح الحوراني أن الخوف الأساسي لدى المزارعين هو على محصول القمح الأساسي في المنطقة، حيث أصبحنا على أبواب موسم الحصاد، وهناك تخوف كبير من احتراق المحاصيل بسبب الاشتباكات في المنطقة، ففي العام الماضي احترقت مئات الدونمات نتيجة الاشتباكات بين لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة.

بدوره، أبو محمد أحد مزارعي المنطقة، قال في حديث لـ “المصدر” إن خسائر المزارعين في منطقة حوض اليرموك لهذا العام كانت الأكبر خلال السنوات الخمسة الماضية، وذلك نتيجة إغلاق الطرقات وارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل جنوني، وارتفاع أجور العمالة، فبسبب المخاطر يجد المزارعون صعوبة كبيرة في إيجاد العمالة، كما أن منع دخول المحروقات إلى المنطقة كان لها دور في ارتفاع تكاليف النقل.

ويذكر أن منطقة حوض اليرموك تخضع لسيطرة لواء شهداء اليرموك، ومنذ أكثر من عام اندلعت اشتباكات بينه وبين جبهة النصرة وحركة أحرار الشام، على خلفية اتهام اللواء بالانضمام إلى تنظيم “داعش”، ومنتصف شهر آذار الماضي دخلت تشكيلات الجبهة الجنوبية على خط الاشتباكات ضد لواء شهداء اليرموك، وشهدت المنطقة معارك عنيفة خلال الأشهر الماضية.

أخبار سوريا ميكرو سيريا