المبعوث الأمريكي السابق لباكستان وأفغانستان: تهديد طالبان المستمر


ذا سفير –

في الأسبوع الماضي، أعلنت حركة طالبان بدء هجوم الربيع السنوي. وسوف يكون العام المقبل عاما صعبا بالنسبة للحكومة الأفغانية، والقوات الأمريكية وقوات الناتو صغيرة العدد التي لازالت موجودة في البلاد.

وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، خفضت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي من التزامهم العسكري في أفغانستان. ونتيجة لذلك، قامت حركة طالبان في المقابل بتوسيع نطاق عملياتها، بما أدى إلى إلحاق خسائر فادحة لم يسبق لها مثيل في صفوف القوات الحكومية الأفغانية، والسيطرة المتزايدة على أجزاء كبيرة من ريف البلاد. وفي العام الماضي، اجتاحت حركة طالبان مدينة قندز، عاصمة محافظة شمال البلاد، واحتلتها لفترة وجيزة. وفي الآونة الأخيرة، كانت الحركة تهدد عاصمة محافظة هلمند في جنوب البلاد.

وتعاني الحكومة الائتلافية في كابول برئاسة الرئيس أشرف غاني والرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله من حالة الاقتتال الداخلي، بما يعقّد علاقاتها مع البرلمان وكبار المسؤولين. ومع ذلك، على الرغم من تباطؤ معدلات نمو الاقتصاد، كانت الحكومة قادرة على زيادة الإيرادات بشكل كبير عن طريق الحد من الفساد وزيادة الكفاءة داخل الأجهزة البيروقراطية المالية والجمركية. ومع ذلك، تظل الحكومة الائتلافية الحاكمة عرضة لهذا النوع من الهجمات التي قد تكون حركة طالبان قادرة على تنفيذها.

وتواجه حركة طالبان مشاكلها الخاصة. فقد أدى الكشف عن وفاة زعيمها السابق الملا عمر منذ اكثر من عامين إلى تبادل الاتهامات بشأن مدى التستر على الخبر من قبل الأشخاص الملازمين له والمناورات التي جرت بينهم بشأن خليفته المحتمل. وقد كان نائب الملا عمر الرئيسي، وهو الملا اختر محمد منصور، قادرا -بدعم باكستاني- على تولي زمام القيادة، ولكنه لا يتمتع بنفس درجة الولاء الكبير التي كان يتمتع بها الملا عمر. وبالإضافة إلى المعارضة الداخلية، يتحتم على الملا منصور التعامل أيضا مع التحدي المباشر لتنظيم الدولة الإسلامية، الذي افتتح فرعا له في أفغانستان ويقوم باستقطاب عناصر طالبان المنشقة، والذي بدأ معركة مع كل من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.

وقد عملت الولايات المتحدة والصين وباكستان مع الرئيس غاني وحكومته في محاولة لتعزيز محادثات السلام مع حركة طالبان. وتعتبر باكستان، التي تستضيف قيادة طالبان وبعض أهم عناصرها، هي مفتاح تلك الجهود. ويشجع الجيش الباكستاني ومسؤولو المخابرات الباكستانية حركة طالبان على فتح مثل هذه المحادثات، ولكنهم ليسوا مستعدين حتى الآن لتوظيف كامل سلطتهم في هذا الأمر. وتنظر باكستان إلى حركة طالبان  باعتبارها عنصرا مهما للتأثير على الأحداث في أفغانستان بالإضافة إلى كونها عدو محتمل. وبالتالي لم يكن الجيش الباكستاني مستعدا لاعتقال أو طرد عناصر طالبان التي لا تشارك في محادثات السلام ولا تتفاوض على نحو جاد. وحتى يحين وقت القيام بذلك، يبدو أن هناك سبب وجيه لعدم السعي نحو التقدم المبكر أو حتى افتتاح المحادثات.

وكان الرئيس باراك أوباما يأمل في إنهاء الحروب في العراق وأفغانستان خلال مدة ولايته. ولكن صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها من الأماكن قضى على هذا الطموح.

وبالنظر إلى هشاشة الحكومة الأفغانية والضغط العسكري المتزايد الذي تتعرض له، وافق الرئيس باراك أوباما على تمديد الوجود العسكري الأمريكي هناك حتى العام 2017، تاركا للرئيس التالي تحديد ما يأتي بعد ذلك. ويبدو أنه من المرجح أن الرئيس أوباما سوف يتراجع أيضا عن نيته المعلنة حاليا بتخفيض ما تبقى من القوات الأمريكية ،التي تبلغ الآن حوالي 10000 جنديا في البلاد، إلى ما يقرب من النصف بحلول نهاية العام.

وسوف يتم إسداء النصح للرئيس الأمريكي المقبل من قبل كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين والدبلوماسيين بأن سحب ما تبقى من الدعم الأمريكي سوف يؤدي إلى إغراق أفغانستان في حرب أهلية أوسع نطاقا من ذلك بكثير، وإتاحة الفرص لكل من تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية لترسيخ وجودهما هناك، وتنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها.