‘رئيس المكتب السياسي لحركة نور الدين الزنكي لـ (كلنا شركاء): الهدنة لن توقف حرباً وإن عادوا عدنا’

25 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016

8 minutes

الأثاربي: المصدر

أكد رئيس المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي أن النظام يتعمد خرق الهدنة وإلغاءها، كي لا يتم التوصل إلى الحل السياسي الذي أقر في جنيف-1، وأن هيئة الأمم المتحدة اتخذت قراراً بشأن سوريا باكراً، فيريدون للمتصارعين، أن يبقوا على هذه الحالة، لا غالب ولا مغلوب.

وجاء ذلك في لقاء خاص لـ “المصدر” مع الشيخ محمد محمود السيد رئيس المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، حيث استعرض أهم الاحداث والتطورات الميدانية والسياسية على الساحة السورية، وجرى الحوار التالي:

أين حركة نور الدين الزنكي اليوم في معارك حلب؟

إن المطلع على الجبهات في حلب وريفها يعلم أن حركة نور الدين الزنكي لها أكثر من 170 نقطة رباط، ممتدة من حي صلاح الدين في حلب إلى منطقة سليمان الحلبي وأحياء حلب الغربية وحي الراشدين والبحوث العلمية غربي حلب والمنصورة وغيرها، ويزيد المرابطون على الجبهات على 2500 مقاتل مرابط بشكل دائم.

والنظام لم يستطع اختراق مناطق رباط عناصر الحركة، وإن حصل فإن عناصر الحركة يستردونها قبل أن يناموا، وهذا ما حصل في “حندرات” و”الملاح”، رغم أن قوات النظام استعملت الغازات السامة عندما عجزت عن التقدم، واستردينا جميع النقاط، وفي معركة الشيخ عقيل شمالي بلدة قبتان الجبل لم تستطيع وحدات الحماية الكردية ولا قوات النظام وميليشياته التقدم بعد معارك طاحنة، استشهد فيها ثلة من شبابنا، وقتل من الأفغان 75، ولا ننسى أن الحركة ما زالت محاصرة مادياً منذ سنة ونصف، وما يتم إطلاقه من صواريخ إنما هي من فصائل أخرى.

هل نعتبر أن النظام قد أطلق رصاصة الرحمة على الهدنة؟

النظام من وجهة نظري يرى أن الهدنة ليست بصالحه، ويتعمد خرقها وإلغاءها كي لا يتم التوصل إلى الحل السياسي الذي أقروه في جنيف-1، وهو هيئة حكم كاملة الصلاحيات بدون بشار الأسد، وإعادة هيكلة الجيش على أسس وطنية لا طائفية، وتفكيك الأجهزة الأمنية، وإعادة بنائها على أسس وطنية لا قمعية.

وكما المعلوم فإن الأنظمة القمعية تنتعش بالفوضى وتحيا تحت مسمى محاربة الإرهاب، واستطاع النظام إقناع الغرب بأنه يقاتل إرهابيين يريدون أن يصلوا إلى روما ويحرروا واشنطن ويغزوا موسكو، ونحن نعلم أن الهدنة لن توقف حرباً ولن تشفي صدور الثكالى وأنات المعتقلين، ولكن نحن مع أي حل يوفر لأبناء شعبنا الحرية والعدل والكرامة والعزة، وهذه أهداف الثورة التي لن نتراجع عنها.

وإن الشعب الذي صمد على مدار خمس سنوات أمام قوات النظام وميليشيات إيران الطائفية، واجتمعت على قتله الميليشيات الشيعية من أفغانستان والعراق ولبنان وغيرها، شعب لن تنكسر إرادته، ولن يرجع دون تحقيق ما خرج لأجله، وسنبقى كحركة “نور الدين الزنكي” ندافع عنه، ونقاتل لأجل ما خرج لأجله.

نعم هي هدنة، ولكن إن عادوا عدنا وقد عدنا، أما آن للعالم أن يفهم أنها ثورة شعب، وأن الشعوب لا تفنى؟

لماذا ميليشيات النظام تحاول التقدم باتجاه منطقة الملاح وحندرات، وميليشيات الـ (PYD) تشن هجوماً من طرف الكاستيلو، و”داعش” تهاجم عدة قرى في الشمال؟

يبدو أن النظام والـ (PKK) و”داعش” ليدهم أهداف مشتركة، وهو قطع طريق حلب ومحاصرة من فيها، ويبدو أن أعمالهم تأتي ليست عفوية بل بتنسيق كامل، فعندما تتبادل الـ (PKK) السيطرة على بعض القرى في الشمال والشمال الغربي لحلب، لتنقض على الشيخ عقيل، هذه ليست مصادفة بل تكتيك مشترك، وعندما تكون الحرب على أشدها مع النظام ويتحرك “داعش” شمالاً، فهو إشغال لمقاتلينا ليستفرد بهم النظام.

وعندما تسيطر “داعش” على تدمر وغيرها من النظام، وتستولي على مدرسة المشاة من الجيش الحر لتخسرها بعد ساعات أمام النظام، هذا يعني تعاون استراتيجي.

أنتم كمكتب سياسي في حركة نور الدين الزنكي، هل من مؤشرات على توحيد الصفوف والكلمة بين الفصائل، وذلك نتيجة المطالب الشعبية الثورية؟

هناك محاولات لجمع الكلمة دائماً، وخصوصاً في هذه الظروف، ولا يمكن الآن الحديث عنها لأننا نريد اجتماعاً سورياً حقيقياً، رواده غير متأثرين بأجندة دولية أو أيدولوجية تحوي وتستوعب الجميع، ويكون له رأيه وتصدر منه قراراته ويكون حامياً وحاملاً لأهداف الثورة متحرراً من عبودية المال وسلطان الداعم، قادراً على تحمل المسؤولية في المغنم والمغرم، يؤمن بعظمة هذا الشعب وتضحياته، ويسوس أمر العامة بالرفق وحسن المعاملة، ويحاسب دون انتقام، عندما يخطئ يقف أمام المحاكمة وعندما يكون متهماً، كما يقف أي حرٍ من أحرار هذا البلد.

وهذا ليس تمني، وإنما هو هدف نسعى إليه، وهو أقل مطلب يجب تحصيله أمام هذه التضحيات العظيمة التي يقدمها هذا الشعب العظيم، فعندما ندرس المشاريع الآنية نراها صغيرة أمام هذا كله، فطموحنا جيش منظم يدافع عن هذه المكتسبات وسياسة تقوم على درء المفاسد وجلب المصالح.

هل تعتقد أن الغرب استطاع من خلال الهدنة إغراق الجيش الحر مع “داعش” في أغلب المناطق، وذلك للتخفيف عن بشار الأسد؟

إن المتصارعين في سوريا تتقاطع مصالحهم أحياناً، وتتعارض أحياناً أخرى.

بدأت الثورة السورية المباركة ونادت بالحرية والكرامة والعدل والمساواة، وصرخت لا لحكم الرجل الواحد والأسرة الحاكمة، ولا للرؤية الفرعونية “ما أريكم ما أرى”، وكانت سلمية، فخططوا لها لتكون سلمية ثم جعلوها طائفية، والآن عبر الـ (PKK) يريدونها عرقية، وما ذلك إلا عندما تتقاطع أو تتعارض مصالح هذه الدول، وكل هذا يدفع الشعب السوري فاتورة شلالاً من الدماء الزكية الطاهرة.

ما يحصل في الشمال السوري بين الجيش الحر و”داعش” قرى صغيرة تكاد لا يكون فيها عشرة بيوت تكون بيد “داعش” يتدخل التحالف، فيأخذها الحر، ويسكت التحالف فتأخذها “داعش”، وبين هذه الجولة وتلك تسيل الدماء وتهدم البيوت، وتتشرد العائلات ويسجد الضعفاء أمام قامات من يدعي الإنسانية لأجل الطعام والشراب والعيش بدون قذائف “داعش”، ونيران الـ (PKK) وطائرات النظام، وصواريخ روسيا من بحر قزوين.

وكل هذا عقاب لشعب قال أريد حريتي، وهم يريدون لهذا الشعب أن يبقى تحت العبودية ليسهل السيطرة عليه.

إن عصبة الأمم المتحدة اتخذت قراراً بشأن سوريا باكراً، يريدون للمتصارعين، وطبعا المتصارعين هنا الدول الإقليمية والعالمية ولكن بأيدي الشعب السوري، أن يبقوا على هذه الحالة، لا غالب ولا مغلوب، كي لا تتغلب طائفة على أخرى، ولا مذهب على آخر.

إذاً هو توازن “جيوسياسي”، وفي جنوب حلب، القرى الجنوبية يوماً مع الثوار ويوماً مع الميليشيات، كل هذا المقصود منه اشغال الجبهات بالاستنزاف، كي لا يتحولوا إلى عقر دار النظام، وتبقى المعارك والهدم والتشرد في بلادنا، ومع ذلك لم يخرق الجيش الحر مع “داعش”، بل ظهرت قوته بالتصدي للحرس الثوري الإيراني وغيره، كما تذكر وكالات الأنباء المحلية.

أخبار سوريا ميكرو سيريا