شهران على الهدنة… كيف تأثرت درعا؟

25 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016

4 minutes

إياس العمر: المصدر

تأثرت العديد من مجالات الحياة في محافظة درعا خلال الأسابيع الماضية باتفاق هدنة وقف الأعمال العدائية، والذي دخل حيز التنفيذ في (27 شباط/فبراير) الماضي، وتزامن الاتفاق مع هدوء عمّ جميع الجبهات مع قوات النظام في المحافظة.

وللوقوف على تأثير الهدنة على المحافظة، “المصدر” استطلعت آراء مجموعة ناشطي وأهالي المحافظة.

أبو غياث الشرع عضو مكتب توثيق الشهداء في محافظة درعا قال لـ “المصدر” إن هناك اختلاف كبير بين مرحلة ما قبل الهدنة وما بعدها، كما أنه وفي فترة الهدنة خروقات قوات النظام في محافظة درعا كانت أقل من باقي المحافظات السورية، وغياب الطيران الحربي والمروحي للنظام كان له الأثر الأكبر في انخفاض عدد الضحايا في المحافظة.

وأضاف بأن العدد الأكبر من خروقات الهدنة كان متمثلاً بعمليات قنص وقصف مدفعي من قبل قوات النظام، وخصوصاً في أحياء درعا البلد، كما شهدت خطوط الاشتباك في المحافظة، ومنها منطقة مثلث الموت وبلدة اليادودة، تبادلاً لإطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بشكل متكرر.

وأشار الشرع إلى أن عدد الضحايا خلال الفترة الماضية انخفض بنسبة 85 في المئة بالمقارنة مع نفس الفترات في الأعوام الماضية، وهذا الأمر أحدث انقساماً داخل الحاضنة الشعبية، فهناك قسم من الأهالي كان يبحث عن الهدنة لالتقاط الأنفاس وتوقف نزيف الدماء والقتل، وهذا ما تحقق لحد ما، بينما القسم الآخر من الأهالي يفكر في مرحلة ما بعد الهدنة ومستقبل سوريا وتنميتها وإعادة إعمارها، والتي مازالت غامضة حتى الآن، ولا يبدو أن هناك حل لها إلا بكسر الهدنة والعودة إلى المعارك والإطاحة بالنظام عسكرياً.

من جانبه، عضو الهيئة السورية للإعلام عمار الزايد، قال لـ “المصدر” إن وقف الأعمال العدائية كان له أثر على القطاعات الأساسية في المحافظة، ولاسيما التعليمي والصحي، حيث أن المحافظة في الأشهر الثلاثة الأخيرة ما قبل الهدنة كانت قد شهدت المرحلة الأسوأ، وذلك بالتزامن مع العدوان الروسي.

وأضاف بأن العدوان الروسي كان قد ركز على استهداف النقاط الطبية في المحافظة، كان منها نقاط صيدا والغارية الغربية والنعيمة، وعلى إثر ذلك تم إقفال معظم النقاط الطبية في المحافظة، وهذا ما تغير في مرحلة ما بعد الهدنة، حيث أن جميع النقاط الطبية عادت إلى العمل بشكل اعتيادي.

وأردف بأن القطاع التعليمي في المحافظة كان قد شهد كارثة في بداية العام الحالي، فنسبة المدارس التي أغلقت أبوابها تجاوزت 80 في المئة من إجمالي مدارس المحافظة، ومع توقف الطيران الروسي وبراميل النظام، عاد القطاع التعليمي إلى الانتعاش من جديد وبجهود محلية.

محمد العبد الله مدير مؤسسة شاهد الإعلامية قال في حديث لـ “المصدر” إن الهدنة كان لها تأثير سلبي على عمل الجيش الحر في محافظة درعا، حيث أنهم انتقلوا من المعارك والرباط إلى إحداث مشاكل داخلية، بالإضافة لغياب الانضباط، وفي المحصلة فإن مساوئ الهدنة أكثر من حسناتها، وما ما دفع الحاضنة الشعبية للسكوت هو انتظار الحل والخروج من الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام.

أحمد الزعبي، أحد أصحاب المحال التجارية في محافظة درعا، قال لـ “المصدر” إن للهدنة أثر على أسواق المحافظة، حيث انخفضت أسعار السلع خلال الشهرين الماضين بشكل ملحوظ على الرغم من ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية.

وأكد أن الانخفاض يعود سببه إلى زيادة العرض في الأسواق، مع زيادة المنافسة، فمعظم التجار قاموا بفتح محالهم التجارية وعادت الحركة إلى أسواق المحافظة، كما أن انخفاض المخاطر على الطرقات كان له دور في زيادة نشاط تجار الجملة في المحافظة.

أخبار سوريا ميكرو سيريا