الصليب الأحمر يعجز عن إنقاذ طفل سوري في الرستن ويكتفي بالتقاط صورة معه


عجز وفد من الصليب الأحمر عن مساعدة طفل سوري محاصر في مدينة الرستن بريف حمص، وذلك بسبب رفض قوات نظام بشار الأسد التي تحاصر المدينة من مساعدة الطفل المريض، ما أدى إلى وفاته.

الطفل غازي منصور (3 أعوام) كان يعاني من مرض حاد في الصدر أصاب رئتيه، ومع عجز الأطباء في المشافي الميدانية التي تفتقر للمواد الطبية والأدوية عن التعامل مع مرض الطفل، حاول والده إقناع وفد الصليب الأحمر بإنقاذ حياة ابنه؛ بعدما دخل الوفد مدينة الرستن الخميس الماضي برفقة الهلال الأحمر. وقال مراسل "السورية نت" في حمص، يعرب الدالي، إن "الصليب لم يقدم المساعدة بسبب ما قال إنه غير قادر على التحرك بمفرده دون موافقة النظام".

وبعد يومين من مغادرة وفد الصليب الأحمر لمدينة الرستن، توفي الطفل غازي، وذكرت مصادر طبية محلية لـ"السورية نت" أن أطباء المشفى الميداني الذي تابع حالة غازي شخصوا للمسؤولة عن الملف الصحي في وفد الصليب الأحمر الحالة الصحية السيئة للطفل، إلا أن "الوفد التقط صورة برفقة الطفل وعدد آخر من الجرحى، ثم غادروا المشفى"، لتنتهي بعد ذلك حياة غازي.

وأفاد مراسلنا إلى أنه بعد 4 أيام من الزيارة الأولى لوفد الصليب والهلال الأحمر لمدينة الرستن، عادا إليها مجدداً، وتم إخبارهما بإن الطفل غازي قد توفي بعدما عجز الوفدان عن مساعدته، ونقل المراسل عن شخصيات في وفد الصليب الأحمر قولهم تعليقاً على ما حصل بالقول: إنهم "لا يملكون القدرة على فعل شيء بدون الموافقات الأمنية الصادرة عن نظام الأسد".

من جانبها، رفضت رئيسة وفد الصليب الأحمر، ماجدة فليحي، الإجابة على سؤال لمراسل "السورية نت" حول وفاة الطفل غازي، وقال مراسلنا إن "فليحي طالب بإبعاد الصحفيين عن مكان العمل"، مشيراً أن سكان الرستن يتسائلون عن جدوى إدخال مساعدات إغاثية إلى المدينة المحاصرة، في حين ما يزال يمنع على الأطفال رعايتهم الصحية وإنقاذهم من الموت.

على السرير المجاور لسرير الطفل غازي، تعاني طفلة من مرض شديد في دماغها، كما توجد عشرات الحالات لأطفال بحاجة ماسة إلى الرعاية الطبية، وهو ما يثير مخاوف الأهالي من أن ينتهي مصير أطفالهم إلى الموت، في ظل رفض النظام لإدخال المواد الطبية التي تساعد المشافي الميدانية في عملها، بالإضافة إلى عجز الهلال والصليب الأحمر عن المساعدة.

وذكر مراسلنا أن وفد الصليب الأحمر علم بحالة الطفلة وأنه "تعهد في العمل على إخراجها"، لكن "أهلها يخشون من المماطلة في الإجراءات، التي قد لا تنتهي إلا والفتاة قد توفيت".

وكان كل من الصليب والهلال الأحمر قد أدخلا الخميس الفائت مساعدات محملة بمواد غذائية إلى مدينة الرستن، كما أدخلا شاحنات أخرى يوم أمس الاثنين، ونقل مراسلنا عن شخصيات في وفد الصليب قولهم إنه "يصعب عليهم إخراج المرضى والجرحى من المدينة"، كما "أن الوفد عاجز عن مساعدة النساء والأطفال لكونهم غير مسموح لهم إجلاء المدنيين إلا وفقاً لترتيبات وتجهيزات يكون النظام طرفاً فيها".

وقال مراسلنا إنه خلال مؤتمر صحفي أجرته شخصيات من وفد الهلال الأحمر (فرع حمص)، اقترح سكان الرستن بأن يمنح النظام لشعبة الهلال في المدينة صلاحيات أوسع في العمل والتحرك، كـ"السماح لسيارات الإسعاف بإخراج الجرحى والمرضى إلى مشافي حمص أو حماه، وأن يسمح لنقاط الهلال الأحمر الطبية بإدخال الأدوية والمعدات اللازمة لعلاج الحالات الحرجة".