القصف وشبه الحصار يجبران المدنيين على النزوح من الرقة والخيارات محدودة
26 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
تشهد مدينة الرقة على مدار الأيام القليلة الماضية، تزايد أعداد النازحين منها، جراء القصف المتواصل الذي تعرضت له مؤخراً، ما أسفر عن مقتل وجرح أعداد كبيرة من المدنيين، إضافة إلى حالة “شبه الحصار” الذي تعيشه المدينة، مع انقطاع الطرق بينها وبينها المناطق الخارجة عن سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
مصادر محلية من داخل المدينة أكدت لـ”السورية نت”، بأن ظاهرة بيع الأدوات المنزلية والكهربائية المستعملة انتشرت بشكل كبير وبأسعار زهيدة، وتعود لأسر ترغب بالنزوح، وتعمد إلى بيعها ممتلكاتها وأغراضها خشية تعرضها للقصف من ناحية، ومن ناحية أخرى تأمين مصاريف النزوح، والمعيشة التي زادت تكاليفها بشكل كبير مؤخراً.
المصادر أضافت بأن الخيار الوحيد للنازحين هو ريف المحافظة، بسبب منع “تنظيم الدولة” المدنيين من النزوح إلى خارج المناطق الواقعة تحت سيطرته، وحصرها سابقاً بالحالات الصحية الحرجة التي تستدعي العلاج في أماكن أخرى، قبل أن يشدد في منح “الموافقات الصحية” للخروج مؤخراً، وصولاً إلى منعها بشكل شبه نهائي في الأيام الماضية.
“السورية نت” تواصلت مع إحدى الأسر (من دير الزور) التي تحضر نفسها حالياً لنزوح جديد من الرقة، وأشارت إلى أن الوجهة الجديدة هي ريف المدينة القريب، لأن الأخطار الأمنية الناتجة عن القصف قليلة، مقارنة بما يجري في مدينة الرقة، إضافة إلى أن تكاليفه المعيشية تبقى أقل بكثير مما هو عليه الحال في مناطق أخرى.
وحول أسباب عدم العودة إلى محافظته (دير الزور) يقول رب الأسرة “أبو صالح”، بأن مدينته (البوكمال شرق دير الزور) ليست أفضل حالاً من الرقة، وهو ما عليه الحال في مختلف أرجاء محافظة دير الزور، وبالتالي يبقى الريف القريب لمدينة الرقة هو الحل الوحيد، ريثما تحين فرصة الخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة “تنظيم الدولة”.
وبين “أبو صالح”، بأن فقدان وقلة العديد من المواد الغذائية والتموينية في الأسواق، “يجعلنا نخشى من القادم الأسوأ”، منوهاً إلى أنه لم يعد لديه أي رغبة بالبقاء في الرقة أو دير الزور، أو أي منطقة سورية أخرى، بعد أن تعددت مخاوفه التي اقتصرت سابقاً على القصف، لتشمل حالياً جوانب أخرى، ومن بينها “الحصار”.
ناشط إعلامي مقيم في ريف الرقة (طلب عدم الكشف عن اسمه)، قال لـ”السورية نت”: “الرقة تعيش شبه حصار حالياً بعد تطورات الأحداث الميدانية الأخيرة بين تنظيم الدولة من جهة، والنظام والمقاتلين الأكراد والمعارضة من جهة أخرى، سواء في ريف حلب أو تدمر أو ريف الحسكة، ما أثر على المناطق الخاضعة للتنظيم، ومن بينها دير الزور والرقة”.
ونوه الناشط، إلى أن الإنتاج المحلي خاصة الزراعي منه، هو الاعتماد الوحيد للمدنيين حالياً، لكنه لا يستطيع تلبية كافة الاحتياجات السكانية، “ما ينذر بكارثة إنسانية جديدة تلوح في الأفق”، إن استمر الحال على ما هو عليه الآن.