تشديد أوروبي على رحيل الأسد قبل إفادة دي ميستورا أمام مجلس الأمن

26 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
4 minutes

تصر دول أوروبية على رفض بقاء بشار الأسد في السلطة بسورية، في وقت تسعى فيه روسيا وإيران عبر المفاوضات السياسية، والمعارك على الأراضي السورية للمحافظة على وجوده كـ”رئيس للبلاد”. ويأتي ذلك قبل ساعات من تقديم المبعوث الدولي لسورية “ستافان دي ميستورا” إحاطته لمجلس الأمن بخصوص مفاوضات جنيف. 

مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن “فيدريكا موغيريني”، قالت إن “الاتحاد الأوروبي لا يبحث مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، بل يبحث عملية انتقال السلطة دون تفتيت الدولة”.

وأضافت في تصريحات لإذاعة “فرانس إنتر”، اليوم الثلاثاء، في ردها على سؤال حول مصير مستقبل الأسد في سورية: “لا وجود لسؤال حول القبول بدور للدكتاتور الذي يشن حرباً أهلية ضد شعبه”.

واعتبرت المسؤولة الأوروبية أن “المشكلة تكمن ليس فقط في مصير شخص دكتاتور واحد”، وقالت: “السؤال هو كيف ينطلق انتقال السلطة، كيف نحاول تغيير إدارة البلاد، الدستور ونظام السلطة، مع المحافظة على هيكل الدولة، لأن هناك خطرا بأن تتفتت الدولة”.

وأكدت “موغيريني” أن الصعوبات التي تواجهها مفاوضات جنيف بين الأطراف السورية لا تشهد على الفشل، وقالت: “رأينا مثل ذلك في مثال المفاوضات مع إيران”.

بدوره شدد السفير البريطاني الجديد في روسيا “لوري بريستوو” خلال تصريحات لوكالة “انترفاكس” الروسية على أن بلاده لا ترى هنالك فرصة في أية تسوية تبقي الأسد في سدة الحكم.  

وقال “بريستو” للوكالة التي نقلت عنها موقع “روسيا اليوم”، اليوم الثلاثاء،  إن “المسألة المهمة جداً هنا هي كيف سيتمكن الشعب السوري من التقدم إلى الأمام وتخطي الحرب الأهلية الدموية والانتقال إلى المستقبل. ونرى أن ذلك غير ممكن طالما يبقى الأسد في السلطة”.

وفيما تتعثر مفاوضات جنيف بين وفدي المعارضة السورية، ونظام بشار الأسد، جراء تعنت الأخير واستمراره بتجويع المدنيين وقصفهم وحصارهم، رأى السفير البريطاني أن “هذه المفاوضات هي الطريق الوحيد لحل الأزمة”، معتبراً أن البديل عنها مزيد من اللاجئين وعدم الاستقرار في المنطقة، والمزيد من “الفرص للإرهابيين والمزيد من الجيل الضائع”، حسب قوله.

ولفت “بريستو” إلى ضرورة أن تبذل موسكو جهودها لـ”ضمان الالتزام بنظام وقف القتال، وضمان تحقيق التقدم في المفاوضات، وتنفيذ قرارات المجتمع الدولي، بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة الخاصة بإيصال المساعدات الإنسانية. وأكد أن جميع الأطراف يجب أن تبذل جهودا في ذات الاتجاه بشأن هذه المسائل”.

وشدد السفير على عدم وجود إمكانية للتعاون بين بلاده وروسيا في سورية، “لأن روسيا والتحالف الدولي في سوريا يعملان، في اتجاهات مختلفة”، بحسب قوله، ، مضيفاً في ذات الوقت أن هناك نقاط تماس بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بعمل مجموعة دعم سورية.

إفادة دي ميستورا

من ناحية ثانية، يعتزم المبعوث الأممي لسورية “ستافان دي ميستورا” تقديم إفادته، يوم غد الأربعاء، لمجلس الأمن الدولي حول التطورات الأخيرة بمحادثات جنيف.

ونقلت وكالة رويترز عن أحمد فوزي، المتحدث باسم الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، قوله: إن “مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسورية ستافان دي ميستورا سيطلع القوى الكبرى على الموقف في محادثات السلام السورية في وقت متأخر يوم الأربعاء بعد ختام الجولة الحالية من المحادثات”.

وذكر المتحدث أن “دي ميستورا سيلقي كلمة في اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي من جنيف يوم الأربعاء في الساعة 21:00 بتوقيت جرينتش”. وأضاف في إفادة إخبارية “طُلب منه إبلاغ مجلس الأمن وعليه إبلاغ مجلس الأمن أولاً.”