‘د. إبراهيم الجباوي لـ (كلنا شركاء): الثورة تفتقر للإعلاميين الاحترافيين’

26 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
6 minutes

إياس العمر: المصدر

شهد الإعلام الثوري في محافظة درعا في الآونة الأخيرة تضارباً في عدة مجالات ومنها التضارب في المصطلحات الثورية المستخدمة من قبل المؤسسات الثورية العاملة في المحافظة.

ورغم محاولة عدد من ناشطي المحافظة تقريب وجهات النظر عن طريق إقامة ورشات عمل، بقيت هناك مساحات واسعة بين هذه المؤسسات في تعاطيها مع أحداث المحافظة.

ولمعرفة أهم الأسباب التي أدت لحدوث التضارب بين المؤسسات الثورية، وإذا ما كان هناك إمكانية لتجاوز العقبات أمام الإعلام الثوري في المحافظة، كان لـ “المصدر” حوار مع مدير الهيئة السورية للإعلام الدكتور إبراهيم الجباوي:

ما سبب تخبط الإعلام الثوري في الجنوب السوري؟

حالة التخبط في الإعلام الثوري ليست جديدة، ولم تقتصر على الجنوب، بل عمت مناطق سورية عموماً والمتعلقة بالثورة، وهذا ظهر منذ أكثر من عامين حينما بدأ الأخوة الناشطون بتسويق منتجاتهم الإعلامية كيفما شاؤوا، لا سيما ذات التأثير السلبي على الثورة والثوار دون إدراكهم تلك السلبية.

ويعود السبب في ذلك إلى تزايد عدد الناشطين الإعلاميين مقابل افتقار الثورة للإعلاميين الاحترافيين، إضافة إلى اتخاذ المؤسسات الثورية العليا كالائتلاف وغيره سياسة النأي بالنفس منهجاً لها تجاه الإعلام بشكل عام.

من هذا المنطلق نجد أن الإعلام الثوري يتخبط في نقل الأحداث، فنرى بعض الناشطين الإعلاميين من ينقل الصورة الخطأ في الوقت الخطأ والمكان الخطأ، ليس الأمر مقصوداً به الخطأ إنما لظنه أنه الصح، ولا يوجد من يصحح له الخطأ، لكن بعض هؤلاء لا يقبل التصحيح إن وجد.

كما ونجد بعض الإعلاميين من ينقل الأحداث الصحيحة في الوقت الخطأ أو المكان والوسيلة الخطأ أيضاً، وأجزم أن الأمر غير مقصود، ولكن يحدث ذلك لعدم وجود من يصحح الأخطاء، وكذلك لا يجب أن ننسى تراجع الاهتمام الملحوظ من قبل وسائل الإعلام التي كانت تنقل الخبر السوري وأخبار الثورة خصوصاً باهتمام بالغ، وتنتقي المادة الصحيحة في الوقت الصحيح، ليكون لها تأثيرها الإيجابي على الثورة والثوار.

إلى ما يعزى اختلاف المصطلحات بين المؤسسات الإعلامية في الجنوب؟

الاختلاف الواضح في استخدام المفردات والمصطلحات الإعلامية الثورية في الجنوب وغير الجنوب يعود إلى مزاجية الناشطين أحياناً، وإلى حماسهم أحياناً أخرى، وإلى قلة الخبرة العلمية الإعلامية في بعض الأحيان.

ويمكن تلافي هذا الأمر من خلال ميثاق عمل إعلامي موحد تجمع عليه كافة الهيئات والمؤسسات الإعلامية الثورية، يكون ملزماً للجميع، ويمكن إنتاج مثل هذا الميثاق بوضع استراتيجية إعلامية ثورية توحّد الخطاب الإعلامي الثوري، وتصادق عليها المؤسسات الإعلامية وترعاها المؤسسات القيادية للثورة وتدعمها مادياً ومعنوياً.

هل لديكم الامكانيات لإيجاد ميثاق عمل لمؤسسات الجنوب السوري؟

في البداية دعني أذكر لك بأنه في شهر تشرين من عام 2014م دعا الائتلاف إلى ورشة عمل لوضع استراتيجية إعلامية لتوحيد الخطاب الإعلامي الثوري وكنت من المشاركين، لكن ما حصل أن أغلبية المشاركين لم يبحثوا أية استراتيجية إنما توجهوا لبحث إيجاد مؤسسة إعلامية ترتبط بالائتلاف، وفعلاً خرجت ورشة العمل بتوصيات لإحداث تلك المؤسسة مع اقتراح توزيع المناصب فيها على من شارك بهذا المقترح.

أما جوابي على سؤالك فهو: نعم لدينا الإمكانية لوضع استراتيجية إعلامية توحد الخطاب الإعلامي الثوري، وفي حال الموافقة عليها من قبل المؤسسات الإعلامية والناشطين الإعلاميين في الجنوب يمكن حينها صياغة ميثاق عمل إعلامي يلتزم الجميع بمفرداته ومصطلحاته.

وماهي الخطوات المتوقعة في هذا المجال، وهل الدعم المقدم له دور في ذلك؟

لا أعتقد أن الدعم سيكون له الدور الأساسي لمثل هكذا مشروع، لأنه ذاتي، ويتم بوسائل بسيطة من خلال التواصل عبر النت وتشكيل مجموعات يكون أعضاؤها ممثلين للمؤسسات، لدراسة مشروع استراتيجية إعلامية نضعها مسبقاً، بحيث يمكنهم تقديم الرؤى والمقترحات حولها، ليصار إلى تعديلها وفقاً لتلك الرؤى وانسجاماً مع الواقع الذي يفرض نفسه في الأحداث.

كما ويكون هؤلاء الأعضاء مخولين باتخاذ القرار المتعلق بالمصادقة، وأما الأفراد فيتم اختيار الأبرز منهم وضمهم لتلك المجموعات للمشاركة في المقترحات والصياغة، وبنتيجة المشاورات عبر النت من خلال المجموعات المذكورة يمكن أن يصدر قرار مشترك يتضمن استراتيجية بصياغتها النهائية وميثاق العمل الملزم للجميع.

لو تكلمنا بصراحة، أين يكمن الخلل اليوم، وهل نحن قادرون على مواجهة هذه الصعوبات؟

الخلل يكمن في الإرادة عند الناشطين والإعلاميين، فإذا ما توفرت تلك الإرادة (بحيث يتخلى كل منا عن أهدافه الشخصية لصالح الأهداف العامة، وانتهجنا المنافسة الشريفة في المنتج الإعلامي والتسويق، وكانت لدينا الرغبة الحقيقية في توحيد الكلمة، وكذلك الرغبة لدى الأخوة الناشطين لمعرفة ما صح إعلامياً ويعود بالإيجاب على الثورة والثوار، وما هو خطأ من شأنه أن يعود بالسلبية) حينها سنتمكن من تحقيق واستحداث خطاب إعلامي ثوري موحد من شأنه أن يستخدم مفردات ومصطلحات ذات تفهم مجتمعي أكثر إيجابية.

أخبار سوريا ميكرو سيريا