ريم الأتاسي: خواطر غربوية


138

لما بتنزل الشتا .. بقعد مع حالي ع شباك غرفتي وبصفن
بحاول شم ريحة التراب لاتذكر ريحة سوريا
بس ريحة الغربة عم تضل اقوى من ريحة المطر
بشوف حالي بانعكاس الشباك شقد هرمت
مع اني لساتني بأول شبابي
بحس لما برفع فنجان القهوة لقدامي قلبي عم يبكي..  بتذكرك يا أمي وانتي جاية تفيقني الصبح وحاملة بإيدك فرحة العمر وفنجان القهوة .. هلق ماعد في حدا يناديني ع الفطور ولا بالغدا يستناني ع السفرة الطيبة ..
اي يا امي .. ابنك الي كان ما ينام الليل سهران ع طول مع رفقاتو والشلة .. الي ما كانت ضحكتو تفارق شفافو اليوم بيستنى الدنيا لتعتم ليطم حالو بالفرشة .. ليحاول ينام وعيونو مليانة حزن واسى .. عم يسمع اغاني بتذكرو بمراهقتو .. عم ترجعوا مدري كم سنة لورا .. خايف عم يحاول يهرب من الغربة بغربة .. غربة عن حارتو الي انولد فيا لعب بشوارعا طابة مع ولاد جيرانو الي وحدو الرب بيعلم بحالون .. غربة عن كرسي الحديقة الي كان يقعد في مع حبيبتو يتغزل بعيونا .. واليوم ما بيعرف اذا بعدون مضوايين ولا سكرت عليون جفونا .. غربة عن المقهى الي كان يسهر فيه مع ولاد جيلو .. يتناقشوا يتناغشوا .. شي بطعمة وشي بلا طعمة .. كانت الضحكة تطلع من جوات قلبنا هلق صرنا نعصر قلبنا لنرسم على شفافنا البسمة .. غربة عن ارض كل شي فيا ايلو لون وطعم .. لك حتى هوا الخريف البارد كان ايلو طعمة غريبة بس ينخر بالعضم .. حتى التلج الي في منو هون وما بينقطع .. ما بيشبه تلجنا .. يمكن نفس اللون بس هون بردو ما ايلو دوا .. وقد ما دفي الجو روحك ما بتدفا .. قد ما كنت فايت بزحمة بتحس حالك وحيد .. شو ما عملت وين مارحت فكرك بيضلوا شارد وبضلك حزين .. الشارع الي كان بالعيد يمتلي بالناس والولاد هون قد ما مشي عليه عالم بيضلوا فاضي .. الوقت بيمر بطيء وكل شي عليك قاسي .. وين حنية ابن البلد لما بتوقع ع الرصيف الف ايد بتنمدلك ووقت الحاجة الف صديق بيوقف معك وحتى الغريب قلبو معك .. كان كل شي غير بسوريا .. حتى الذكريات الحلوة هنيك اليوم صارت صور كئيبة ..