الزراعة في إدلب بين معوقات جني المحصول وصعوبة التصريف

27 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
7 minutes

رزق العبي: المصدر

لحق بالقطاع الزراعي في محافظة إدلب تدهور كبير بسبب العنف المفروض منذ سنوات، إضافة لظروف مناخية صعبة كقلة الأمطار والصقيع الذي أيبس الزرع وأسقط والمحصول، عدا عن الرياح التي أسقطت حمل الأشجار.

ويعاني المزارعون من ظروف اقتصادية غاية في الصعوبة، من غلاء المحروقات والأسمدة، وقلة الكهرباء، ما اضطرهم لشراء الأدوية غير المضمونة وكذلك البذار، وسط ظروف تسويقية صعبة لإنتاجه داخلياً وخارجياً، وقلة دعمه من المجالس المحلية، ما أدى إلى سوء المواسم الزراعية وقلة إنتاج الأرض ورداءة نوعية الإنتاج.

كما أن قصف قوات النظام لمناطق عديدة في المحافظة أدى لعزوف الكثير من الفلاحين عن العمل في الزراعة، عدا عن قطع مئات الأشجار في كثير من المناطق.

سوق سراقب الزراعي يشكو ضعف التصريف

في مدينة سراقب يزرعون البطاطا والفول والشعير وحبة البركة والقمح والعدس وغيرها، إلا أن ضعف التسويق الذي تعيشه المحافظة منذ سنوات أدى لتقلص الحركة الزراعية، حيث كانت سراقب تشتهر بسوقها التجاري الذي يتم تصريف المنتوجات عبره.

“عبد الرزاق كنجو” وهو من مزارعي سراقب، قال في حديث لـ “المصدر” إن سوق سراقب الزراعي كان من أهم أسواق المحافظة، خاصة لوقوع المدينة على الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحلب، وهي خاصرة إدلب من الجهة الشرقية، ولكن أدى القصف المتزايد للنظام إلى ضعف الحركة الزراعية، وتخلي الكثير من المزارعين عن أراضيهم، ما أدى بشكل حتمي إلى قلة البضائع التي تأتي إلى السوق.

وللمزارع “محمد فيصل” رأي آخر، حيث اعتبر، في حديث لـ “المصدر”، أن انقطاع الكهرباء وغلاء المياه أدى إلى تدهور الحركة الزراعية في سراقب، ترافق ذلك من انقطاع الطرق بين مناطق النظام وسراقب الخاضعة لسيطرة الثوار أدى أيضاً لضعف التصريف، كون أغلب التجار انقطعوا عن السوق بسبب خطورة الطرقات وصعوبة نقل البضائع من سراقب إلى المدن الأخرى، وأهمهما القمح.

ويوجد في سراقب مركز للحبوب مهم على مستوى سورية، إلا أن المركز كثيراً ما يتعرض لقصف من قبل طيران النظام، حيث يضم المركز حالياً حوالي 13 موظفاً، وكان قد استلم القمح من المزارعين من كافة مناطق سيطرة الثوار في محافظة إدلب لأول مرة، بعيداً عن هيمنة النظام، وذلك في (1 حزيران/يونيو) من عام 2014، والكثير من المزارعين في تلك الفترة رحبوا بهذا المشروع، إلا أن البعض رفض تسليم القمح للمركز لأسباب عديدة، كان أهمها عدم دعم المجلس المحلي وقتها ومن ثم الحكومة المؤقتة لهم طوال السنة، مما خلق ردة فعل عندهم وشعروا بقلة الاهتمام بأمرهم.

وقال أحد المزارعين لـ “المصدر”: رفضت التسليم وقتها لأنه طوال السنة كنت أشتري كيس السماد من السوق السوداء بـ 4700 ليرة سورية، رغم أنه عند النظام بـ 2200 ليرة، وأشتري برميل المازوت الرديء المكرر بـ 1700.

ويعاني المزارعون في ريف إدلب عموماً من موضوع الأدوية والبذار، عدا عن مشاكل التسويق.

في كفرنبل ومعرة النعمان الزيتون هجره قاطفوه

وفي مدينتي كفرنبل ومعرة النعمان هجر بعض مزارعي المدينة أراضيهم التي يعتمدون في أكثر من نصفها على الزيتون والتين، حيث أدت حركة النزوح المتزايد إلى إهمال الكثير من الفلاحين لأشجارهم، ما أدى إلى ضعف مردودها السنوي، وهنا قال “أبو مصطفى” وهو فلاح من ريف معرة النعمان، لـ “المصدر”، إن الزيتون يتطلب سقايةً وتقليماً ومتابعة نظافة التربة ليعطي بشكل جيد، وكثيراً ما نزح المزارعون خلال السنوات الماضية، ما أدى إلى ضعف الموسم، وزاد على ذلك قلة معاصر الزيتون بعد القطاف، وغلاء عصر الثمار، وغلاء أجور العمال.

وللتين نفس الأوضاع الزراعية الصعبة، إذ بات قطاف محصول التين مرهوناً بإيجاد سوق خارجي للتصريف، لكونه يختلف عن الزيتون، لأن التين يصدر للخارج.

وقال “سليم الإسماعيل” أحد تجار التين في حديث لـ “المصدر”: صار صعباً جداً تصريف التين إلى لبنان والسعودية، كنا قبل سنوات نعبئ التين بقوالب صغيرة ونصدره إلى عدد من الدول كمصر والسعودية ولبنان.

وأضاف “الإسماعيل”: التين كان موسماً رابحاً للفلاح في كفرنبل وقراها، لأنه لا يحتاج إلى رعاية كبيرة لتنضج الثمرة، فموضوع نضوجها مرهون بالشمس (الحر).

كرز جبل الزاوية يباع داخلياً

أما في جبل الزاوية والتي يعتمد أهلها على موسم الكرز بالدرجة الأولى، حيث يوجد في مدينة أريحا سوق لتصريف محصول الكرز، ومنه يتم تسويق الكرز إلى باقي مناطق سوريا، وما تزال مناطق جبل الزاوية تشهد موسمَ كرزٍ رابح مع وجود انقطاع متفاوت أثناء القصف.

وقد تحدث المزارع “أبو ناصيف” لـ “المصدر” عن موسم الكرز وقطافه فقال: يعتبر الكرز من أهم مواسم جبل الزاوية، ولم تشهد المنطقة مشاكل في القطاف بعد خروج قوات النظام من جبل الزاوية، إلا أن الجيش عندما كان في الجبل قطع الكثير من الأشجار، وكان يمنعنا من الذهاب إلى أراضينا حتى أن الموسم كان يذبل فوق الأغصان، أما الآن المواسم عادت إلى طبيعتها ونقوم ببيعها في أريحا التي يتم التصريف من خلالها إلى مدن سورية كافة.

أرقام واحصاءات:

لم ترد إحصاءات دقيقة لعدد الأشجار المثمرة في إدلب منذ عام 2011، حيث أجرت وزراعة الزراعة التابعة للنظام في ذاك العام مسحاً للأشجار،  ووصل العدد إلى 24 مليون شجرة مثمرة منها حوالي 18 مليون شجرة معظمها تقوم على الزراعات البعلية، كما تشكل أشجار الزيتون أكثر من نصفها، ويقدر عددها بـ 14 مليون شجرة، وتأتي أشجار الفستق الحلبي في المرتبة الثانية بواقع 1.8 مليون شجرة، والتين ثالثاً بحوالي 900 ألف شجرة، والتفاح رابعاً بواقع 70 ألف شجرة،
والكرز بـ 300 ألف شجرة، فيما يتوزع العدد الباقي على أنواع عدة من الأشجار المثمرة في مقدمتها اللوزيات والرمان والجوز والكاكي.‏

أخبار سوريا ميكرو سيريا