‘الأمم المتحدة: نظام الأسد يعيق وصول المساعدات للمناطق المحاصرة’

28 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
4 minutes

حمل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، نظام بشار الأسد، مسؤولية إعاقة وصول القوافل الإنسانية لمناطق المعارضة التي يحاصرها. 

وجاء ذلك خلال استعراض “ستيفن أبراين” وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، أمام أعضاء المجلس، التقرير السادس والعشرين الذي أعده “كي مون” حول مدى التزام الأطراف السورية بتنفيذ قرارات المجلس 2139، و2165، و2258 المتعلقة بوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين داخل سورية.

وقال الأمين العام، في تقريره، إن “حالات الحصار هذه (التي يفرضها النظام) يجب أن تنتهي، لأن إعادة فتح المناطق المحاصرة هو الطريق الوحيد لكفالة إمكانية تقديم المساعدات للجميع، وضمان استمرارها”.

وأكد الأمين العام، “تباطؤ عمليات الوصول الإنساني للمحتاجين داخل سورية في الأسابيع الأخيرة، وقد أدى التأخر في تلقي التصاريح النهائية من السلطات السورية وحالات الرفض من جانب السلطات المحلية، إلى إعاقة عدد من القوافل في الأسابيع الأخيرة، كما أدى القتال المتواصل إلى النتيجة ذاتها”.

وأشار “كي مون” إلى استمرار عرقلة عمليات الإجلاء الطبي، مضيفًا أن ذلك “أدى إلى وفيات ومعاناة لا لزوم لها”.  وبيّن أنه “بعد سنوات من النزاع، ليس هناك سوى 40% من المرافق الطبية لا تزال تعمل، ومعظمها في حالة شديدة السوء، وهناك عدد كبير جدًا من الجرحى ليس لديهم فرصة لتلقي حتى أبسط مستويات الرعاية”.

وأشار تقرير الأمين العام إلى أنه “لا تزال ترد تقارير عن الوفيات غير الضرورية من جراء الهجمات العشوائية على المدنيين، وكذلك من خلال استخدام الحصار والتجويع كأداة من أدوات الحرب”. 

وحذر أمين عام المنظمة الدولية في تقريره من “التحديات التي يواجهها النازحون السوريون بسبب الصراع في استئناف حياتهم اليومية”. مشيرًا أن “ما يقرب من 5.1 ملايين شخص يعيشون في مناطق شديدة التلوث بالألغام والذخائر غير المنفجرة، منهم أكثر من مليوني طفل معرضين للخطر، وإنني أدعو السلطات السورية إلى تيسير جميع الجهود الرامية إلى التصدي لوجود الأسلحة المتفجرة”.

من جانبه ناشد وكيل الأمين العام “أبراين” أعضاء مجلس الأمن الدولي، بضرورة “توفير حماية حقيقية وقادرة للمدنيين السوريين وليس فقط توصيل المساعدات الإنسانية إليهم”.

وقال المسؤول الأممي في جلسة مجلس الأمن التي عقدت اليوم، إن “الوصول الإنساني لا يمكن أن يكون مرة واحدة أو بحسب الأحوال أو تحديد نوع المساعدة”.

وأكد “أوبراين” أن “المستويات الحالية للوصول الإنساني لا يزال يخلف وراءه جوعى وآخرون بلا علاج”، وأضاف إنه “حتى في المناطق التي وصلنا إليها فإن الاحتياجات معقدة وتتطلب استجابة إنسانية مستديمة وشاملة وهي الاستجابة التي يحول دونها أطراف النزاع”.

واستغرب أوبراين من “دهشة قيام قوات النظام السوري بالاستحواذ على أدوية مرض السكري ومخففات الألم من قوافل الأمم المتحدة الإنسانية المتوجهة إلى الرستن خلال هذا الأسبوع”، وقال لأعضاء المجلس إن “تلك التصرفات غير الإنسانية مرفوضة وتؤدي إلى معاناة هائلة وغير مبررة وفقدان للحياة وعلينا أن نواصل الضغط على الحكومة السورية للسماح بوصول هذه الأدوية”.

وحذر من أن “الشعب السوري لم يعد بإمكانه تصور عودة الأمور إلى الوراء مرة آخرى، وإذا أخفق المجتمع الدولي في المحافظة على الزخم السياسي الذي صاحب اتفاق وقف الأعمال العدائية، فإن الموقف سوف يخرج عن السيطرة، وعلى المجتمع الدولي ألا يسمح لهذه الفرصة بأن تنزلق بعيدًا مرة آخرى”.