الدكتور سامر الجنيدي ورأيه حول الفرق بين العلمانية الغربية والعلمانية الشرقية ( الإسلامية )

28 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
2 minutes

Samer Aljenidi

رأي حول الفرق بين العلمانية الغربية والعلمانية الشرقية ( الإسلامية )

كان لابد أن يفصل الغرب الكنيسة عن الدولة وكانت المواطنة هي القزم الذي بات عملاقاً والكنيسة هي الديناصور الذي انزاح عن صدر الدولة وعاد إلى وظائفه الأخرى .. فصل الدين عن الدولة تطلّب انتشال الدولة من مخالب الكنيسة . علمانيّة الغرب كانت تتضمّن عنصراً مناهضاً للدين .
في الشرق لم نَعرف الدين الذي يستخدم الدولة بل عرفنا العكس أي الدولة التي تستخدم الدين .. ( تاريخنا يزخر بقصص مشايخ عذبوا وقتلوا أو تم تدجينهم لصالح السلطان ). الديناصور هنا هو الدولة الراكبة على ظهر الدين لاستعباد رعيتها : مرّةً الدولة القائمة فعلاً ( آية الله ، البوطي ، الأزهر ) ومرّةً الدولة الافتراضيّة في مشروع الجماعات الإسلاميّة المتطرفة أو قيادييها الطموحين .
مفهوم العلمانية عندنا هو بالمقلوب أي يمر عبر تحرير الدين من الدولة ( بما في ذلك تحريره من وهمنا حول قدرته على بناء دولة ) .. علمانيتنا ليست مناهضة للدين بل محررة له . هنا فقط تكتسب العلمانية مفهوماً نضالياً .. وسنجد في مواجهتها جميع الديكتاتوريّات بألوانها المختلفة ..قادة ورؤساء شعب أمن و مرتزقته من المشايخ ، وكذلك قادة أحزاب وتشكيلات إسلامية متطرفة طموحة إلى العودة إلى مفاهيم البيعة والرعية .. وفي الوقت نفسه ستجد في صفها أغلبية المتدينين وغير المتديّنين .

الدولة القادمة لن تكون دولة إن لم تفصل الدين عن الدولة ليس عبر انتشال الدولة عن سيطرة الكنيسة بل عبر انتشال الدين من براثن الدولة . الإسلام السياسي إن رفض فصل الدين عن الدولة فلن يكسب الدولة بل سنحسرها جميعاً وسيتتمخض ثورتنا عن كانتونات طائفية وإثنية متحاربة .