الصدر ما زال قادراً على تحريك الشارع العراقي

28 أبريل، 2016

اعتبرت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية أن مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي العراقي، ما زال قادراً على تحريك الآلاف من أنصاره، الأمر الذي زاد من عمق الأزمة السياسية في العراق.

مقتدى الصدر الذي قاد لفترة طويلة واحدة من أكبر الملشيات الشيعية وأكثرها نفوذاً، نجح في إخراج الآلاف من أنصاره في شوارع العاصمة بغداد خلال الأسابيع الماضية؛ وذلك للمطالبة بالإصلاح السياسي، واتخاذ موقف أكثر تشدداً ضد الفساد وحكومة حيدر العبادي.

وبالإضافة إلى حضوره اللافت في الشارع العراقي، فإن للصدر – صاحب الـ 42 عاماً – كتلة داخل مجلس النواب العراقي، وعدداً من الوزراء، وهو ما يمنحه نفوذاً أكبر.

مارك تونر، الناطق باسم الخارجية الأمريكية، قال: إن مقتدى الصدر لا يزال صاحب نفوذ هائل داخل العراق، وهو أمر كان واضحاً خلال الاحتجاجات الأخيرة.

مسؤولون أمريكيون يرون في تحركات الصدر الأخيرة دليلاً على رغبته في أن يكون ذا تأثير أكبر في العملية السياسية، والعمل داخلها وليس ضدها، وهو أمر جيد، غير أن هناك مخاوف من تاريخه منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث قاد الصدر ملشياته لشن عمليات ضد القوات الأمريكية.

ملشيات مقتدى الصدر خاضت معارك ضارية ضد القوات الأمريكية إبان فترة الاحتلال، كما تورط الصدر وملشياته في الحرب الطائفية التي أدت إلى تمزيق المجتمع العراقي، غير أن الصدر بعد ذلك بدأ بالاندماج في العملية السياسية، ثم تراجع نفوذه بعض الوقت، وابتعد عن الإعلام قبل أن يعود بقوة.

في العام 2014 أعاد مقتدى الصدر تشكيل ملشياته، وأطلق عليها اسم “سرايا السلام”، حيث أرسل 20 ألف مقاتل من الشيعة لدعم القوات الحكومية في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية؛ عقب سيطرة التنظيم على مدينة الموصل شمالي العراق، في يونيو/حزيران من عام 2014.

في الآونة الأخيرة طرح مقتدى الصدر نفسه باعتباره لاعباً سياسياً بارزاً في بغداد، حيث وجد في فشل جهود رئيس الحكومة، حيدر العبادي، في تمرير الإصلاحات، فرصته للعودة.

جون لي أندرسون، الصحفي الذي غطى غزو العراق عام 2003، كتب في مجلة نيويوركر مقالاً عن مقتدى الصدر الشهر الماضي، أكد فيه أن عودة الصدر إلى المشهد السياسي يظهر قدرته على اختيار التوقيت السياسي المناسب، معتبراً أن فشل رئيس الوزراء حيدر العبادي في المضي قدماً بالإصلاحات، بما في ذلك نهج الحكومة ومعالجة الفساد الرسمي المستشري، دفع بالصدر إلى الظهور، حيث نجح في حشد مئة ألف من أنصاره في أكبر مظاهرات عامة شهدها العراق خلال الفترة الماضية.

بالتوازي مع تحركاته الشعبية والمطالبة بالإصلاح، مد مقتدى الصدر يده إلى العرب السنة الذي يعانون من الإقصاء والتهميش من قبل حكومات بغداد المتعاقبة، حيث يرى إبراهيم المراشي، أستاذ التاريخ بجامعة ولاية كاليفورنيا أن تصرفات مقتدى الصدر منذ العام 2013 لا تتسق مع نمط السياسات التي تحركها الطائفية في العراق.