الطفل (غازي) ابن حي الوعر ضحية وعود الصليب الأحمر
28 أبريل، 2016
محمد الحمصي: المصدر
توفي طفل في حي الوعر المحاصر من قبل قوات النظام وميليشياته في مدينة حمص، بعد أن مُنع من الخروج من الحي لمعالجته من مرض حاد أصاب رئتيه، وبعد وعود قدمها الصليب الأحمر لوالده في سبيل إنقاذه.
ولم تكن لـ “غازي منصور” ابن الثلاثة أعوام فرصة سوى التي حملها أهله بشفقة لا حدود لها إلى وفد الصليب الأحمر الذي زار الريف الشمالي في الأيام القليلة الماضية، وعلى رأسه ماجدة الفليحة مدير مكتب الصليب الأحمر بحمص وحماة.
“غازي” والذي يعاني جسده الصغير من مرض حاد في الصدر أصاب رئتيه، زادها عجز الأطباء في المستشفيات الميدانية التي تفتقر للمواد الطبية والأدوية عن التعامل مع مرضه، حاول والده إقناع وفد الصليب الأحمر بإنقاذ حياة ابنه، ليخرج الوعد وقد خدر والد الطفل بحقنة من الوعود والجهود التي “سيحاول” بذلها في سبيل إنقاذ حياة طفله.
ولكن منظمة دولية بحجم الصليب الأحمر تعجز عن إقناع أو الضغط على ضابط مسؤول عن حالة الطفل، أو استخدام ضغوطها الدولية لمساعدة “غازي” تعود خالية الوفاق بعد أربعة أيام من زيارتها الأولى، لتتلقى ماجدة الفليحة نبأ وفاة غازي بعد يومين من زيارتها الأولى، ولكن الفليحة لم تكن قد فاتتها فرصة التقاط صورة تذكارية للطفل الذي راح ضحية سعيها الجاد للحصول على موافقة أمنية، لأنه فعلاً يستحق أن يحصل على موافقة أمنية خطية موقعة من رئيس الجمهورية السورية السامية، كون غازي ابن الثلاث سنوات قد يكون حاملاً لحزام ناسف يمكن من خلاله تحرير المنطقة الشمالية في حمص.
ومع موت غازي انفجرت القنبلة الإنسانية التي احتوتها براءة طفولته، وأسقطت جميع الأقنعة عن مدعي الإنسانية والحيادية، ولكن علينا أن نكون منصفين، فليس الصليب الأحمر وحده من ساهم بأفضاله في مأزق إنسانية كمأزق غازي، فخولة مطر مدير المكتب السياسي للمبعوث الخاص كانت لها إحدى جولات البطولة بالاشتراك مع نظيرتها الفليحة، عندما عجزوا عن إخراج الطفل عمار البشير من حي الوعر، حين عجز الأطباء عن معالجة نزيفه الدماغي عند سقوطه من شرفة منزله في طابقها الثاني، ويشترك عمار وغازي في سجلات الموت التي خططتها أقلام المنظمات التي تلقي على عاتقها حمل لقب الإنسانية.