وليد الحاج يطلق مبادرة …….ميثاق الشرف السنّي الشيعي
28 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
ميثاق الشرف السنّي الشيعي
لم يعد خافيا على أحد حجم الدماء والدمار الذي حلَّ بالمنطقة نتيجة هذه الحرب الطائفية التي تشنها دول وجماعات وأحزاب كثير منها محسوب على الطائفة الشيعية والقليل منها يمثل أهل السنّة، وبعضها الآخر يمثل أقليات وطوائف أخرى.
حرب بات الجميع يعلم أن لانهاية لها ولا منتصر فيها، مادام المحرّك لها واحد، والمحرّض عليها واحد، والمستفيد منها واحد، والنتيجة دمار المنطقة وحرقها بمن فيها.
الحديث عن أسباب هذه الحرب والمتورطين فيها لن يجدي نفعا فالحقائق معروفة وهي ماثلة للعيان ولا يحتاج المرء كبير عناء ليميّز الجاني من الضحية، ولكن الهدف هو مخاطبة بقية العقلاء في هذه الأمة من كلا الطرفين وخاصة الطرف المعتدي، فلعل فيهم بقية من الشرفاء الذين يدركون حجم المؤامرة التي دبّرت بليل، والهدف الذي يسعى إليه من أوقدها.
ربما كانت هنالك مبادرات من منظمات وأحزاب وشخصيات إسلامية حاولت رأب الصدع ومحاصرة الفتنة في أيامها وشهورها الأولى، ولكن التعصب الطائفي والتعنَّت والتوهم بإمكانية الحسم العسكري وتحقيق الأهداف والطموحات الطائفية والمذهبية حالت دون حماسة هؤلاء للصلح ووأد الفتنة، فصار الحال الى ما نرى ويرون اليوم من تدمير ممنهج وإزهاق للأرواح وتبديد للإمكانات والموارد وحرق للمنطقة وهلاكها.
واليوم لعلًّ هنالك بعض الأصوات بدأت ترتفع في نبرة تحدٍّ لهذا الواقع المرير الذي قاده إليه ثلة من الطائفيين الحاقدين والشباب الموتورين المختلين الساعين لإقامة دولهم الإسلامية وإعادة إحياء إمبراطورياتهم القومية الدينية على جثث وجماجم الشيوخ والنساء والأطفال من أبناء دينهم وأوطانهم.
أما ميثاق الشرف فيقوم على عدد من البنود والنقاط الرئيسية نوجزها في الآتي، وندعو العقلاء والشرفاء من كافة الطوائف (علماء دين، شيوخ عشائر، سياسيون، مثقفون، إعلاميون، أدباء، شعراء….) الى تبنيها ودعمها:
1- الدعوة الى وقف الفتنة والاقتتال الطائفي في المنطقة، وممارسة كافة الضغوط الممكنة لتحقيق ذلك.
2- وقف التحريض والشحن الطائفي والمذهبي سواء في دور العبادة أو وسائل الاعلام.
3- المطالبة بسحب القوات النظامية وغير النظامية المتواجدة خارج حدود الوطن.
4- وقف عمليات التهجير والتطهير المذهبي.
5- لجم الأفراد والجماعات والأحزاب التي تتبع المرجعيات الدينية (سنية أو شيعية) والمتورطة بالقتل دون وجه حقّ والتبرؤ منها ورفع الغطاء عنها.
6- وقف التبشير ونشر المذهب في خارج المناطق التي ينتشر بها.
7- الدعوة الى مؤتمر شعبي عام لا يضم أية أطراف حكومية أو محسوبة على الحكومات، وتتمثّل بالمؤتمر جميع الشخصيات الدينية والثقافية والاجتماعية والعشائرية المرموقة للوصول الى اتفاق لوقف القتال، والضغط على الحكومات للامتثال الى النتائج التي يمكن أن يتمخض عنها المؤتمر.
8- تتبنى دولة (محايدة) الدعوة للمؤتمر واستضافة أفراده، ويتعهد المؤتمرون بمطالبة حكوماتهم وأبناء طوائفهم بتنفيذ مقرراته ويبذلون من أجل ذلك الجهود والطاقات بغض النظر عن الثمن الذي يمكن أن يدفعوه في سبيل ذلك.
لعل البعض يقول بأن الوقت قد تأخر كثيرا على هذه المبادرة، ولعل آخرين يقولون أن لا فائدة ترجى منها، ولربما آخرون يقولون أن هنالك طرف معتدي وطرف معتدىً عليه والواجب أن تتجه النصائح والمبادرات الى الطرف الأول لا الثاني. ونقول بأن جميع هذه الآراء سليمة وصحيحة، ولكن طرح هذه المبادرة ربما يسهم بشكل أو آخر في حقن بعض الدماء ووضع لبنات أولى في سبيل وقف القتال، وتجنب إراقة المزيد من الدماء، سائلا المولى العلي العظيم أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد، وأن يحقن دماء أبنائها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وليد الحاج
الخميس : 21 رجب 1437 هجرية الموافق 28 أبريل 2016م