‘قائد القطاع الشمالي لجبهة أنصار الإسلام لـ (كلنا شركاء): على العالم أن يتحمل مسؤوليته تجاه الآثار في سوريا’

28 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016

عامر هويدي: المصدر

تبذل فصائل الجيش الحر في الشمال السوري جهوداً كبيرة لحماية المؤسسات العامة والمعالم الأثرية، وتدعم مؤسسات المجتمع المدني والمجالس المحلية، وتساهم بالرغم من تعدد مهامها والصعوبات التي تواجهها إلى نشر الفكر المعتدل، وتحقيق أهداف الثورة وحماية الممتلكات والأهالي.

وتحتوي محافظة إدلب بشكل عام مئات المواقع الأثرية التي نالت نصيبها من الإهمال منذ فترة ما قبل الثورة، وازداد هذا الإهمال خلال فترة الثورة، خاصة وأن الكثير من هذه المواقع كان قريباً من جبهات القتال وأخرى باتت مأوىً للنازحين، في حين أخذت الكتائب العسكرية على عاتقها مسؤولية حماية المتاحف والمواقع الأثرية الهامة.

إحدى الفصائل العسكرية التي تسلمت زمام المبادرة في حماية آثار البلاد هي جبهة أنصار الإسلام، التي التقت “المصدر” في مدينة معرة النعمان بقائد قطاعها الشمالي “مصطفى السعيد” وكان معه هذا الحوار:

ما هي مهام القطاع الشمالي لجبهة أنصار الإسلام؟

مهام القطاع الشمالي لجبهة أنصار الإسلام المساهمة إلى جانب باقي الفصائل بما نملك من قوة لرد عدوان قوات النظام والرباط على نقاط العدو، منها قرية برنة وحي الراشدين بريف حلب الجنوبي، وقريتي تل ملح والجبين بريف حماه الشمالي.

ونحن علاقتنا وثيقة مع كل من يحمل فكر الثورة وأهدافها، ويناضل في سبيل سورية حرة كاملة السيادة، بما يعني عدائنا المطلق للانفصاليين والواهمين بتجزئة سوريا، ونحمل السلاح وهدفنا واحد مع كافة الفصائل العاملة لقتال النظام و”داعش” والانفصاليين من الأكراد.

ما هي علاقة القطاع الشمالي مع بقية الفصائل، وما أهم الصعوبات التي تواجهكم كمقاتلي الجيش الحر؟

أصلاً لا يوجد إلا الصعوبات، نحن نعمل في ظروف معقدة ويوجد فيها الكثير من الصعوبات والمشاكل والأعداء، فهناك من يتربص بعناصر الجيش الحر ويصفهم بالمرتدين ويتحين الفرصة لاغتيالهم، وقلة الدعم وعدم توفر الأسلحة النوعية والخلافات الفكرية والعقائدية بين كثير من الفصائل، وضعف الوعي من الجمهور بظروف وصعوبات العمل، وإطلاقهم الاتهامات يميناً وشمالاً، ولا ننسى وجود عملاء للنظام ووحشية النظام وحلفائه الروس والإيرانيين، وعدم مراعاتهم أي مبدأ أو قانون، فهم مجرمو حرب وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع، والمجزرة التي حدثت في معرة النعمان وكفرنبل منذ أيام، وما يجري في حلب خير دليل على جرائم النظام وحلفائه الروس والإيرانيين.

ما رأيكم بالعملية السياسية التي جرت في جنيف؟

العملية السياسية ذهب إليها وفد المعارضة الذي يمثل الشعب السوري ليثبت للعالم أجمع أن المعارضة تؤمن بالحل السياسي، وأنها جاهزة للانتقال السياسي بدون بشار الأسد الإرهابي والفاقد للشرعية، رغم علمنا أن النظام بكل رموزه غير قادر على التفاوض، ولا يفهم معنى المفاوضات.

وكان هناك ضمانات كما قيل من اللاعبين الدوليين ثم تبين بعد ذلك أنهم لا يريدون مساعدة الشعب السوري.

يقع على عاتقكم حماية المتحف في معرة النعمان، ماهي الرسالة التي توجهونها للعالم الذي يدعي الحضارة وحماية آثار الحضارة الإنسانية؟

النظام يدمر كل شيء، وهو لا يعرف قيمة الآثار وأهميتها، وهذا طبيعي من نظام اتصف بكل أشكال الإرهاب والهمجية، كذلك “داعش” قامت بتدمير أجزاء من آثار تدمر العريقة.

وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته تجاه الآثار في سورية، والتي تعتبر جزءاً هاماً من التراث الإنساني، وتحكي تاريخ الحضارات التي تعاقبت على هذه المنطقة، وكما يعلم الجميع إن سورية هي أقدم منطقة سكنها الإنسان وقدمت أول أبجدية في التاريخ.

ونطالب المنظمات الدولية بالضغط على النظام حتى يكف عن قصف الآثار بهمجية، إذا كانوا حقاً يقدرون التراث الإنساني، وعلى الأمم المتحدة أن تقوم بدورها على أكمل وجه تجاه الآثار في سورية.

وقام الطيران الروسي باستهداف (شنشراح) أهم موقع أثري في الكتلة الكلسية بالشمال السوري، وهي مسجلة على لائحة التراث العالمي، وذلك بثمانية صواريخ نفذها الطيران الروسي، وكذلك استهداف موقع إيبلا الأثري المسجل على لائحة التراث العالمي، كما استهدف أهم المباني التاريخية في معرة النعمان وإدلب وسراقب وأريحا وجسر الشغور.

كيف ترى الوضع في الشمال السوري من الناحية الإدارية؟

الوضع في الشمال السوري من الناحية الإدارية أثبت فعاليته على كافة الأصعدة، وذلك بسبب الكفاءات التي وصلت إلى مناصب فاعلة في الثورة، ولنا في ذلك مثال كمدينة حلب ومعرة النعمان وسراقب وكفرنبل ودارة عزة، حيث نرى فيها تطوراً ملحوظاً من خلال المشاريع المنفذة فيها، وتوجه المنظمات إليها، وذلك بسبب نجاح هذه المدن إداريا.

ما هي الرسالة تحب أن توجهها للسوريين في المهجر وللصامدين في الداخل؟

أدعو أهلنا وإخوتنا في المهجر لمواصلة الدعم وتقديم العون لأشقائهم وأهلهم في الداخل، والمساهمة في توحيد الصفوف ونبذ الخلافات، وشرح قضيتنا وفضح جرائم النظام وروسيا وإيران الإرهابية، فالسوريون في المهجر هم خير من يشعر بأشقائهم وأهلهم، وهم من يستطيع نقل المعاناة من خلال ما عاشوه وعرفوه من هذا النظام ومسانديه وفي الداخل، فالمصاب واحد.

والرسالة التي أوجهها للداخل هي مواصلة الصمود والثبات على الحق ونبذ الخلافات والفرقة، والضغط على الجميع لتوحيد الصفوف، ونسأل الله النصر القريب والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين.

أخبار سوريا ميكرو سيريا