‘“الأرملة السوداء” تظهر في العراق منذرة سكانه بخطر جديد’

1 مايو، 2016

بالإضافة إلى الانتهاكات الأمنية المستمرة التي يعانيها العراق منذ غزوه في 2003، ووقوع ضحايا باستمرار من جراء تفجيرات تقع في مختلف مدنه، لا سيما العاصمة بغداد، هناك وضع اقتصادي متأزم صار يعانيه مواطنوه بعد انهيار أسعار النفط، الذي تعتمد البلاد على وارداته بنسبة 95%.

كذلك يعيش العراق منذ 2003 وضعاً صحياً وتعليمياً متردياً، تذهب التأكيدات إلى أن الفساد المستشري بالبلاد تسبب في نشوء هذا التردي، كذلك فإن البلاد تستمر في حالة صراع سياسي أنتجتها سياسة المحاصصة التي اعتمدت من قبل الكتل السياسية، التي غلبت الطائفة على مظهر وجودها.

أيضاً، البلاد يسيطر على مناطق شاسعة منها تنظيم “الدولة” منذ صيف 2014، وهو ما أدى إلى حصول عمليات نزوح كبيرة لسكان تلك المناطق، الأمر الذي فجر مشاكل اجتماعية أخرى تضاف إلى مشاكله المتراكمة التي تبقى دون حلول.

فوق كل تلك المشاكل وغيرها كثير، ظهرت مؤخراً مشكلة لم يعرفها العراقيون من قبل، تمثلت باكتشاف وجود واحد من أخطر الحشرات القاتلة في منازل مواطنين، الأمر الذي صار يرعب سكان البلاد.

الحشرة القاتلة التي تم اكتشافها هي “الأرملة السوداء”، المعروفة بأنها نوع من أنواع العناكب التي لم يعرف لها وجود في السابق بالعراق، لكن وبحسب توقع مختصين فإن هذه العنكبوت وصلت إلى العراق عن طريق البضائع المستوردة، وقد تكون جاءت على شكل بيوض في الأخشاب أو الأجهزة المستعملة، وغالباً ما تكون تلك البيوض عالقة في صناديق الفواكه والخضار.

وتعرض عدد من العراقيين للسعات هذه العنكبوت، وهو ما أدى إلى اكتشاف وجودها في البلاد.

لكن وجود هذا النوع الغريب اسماً وشكلاً ونوعاً من العناكب، أوجد حالة من الفزع بين السكان، ولسان حالهم يقول: “لسنا بحاجة إلى مزيد من الرعب”.

وعناكب الأرملة السوداء الجنوبية أو الأرملة الجنوبية، هي نوع من العناكب سام للغاية من جنس الزوع. تتميز إناثها بأن لها لوناً مميزاً من الأسود والأحمر، وتأكل أحياناً شريكها بعد الإنجاب. وتستوطن هذه الأنواع في أمريكا الشمالية، وسمها نادراً ما يكون قاتلاً للبشر.

وتعرف بأنها أخطر أنواع العناكب الموجودة في العالم، والأكثر سمية بينها، وسمها أقوى 15 مرة من سم الأفعى.

موطن عنكبوت الأرملة السوداء في المناطق المعتدلة في جميع أنحاء العالم، ومعظم أنواع هذه العنكبوت تعيش في أمريكا، خاصة في الجنوب والغرب، وعادة ما يتم اكتشافها خلف الأسوار وأكوام الصخور والأسقف والأثاث، وذلك في حالة الطقس الدافئ أما في حالة الطقس البارد فتختفي عنكبوت الأرملة السوداء داخل المباني.

وتعتبر لدغة عنكبوت الأرملة السوداء سامة للغاية، ولكن لحسن الحظ فهي عادة ليست قاتلة بالنسبة للبشر ما عدا الأطفال وكبار السن وضعاف البنية، حيث يمكن أن تقتلهم لدغتها.

– الأعراض

بعد تعرض الإنسان للدغة “الأرملة السوداء” تظهر عليه عدد من الأعراض تتمثل في آلام في العضلات، وغثيان، وشلل الحجاب الحاجز، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس والآلام قد تستمر لمدة تراوح بين 8 – 12 ساعة، وقد تستمر لعدة أيام أخرى.

– العلاج

يعطى الملسوع الأسبرين أو الأسيتامينوفين، ويطلب المساعدة الطبية، وتعتبر الأدوية المفيدة في هذا المجال غير متوافرة عادة في مستودعات القرى.

– زواج دموي

متوسط عمر أنثى عنكبوت الأرملة السوداء ثلاث سنوات، أما الذكر فلا يعيش أكثر من شهر أو شهرين، وهي تعيش منفردة إلا في موسم التزاوج في أواخر الربيع.

ويعتبر التزاوج الذي يتم بين عنكبوت الأرملة السوداء زواجاً دموياً؛ لأنه عادة ما تقوم الأنثى بقتل الذكر بعد التزاوج وأكله، وهذا سبب قصر عمر الذكر، وتقوم أنثى عنكبوت الأرملة السوداء بوضع نحو 200 بيضة في كل حويصلة، ويفقس البيض بعد نحو 30 يوماً، وقليل من الصغار ما يظل على قيد الحياة لمدة ثلاثة شهور وهو سن البلوغ.