اللون الأحمر.. وسيلة النشطاء للفت أنظار العالم إلى مجازر حلب


أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة واسعة لصبغ الصور الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” باللون الأحمر؛ وذلك للفت انتباه العالم لما يحدث في مدينة حلب السورية، التي حولها القصف الروسي إلى مجزرة بشرية.

كما تصدر وسم #حلب_تحترق، المرتبة الأولى عالميا على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وتصدر الوسم الترتيب العالمي بعد أن تجاوز 620 ألف تغريدة في العالم.

ويهدف الناشطون من خلال حملتهم إلى إيصال صرخة حلب وسكانها إلى أبعد بقعة في الكرة الأرضية، لفضح ما تمارسه روسيا على الأراضي السورية، وانتهاكاتها لحقوق الإنسان، وقتلها الأبرياء بحجة محاربة الإرهاب، يساعدها في إدامة المجازر نظام الأسد، الذي يواصل هو الآخر ارتكاب مجازر بشعة بحق الأبرياء، لكونهم يرفضون بقاءه في السلطة.

كثير من الشخصيات العربية المعروفة غيرت لون “صفحاتها الشخصية على “فيسبوك” و”تويتر” تعبيراً عن نصرتهم لحلب، وتضامناً مع صراخ سكانها.

الإعلامي السعودي المعروف جمال خاشقجي أحد أولئك المتضامنين، ذكر في تغريدة له:

ويرى الكاتب والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، إياد الدليمي، في حديثه لـ”الخليج أونلاين”، أن “الأحمر رمز الدم”، وعليه “قررنا استبدال صورنا بهذا اللون؛ حتى نوصل رسالة إلى هذا العالم الأصم بأن حلب تحولت إلى بركة دم حمراء؛ بفعل قصف النظام الأسدي وغارات روسيا حليفته”.

وأضاف: “إنها محاولة حتى نوقظ النائمين بأنها حرب إبادة أوسع وأشمل من حربهم على الإرهاب داعش كما يدعون، فحلب لا وجود فيها لتنظيم الدولة، وانظر ماذا فعلوا بها! إن العالم المنافق بحاجة إلى أن يعرف حقيقة أنظمة الغرب، نريد أن يصل صوتنا إلى الشعوب في أوروبا وأمريكا ليعرفوا حقيقة أنظمتهم”.

بدوره كتب عمر مشوح، مسؤول المكتب الإعلامي في الإخوان المسلمين، على صفحته الشخصية في “فيسبوك” قائلاً: “سوف يستبدلنا الله جماعات وأفراداً لأننا لم ننصر ‫#‏حلب‬ .. ولأننا خذلنا الثورة بكل وقاحة !

ضعفنا.. تفرقنا.. تشرذمنا.. تعصبنا.. عنصريتنا.. مناطقيتنا.. أخلاقنا الرديئة.. حب الدنيا.. كراهية الموت.. تضخم الأنا.. جشعنا.. صغر عقولنا!

كل هذا وغيره الكثير كان سبباً في خذلاننا للثورة.. لا نتوقع أبداً أن يتنزل النصر على قوم هذه صفاتهم! لا بد من الاستبدال.. وهذه سنة الله في الحياة.. ولن تجد لسنة الله تبديلاً!

حلب كانت اختباراً حقيقياً لإرادتنا.. لثوريتنا.. فكانت نتيجة الاختبار سلبية! حلب أثبتت أننا أناس ضعاف جداً.. كثير علينا ديمستورا ومشروعه.. لا نستحق أكثر من ذلك!

هذا ليس جلداً للذات بقدر ما هو اعتراف بأننا غارقون في الخطأ.. فإما الاعتدال وإما الاعتزال!

إما أن نصحح المسار ونعود أبناء ثورة بحق.. وإما أن نرفع أيدينا المرتعشة المتسخة عن هذه الثورة.. لأن الله سوف يهيئ لها قوماً ليسوا بها بكافرين!”.

الناشط هارون الزير كتب تساؤلاً، مقتَرِحاً فيه أن يغير الملوك والرؤساء ألوان “بروفايلاتهم” على مواقع التواصل الاجتماعي:

الناشط السوري فؤاد حلاق، ذكر في تغريدة له:

وانتشرت صور الضحايا وتسجيلات مصورة تبرهن على تجاوزات القصف الروسي بحق المدنيين، في وقت تعلن هيئة الأركان العامة للجيش الروسي أن سلاحها الجوي لم يوجه ولو ضربة واحدة لمواقع مدنية، أو أن تكون غاراتها أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين في سوريا، وفق ما قاله الفريق سيرغي رودسكوي، قائد إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية، بمؤتمر الأمن الدولي المنعقد بموسكو، الأربعاء 27 أبريل/نيسان 2016.

واستهدفت الطائرات الروسية مستشفى القدس الميداني في حي السكري بعدة صواريخ فراغية، ما أدى إلى مقتل نحو 20 مدنياً بينهم عناصر من الطاقم الطبي، وإصابة العشرات بجروح.

كذلك أسفرت الغارات الجوية عن خروج المستشفى من الخدمة، وعُرف من الضحايا طبيب الأطفال الوحيد في حلب “محمد وسيم معاز” الملقب بـ”أبو عبد الرحمن”، وهو من العناصر الطبية للمستشفى.

وكانت إبادة طالت نحو 50 مدنياً في قصف جوي روسي استهدف، ليل الأربعاء الخميس، مستشفى ميدانياً ومبنى سكنياً مجاوراً له في حي السكري بمدينة حلب شمال سوريا.