قصة تكسر الروح.. لأم سورية

"كنت صغيراً أرافق أمي في زياراتها إلى الأقارب، وكانت تزور زوجة خالها، ويتبادلون الأحاديث، ثم يجهشون في بكاء عميق، وكنت أبكي معهما تأثراً على أمي دون أن أعلم السبب، بعد سنوات طويلة سألت والدتي عن سبب بكائها هذا، فأجابتني بعد إلحاح مني أنه في أحداث حماة سنة 1982، دخل جيش النظام إلى منطقة الحاضر، ووضعوا أخوالها الاثنين مع أولادهم التسعة، على الحائط واستعدوا لإطلاق النار عليهم، أمام زوجاتهم، فما كان من زوجة خالها تلك، وهي في غاية الغضب، إلا أن أشارت معترضة أن يأخذوا ابنها الذي لم يبلغ العاشرة ويقتلوه أيضاً مع أباه وعمه وأخوته، قائلة : "ماخليتو حدا خدو هاد كمان" وهي تستهزء منهم، فما كان منهم إلا أن أخذوه ووضعوه بجوار أبيه وقتلوا الجميع. بقيت أمه لسنوات تبكي ولدها الذي ساقته للذبح دون قصد وتقول : "لقد قتلته بيدي". سليمان الحراكي