منار الرشواني يكتب: الجولان المحتل.. بمناسبة مجازر حلب


منار الرشواني

رغم ما يمكن اعتباره تزامناً بين تأكيد حكومة بنيامين نتنياهو، قبل أيام قليلة، على أبدية احتلال هضبة الجولان السورية، وبين شروع طائرات نظام بشار الأسد، وحلفائه الروس، في تنفيذ عملية إبادة جماعية جديدة ضد مدينة حلب، تتواصل منذ أيام؛ إلا أن أهل المدينة المنكوبة لم يبادروا إلى رفع يافطة تذكر الأسد أن “هنا حلب وليس الجولان المحتل من قبل إسرائيل”، في محاكاة لما فعله أشقاؤهم في بانياس مع اندلاع الثورة السورية قبل أكثر من خمسة أعوام، بعد قمع حراكهم السلمي بالحديد والنار.
فنظام الأسد، العصي -ابتداء- على أي إحراج أخلاقي وإنساني، حسم أمره منذ عقود طبعاً بشأن الهضبة المحتلة، بحيث باتت جبهتها هي الأكثر أمناً وأماناً بين كل حدود فلسطين. وحتى حين اكتمل حضور بقية أركان “المقاومة والممانعة” على الأرض السورية، بقوات إيران ومليشياتها الطائفية متعددة الجنسيات، من لبنان إلى أفغانستان، فقد تاه كل هؤلاء في سورية، فكان أن صارت الطريق إلى الجولان وفلسطين تمر بالقصير وحلب درعا، وقبل ذلك عبر مدن العراق، وبعدها مدن عربية أخرى. بل وحتى الطرفة الاستثنائية في زمن الموت السوري المجاني، بالقول إن روسيا بتدخلها العسكري المباشر في سورية قد انضمت إلى “الممانعة والمقاومة”، وبحيث يكون لنا بل وعلينا توقع أن القوات الروسية ستتحول بعد أن تفرغ من السوريين إلى تحرير الجولان، ولربما كل فلسطين، من النهر إلى البحر! حتى هذه الطرفة يصر أن يفسدها بوتين ونتنياهو بلقاءاتهما المتعددة شديدة الودية، والتي تؤكد دائماً الحرص على التنسيق والتعاون، لاسيما في سماء سورية ولربما أرضها.
رغم كل ذلك، فإن سؤالاً لا بد وأن يطرحه هذا التزامن بين تأكيدات نتنياهو على “أبدية إسرائيلية الجولان”، وبين مذابح حلب، وهي ليست إلا الأحدث ضمن مذابح أخرى عديدة بحق الشعب السوري على يد قوات الأسد وحلفائه الإيرانيين، والتي تمت وتتم باسم “المقاومة والممانعة”. ألم يكن ممكناً تماماً تحرير الجولان، وسواها ربما، بجزء فقط من هذا الدمار الذي ألحقه الأسد بسورية وشعبها باسم “المقاومة والممانعة”؟ طبعاً. وهو فوق ذلك كان سيغدو دماراً لأجل تحرير جزء من الأرض السورية من مغتصبها، وليس من شعبها، كما يتم حالياً؛ وسيُلحقه العدو الإسرائيلي، لا من يدّعي أنه هو الدولة السورية! وبعد كل ذلك كان لبشار الأسد، بالتحرير لا بالمجازر، أن يضمن عرش “الجمهورية” لابنه الرئيس حافظ بشار حافظ الأسد، ولربما حفيده الرئيس بشار حافظ بشار حافظ الأسد.
طبعاً، المشكلة التي جعلت هذا السيناريو مستحيلاً وليس خاضعاً للتفكير أصلاً، تتمثل في أن المستبدين لا يقرون أبداً بوجود شعوب تمنحهم “الشرعية”؛ فهذه الأخيرة لا تأتي إلا من الخارج. والدليل الأحدث على ذلك، إلى جانب سلام الجولان منذ العام 1973، أن الأسد ونظامه إذ يرتكبان ذات بشاعات “داعش” خلف أبواب الزنازين غالباً، فإنهما يؤكدان أفضليتهما بتعهدهما حماية حدود الدول الغربية من الإرهاب؛ أي جعل إرهابهم محلياً في جغرافيته وضحاياه، وليس عالمياً كما “داعش” و”القاعدة”.

المصدر: الغد

منار الرشواني يكتب: الجولان المحتل.. بمناسبة مجازر حلب على ميكروسيريا.
ميكروسيريا -

أخبار سوريا ميكرو سيريا