المعارضة السورية لن تحضر الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف ما لم تتحقق مطالبها


أكّدت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية تمسكها بعدم العودة لحضور الجولة الثالثة من مفاوضات جنيف المرتقبة في 12 مايو/أيار الجاري ما لم يتم تنفيذ البنود التمهيدية الإلزامية السابقة للمفاوضات وفق القرار الدولي 2254 والمتعلقة بإيصال المساعدات للمناطق المحاصرة وإطلاق سراح المعتقلين.

وتنظر المعارضة السورية لتصعيد نظام الأسد حله الحربي في حلب وقصفه لأحياء المدينة من منظور الضغط على المعارضة لقبول استئناف مفاوضات جنيف والعودة للجولة الثالثة بسقف أخفض، بعد أن قررت تعليق مشاركتها بالمفاوضات مؤقتاً وتمسكها بمطالبها بهيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات تُنهي حكم نظام بشار الأسد، لكن هذا التصعيد الحربي لم يؤثر كثيراً على قرار المعارضة السورية.

وأكّد أسعد الزعبي، رئيس الوفد المُفاوض التابع للهيئة العليا للمفاوضات تمسك المعارضة بالبنود التمهيدية لمفاوضات جنيف كشرط للعودة لطاولة المفاوضات، وقال في تصريح صحفي إنه "في ظل هذا الواقع لا نجد مبرراً للذهاب إلى جنيف أخرى، ما لم يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته كاملة وينفذ قراراته التي أصدرها وفق القرارين 2254 و2268 لإيصال المساعدات للمحاصرين وإطلاق سراح المعتقلين".

وفي السياق نفسه، أفادت مصادر سورية معارضة في حلب لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بأن النظام وإيران "يزجان بمقاتلين أفغان وعراقيين في الصفوف الأولى حول المدينة تمهيداً للتحرك باتجاه المناطق التي تسيطر عليها المعارضة".

لكن المصادر استبعدت في نفس الوقت قدرة النظام على النجاح بالسيطرة على حلب. وقالت إن الجيش هناك "شبه متهالك"، وأن "القوات الأفغانية والعراقية واللبنانية الموالية لإيران لا تكفي لخوض مثل هذه المعارك التي ستكون صعبة جداً عليهم، وأي محاولة للتقدم لعمق المدينة سيكلفهم غالياً جداً".

وتأتي هذه الاستعدادات لنظام الأسد وحلفائه في وقت يتحدث فيه الأمريكيون والروس عن رسم خط في حلب لا يمكن لأي فريق أن يتخطاه، وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" إن المحادثات مع روسيا "تقترب من نقطة تفاهم" بشأن تجديد وقف إطلاق النار في سورية بما في ذلك مدينة حلب، وهو ما أكّدته موسكو أيضاً عبر مسؤول عسكري.

وكانت روسيا أعلنت الجمعة عن هدنة مؤقتة في ريف اللاذقية وريف دمشق لا تشمل حلب، تمددت حتى الثالث من الشهر الجاري، لكن الولايات المتحدة تؤكد على أن وقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه روسيا في 27 فبراير/شباط يشمل حلب أيضاً ويجب أن يستمر.

وتعرضت حلب خلال الأسبوع الأخير لغارات جوية كثيفة ومدمّرة، تسببت "بمقتل ما يقرب من مئتي شخص غالبيتهم من المدنيين"، وبعضهم مرضى نتيجة استهداف مشفى مدعوم من أطباء بلا حدود.

وتعيش حلب حالياً حالة حرجة جداً، فقد بقي ما يقدّر من 250 ألف شخص في أجزاء المدينة التي تسيطر عليها الجماعات المناهضة للنظام (كان عددهم 1.3 مليون عام 2014)، وشهدوا خلال الأسبوعين الأخيرين ارتفاعاً هائلاً في مستويات القصف والقتال والموت، ولم تبق سوى طريق واحدة مفتوحة للدخول والخروج من هذه المناطق، وفي حال تم قطعها ستصبح المدينة محاصرة بالكامل.