"حزب الله": يدٌ لإغراق أمريكا وأوروبا بالمخدرات وأخرى للقتل في سورية


مراد القوتلي - السورية نت

تشارك ميليشيا "حزب الله" اللبناني بشكل واسع في المعارك الدائرة على الأراضي السورية إلى جانب النظام السوري، ومؤخراً وصلت قواته إلى العراق وتحديداً محافظة كركوك، وفقاً لما أكده القيادي في قوات "البيشمركة" الكردية يوم 24 أبريل/ نيسان الماضي لصحيفة "الشرق الأوسط".

كثرة الأعمال العسكرية للميليشيا والتي تزامنت مع انخفاض حاد في أسعار النفط، أثرت على حجم الدعم المقدم لها من إيران، وأصبحت بحاجة إلى البحث عن مصادر تمويل جديدة، تمكنها من مواصلة القتال بذات الوتيرة التي بدأت بها من جهة، ولمنع تسرب المقاتلين من صفوفها جراء تأخر رواتبهم من جهة أخرى.

المخدرات والمال

توصلت أجهزة للاستخبارات والتحقيقات في الولايات المتحدة وأوروبا خلال الشهرين الماضيين، إلى الكشف عن شبكات عالمية منظمة تتبع إلى ميليشيا "حزب الله"، تمارس أعمال غسيل الأموال عبر المخدرات، لتعود الأرباح الطائلة إلى الحزب، حيث يشتري بها السلاح ليمول عملياته في سورية، حسب ما ذكره تقرير مفصل نشره "معهد واشنطن" للسياسات، نهاية الشهر الماضي، عن الأنشطة غير القانونية للحزب. والتي أسماها: "أنشطة الحزب الإجرامية الكبرى العابرة للحدود".

ويقول "ماثيو ليفيت" معد التقرير ومدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في "معهد واشنطن": إن "حزب الله يهيمن على شبكات عالمية تضم أعضاء وأنصار لتقديم الدعم المالي واللوجستي، وحتى العملياتي في بعض الأحيان. ويتمكن الحزب، من خلال هذه الشبكات، من جمع الأموال وشراء الأسلحة والمواد ذات الاستخدام المزدوج والحصول على وثائق مزورة".

مشروع كاساندرا

اختارت ميليشيا "حزب الله" أسواق أمريكا والدول الأوروبية لبيع المخدرات، مستفيداً بذلك من الشبكات التي تربطه بها علاقات ضبابية، إذ لا يعتمد العمل مع هذه الشبكات على صلات هرمية قد تمكن المحققين من الوصول إلى سلسلة القيادة.

ودفعت أنشطة الحزب إلى اتخاذ أمريكا و7 دول أوروبية على رأسها، فرنسا، وبلجيكا، وألمانيا، وإيطاليا، إجراءات جدية للكشف عن الخلايا التي تروج لمخدرات الحزب، وتضمن إيصال مرابحها إليه، وأطلقت الدول في فبراير/ شباط الماضي عملية أمنية أسمتها "مشروع كاساندرا"، أدت بحسب موقع "سي ان ان" "إلى كشف الشبكة التابعة لحزب الله المتورطة في عمليات تهريب المخدرات إلى أمريكا وأوروبا. والاستعانة بالأموال الناجمة عنها لتمويل قتال الحزب في سورية".

ومن خلال ما تضمنه تقرير "معهد واشنطن" يتوضح الحجم الكبير للعملية الأمنية "كاساندرا"، حيث شاركت فيها وكالات أمريكية كـ "إدارة مكافحة المخدرات، وإدارة الجمارك وحماية الحدود، ووزارة الخزانة"، بالإضافة إلى جهات أوروبية مثل "وكالة تطبيق القانون الأوربية (يوروبول)، ووكالة يوروجست التابعة للاتحاد الأوروبي، إلى جانب سلطات الدول الأوروبية".

ما بعد سورية

رئيس إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية بالوكالة، جاك ريلي، كان قد قال مع بدء التحقيقات في بيان له نشره موقع "سي ان ان": إن "العملية شهدت اعتقال أربعة أشخاص حتى الآن، مع توقع حصول المزيد من التوقيفات نتيجة للتحقيقات التي بدأت في فبراير/شباط الماضي. وتشير خيوط القضية إلى أن عناصر حزب الله يعملون في تهريب كوكايين بقيمة ملايين الدولارات لصالح شبكات المافيا بجنوب أمريكا (كارتيل) إلى أمريكا وأوروبا".

ويشير المسؤول الأمريكي إلى أن العائدات المالية التي يحصل عليها الحزب، يستخدمها "من أجل شن هجمات إرهابية مدمرة حول العالم".

ارتدادات كاساندرا

وأثار ما كشفت عنه التحقيقات انتباه أوروبا لخطر شبكات المخدرات التابعة لميليشيا "حزب الله"، وآخر ما توصلت إليه السطات الأوروبية حول هذه التجارة، تحدثت عنه مجلة "دير شبيغل" الألمانية في أحدث عدد صادر عنها، حيث ذكرت أن سلطات الجمارك في مدينة إيسن غرب ألمانيا، اكتشفت عملية غسل أموال محتملة لصالح الميليشيا.

وأوضحت وفقاً لما نشره موقع "DW" باللغة العربية، أمس الأحد، أن الأمر يتعلق بمجموعة من اللبنانيين يُعْتَقَد أنها قامت خلال العامين الماضيين في أوروبا بغسل ما لا يقل عن 75 مليون يورو من تجارة المخدرات. كما أشارت إلى أن هذه المجموعة كانت تجمع نحو مليون يورو أسبوعياً وتشتري بالمبلغ سلعاً فاخرة، كسيارات، أو ساعات، أو حلي، على أن تتوجه عائدات نشاط المجموعة إلى عصابة مخدرات في أمريكا الجنوبية.

وتتوقع وتتوقع الشرطة الأوروبية (يوروبول) ووزارة المالية الأمريكية أن أرباح هذا النشاط كان يجري استخدامها في تمويل الميليشيا.

أبرز المتورطين

أفضت التحقيقات الأمريكية – الأوروبية إلى اعتقال أعضاء متورطين في تجارة ميليشيا "حزب الله" بالمخدرات، وأبرز ما تم الكشف عنه ما يسمى بـ"مُركب صفقات الأعمال" في الميليشيا. وقد توصل المحققون الأمريكيون إلى أن الكيان أسس على يد القيادي في الحزب، عماد مغنية، الذي قتل في سورية عام 2008، فيما يشرف عليه الآن عبد الله صفي الدين. وهو ابن عم الأمين العام للحزب. حسن نصر الله.

وحتى الآن ألقي القبض على كبار القادة في الخلية الأوروبية، ومن بينهم بينهم محمد نور الدين، وهو مبيّض أموال لبناني عمل مباشرة مع الجهاز المالي للميليشيا، ويمتلك علاقات مع عناصر الحزب التجارة في لبنان والعراق، وقد صنفته وزارة الخزانة الأمريكية في يناير/ كانون الثاني الماضي بالإضافة إلى شريكه حمدي زهر الدين كناشطين في الحزب.

وقالت وزارة الخزانة إن "الحزب يحتاج إلى أفراد مثلهما لغسل العائدات الإجرامية لاستخدامها في الإرهاب وزعزعة الاستقرار السياسي"، وفقاً لـ"معهد واشنطن".

واستطاع عميل سري أمريكي أن يكشف عن تورط امرأة في التجارة غير المشروعة لميليشيا "حزب الله"، حيث اعتقلت السلطات الأمريكية في ولاية جورجيا بتاريخ 10 أكتوبر/ تشرين الثاني 2015 إيمان قبيسي (50 عاماً)، وذلك بعدما عرضت على العميل غسل أموال المخدرات، وأبلغته أن "زملاءها في حزب الله يسعون إلى شراء الكوكايين والأسلحة والذخيرة".

وتأكيداً على الشكوك الأمريكية بـ قبيسي، قالت السلطات الفرنسية إنها التقطت في مارس/ آذار 2015، صوراً لها في مدينة باريس، وهي تتلقى حقيبة من عميل سري، "تحوي ربع مليون دولار قامت بتحويلها بعد خصم 20% كعمولة إلى حساب سري في بروكلين"، حسب ما ذكرته وكالة رويترز.

المتورط الآخر جوزيف الأسمر، واعتقل في باريس بذات اليوم الذي اعتقلت فيه قبيسي، وعرض هو الآخر لعميل سري استخدام علاقاته مع ميليشيا "حزب الله" لتوفير الأمن لشحنات المخدرات.

ويشير تقرير "معهد واشنطن" إلى أن "المشتبه بهما أشارا إلى وجود اتصالات إجرامية في عشر دول على الأقل في جميع أنحاء العالم، وسلّطا الضوء على الطابع العابر للحدود لهذه العملية التي يديرها حزب الله".

أمام نتائج هذه التحقيقات، يرفض الأمين العام لميليشيا "حزب الله"، "حسن نصر الله"، الاتهامات الموجهة لحزبه بالإتجار في المخدرات. فيما ينتظر تقرير سيصدر عن مدير الاستخبارات الأمريكية مستقبلاً بتكليف من الرئيس "باراك أوباما" لتحديد ما إذا كان سيجري تنصيف حزب الله كـ"منظمة إجرامية عابرة للحدود".