‘دراسة جديدة: داعش: رؤية من الداخل.’
2 مايو، 2016
منذ أيام، أفريل 2016، صدرت دراسة جديدة عن كلية واست بوينت العسكرية الأمريكية تحت عنوان ” The Caliphate’s Global Workforce”. هذه الدراسة تتناول بالدرس المقاتلين الأجانب المنتمين لداعش و تكمن أهميتها في كونها الدراسة الأولى من نوعها التي تعتمد على مصادر أولية، متمثلة في أكثر من 4600 وثيقة تم جمعها بين سنتي 2013 و 2014 و تم تسريبها قبل أسابيع.
المعطيات مأخودة من الآلاف من الاستمارات التي ملأها المقاتلون فور التحاقهم بالتنظيم. و تتكون الاستمارة من 23 خانة تضم الاسم، الجنسية، المستوى التعليمي، العمل السابق، درجة المعرفة بالشريعة، فصيلة الدم، الدول التي زرتها، هل جاهدت من قبل؟، هل تريد ان تكون مقاتلا، انغماسيا او انتحاريا؟ …
كما خُصصت خانة لكتابة أي معلومات إضافية عن المجند (مهارات، خاصيات …) قد تساعدهم في المستقبل. تفسر الدراسة ذلك بتعلم الجهاديين من أخطاء الماضي و تشير إلى سنة 2008، إذ أعد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق” حينها ورقة قيّم فيها النكسات التي شهدها التنظيم بين 2006 و 2007 و أوعزوا ذلك إلى فشل الأمراء في استغلال مهارات و طاقات مقاتليهم …
في هذا الستاتي عرض لأهم مخرجات هذه الدراسة مع بعض الإهتمام ببعض الأرقام التي تخص جاليتنا التونسية في داعش.
• التنوع: في هذه الدراسة نتحدث عن مئات المقاتلين من أكثر من 70 دولة بخلفيات و خبرات و مهارات مختلفة.
• تم ذكر تونس حوالي 18مرة في هذه الدراسة التي تقع في 37 صفحة.
• تحتل تونس المرتبة الأولى في “هجرة الأدمغة”. إذ أن في العينة 559 تونسي، و الأهم أن نسبة المقاتلين مقارنة بعدد السكان هي الأكثر ارتفاعا بالنسبة لتونس بـمعدل 50.83، أكثر بمرتين و نصف من الدولة التي تَحتل المرتبة الثانية (السعودية بـمعدل 18.75).
• 10% من المقاتلين قالوا أن لهم تجارب جهادية سابقة في سوريا، ليبيا و افعانستان … و العديد منهم غادر جبهة النصرة للإلتحاق بتنظيم “الدولة الإسلامية” داعش.
• 93% من المقاتلين عبروا الحدود للإلتحاق بداعش عبر 6 مناطق، مثل منطقتي جرابلس و تل أبيض و كلها عبر تركيا.
• معدل أعمار المقاتلين 26/27 سنة … بالنسبة لتونس نفس المعدل العام، نتحدث عن مواليد مواليد سنة 1987. أي أن معظم الجهاديين التونسيين من الجيل الذي ولد في الثمانينات و نشأ و تعلم في مدارس “تونس بن علي” في التسعينات و الألفيات.
• الحالة الزوجية، 61%من المقاتلين هم من غير المتزوجين مقابل 30% من المتزوجين.
• قال 70% من المقاتلين أن معرفتهم بالعلوم الشرعية محدودة، مقابل 5% قالوا أنهم ذوي معرفة دينية متقدمة. و بلغ عدد التونسيين الذين قالوا أن معرفتهم الدينية متقدمة 15 من جملة 559، تأتي تونس في المرتبة الثالثة خلف السعودية و مصر.
• بالنسبة للتعليم، المقاتلون لهم خلفيات تعليمية مختلفة. بعضهم غير متعلم و آخر متحصل على دكتوراه و و ثالث متحصل على شهادة من جامعة كامبردج العريقة. عموما، فإن حوالي 50% من المقاتلين درسوا في المعاهد الثانوية و/أو في الجامعة، و عدد المتخصصين في العلوم الشرعية ضعيف جدا مقارنة بغيرهم (1.2%). بصفة عامة، يُعتبرالمجندون في هذه العينة ذوي مستوى تعليمي مرتفع نسبيا مقارنة بمستوى التعليم في موطنهم الام.
• على النقيض من ذلك، فإن اغلب الملتحقين بتنظيم داعش من أصحاب المهن التي لا تتطلب مهارات أو غير مؤهلين/عمال أو تجار. من جهة أخرى و رغم ضعف نوعية العمل، فإن نسبة البطالة بالنسبة لهذه العينة لا تعتبر مرتفعة جدا ولا اعلى من نسبة البطالة في الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال. عموما، المجند العادي هو إما طالب او يشتغل بمهنة لا تتطلب مهارات عالية. و على كل، يبقى التنوع و الاختلاف سمة بارزة، إذ بينما قال احد الجهاديين انه كان يعمل في مجال الطيران، صرح “زميله” في القتال ان مهنته السابقة كانت بائع مخدرات . كما تشير الدراسة إلى المفارقة بين نوع المهنة و المستوي التعليمي الغير ملائم لهؤلاء المقاتلين في العينة المدروسة. ، وتضيف أن نوعية هذه الأعمال الهامشية و المحبطة قد تكون سببا رئيسيا تدفع الشباب للالتحاق بهذه التنظيمات.
• عن السؤال “هل تفضل ان تكون مقاتلا، انغماسيا او انتحاريا؟” كانت الاجابات كالآتي: مقاتل 88% ،انتحاري 7%، و انغماسي 5%. و تاتي تونس في المرتبة الثانية بعد السعودية من حيث عدد الذين اختاروا ان يكونوا انتحاريين و قد بلغ عددهم في هذه العينة 90 فردا. من جهة اخرى، فإن نسبة الذين وصفوا معرفتهم الدينية بالمتقدمة اقل استعدادا للقيام بعمليات انتحارية مقارنة بأولئك الذين قالوا أن معرفتهم الدينية ضعيفة (7.3% مقابل 3.9%).
اذن تبلغ نسبة الانتحاريين 12% وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الذين خيروا العمليات الانتحارية في 2007 كانت في حدود 56%، حسب وثائق سنجار. يمكن تفسير هذا الانخفاض الواضح باختلاف الظروف، فعلى عكس تنظيم القاعدة في العراق فإن تنظيم داعش اليوم يسيطر على رقعة جغرافية ويقيم “دولة” يحاول إدارتها.
للإطلاع على الدراسة كاملة: