ما هي أشهر الأكاذيب التي يحرص النظام على ترويجها في دير الزور؟

2 أيار (مايو - ماي)، 2016
4 minutes

منذ بداية الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، عمد نظام الأسد إلى ترويج أكاذيبه وإشاعاته التي يهدف من خلالها إلى تحقيق أهداف عدة، تخدم مصالحه، وتضر بمصالح الأطراف الأخرى المتصارعة معه.

هذه الأكاذيب والإشاعات، منها ما هو عام ويصلح لجميع المحافظات السورية، ومنها ما هو خاص يتعلق بأمكنة ومناطق محددة، ويستخدم في ذلك إعلامه وشبكات التواصل الاجتماعي المرتبطة به أو المؤيدة له، أو عبر عناصر  “طابوره الخامس” الذين يجندهم بين المدنيين.

دير الزور كان لها نصيب في هذا المجال، ولعل من أكثرها شيوعاً، كذبة “فتح طريق الشام”، التي يروج لها بين الحين والآخر، لتظهر بقوة بعيد سيطرته على تدمر، لكنها ما لبثت أن عادت إلى الضمور، ربما بانتظار فرص أخرى سانحة.

“طريق الشام” المقصود به عادة، الطريق الواصل بين مدينتي دير الزور وتدمر (نحو 200 كم)، والنظام منذ أكثر من عام ونصف فقد السيطرة عليه بشكل كامل، ولم يتساءل من يروج هذه الإشاعة كيف ليمكن للنظام من بسط سيطرته على نحو 200 كم، جلها بادية مكشوف على جميع الجهات، وبالتالي إن تمكن من السيطرة على جزء منه فعلياً، فإنه يصعب عليه الاحتفاظ به ولو لساعات، ويجعل عناصره “لقمة سائغة” بحسب ما أكده “أبو الحارث” القائد الميداني السابق في قوات المعارضة.

وأضاف “أبو الحارث” في حديث لـ”السورية نت”، أن أكاذيب النظام المتعلقة منها بالجانب العسكري، لم تقتصر على كذبة “فتح طريق الشام”، وهي بدأت منذ أيام الحرب الأولى، عندما كانت تتوارد اتصالات المدنيين من مناطقه يومياً تستفسر عن صحة وصول قواته إلى “الحديقة المركزية” وسط المدينة، أو إلى “ساحة التموين” وهي مناطق لم يستطع الدخول إليها منذ طرده منها منذ نحو 4 أعوام.

القائد الميداني أبدى استغرابه من تصديق المدنيين في مناطق النظام أكاذيبه المتكررة، التي تصبح “سمجة” بسبب استحالة حصول الكثير منها على أرض الواقع.

ورأى “أبو الحارث” في هذا المجال، بأن “الناس يميلون إلى تصديق الأشياء التي يتمنون أن تقع فعلاً، وربما لعب النظام على وتر معاناة المدنيين خاصة النازحين منهم، الذين يتمنون العودة إلى منازلهم وتوقف القصف”.

الشاب سليمان القاطن في أحياء النظام المحاصرة، أكد لـ”السورية نت”، بأن النظام يروج إشاعاته وأكاذيبه عادة عبر أشخاص متعاملين معه، باتوا مكشوفين تماماً لدى المدنيين، مشيراً إلى أن النظام “لم يخجل حتى الآن من تكرار الأكاذيب والإشاعات ذاتها، ولعل من أهمها أن الحصار المفروض من تنظيم “الدولة الإسلامية” سوف يرفع بعيد أيام، و”هكذا مضى عام ونصف على هذه الكذبة، التي يعمد إلى بثها بين الحين والآخر في الشارع، لتثبتت الأحداث بعيد ذلك بعدها عن الواقع”.

وفيما يتعلق بموضوع الحصار، رأى الناشط الإعلامي “ياسر الفراتي”، أن النظام يبرر معاناة المحاصرين وعجزه عن تأمين المواد التموينية والغذائية بالسعر المناسب، بالترويج لمصطلح “تجار الدم”.

وأضاف: “هؤلاء جزء من النظام المأجورين لديه، والذين يأتمرون بأمر ضباط النظام الكبار في المدينة، أو بالأحرى مندوبين عنهم، يقدمون لهم التسهيلات، ويضعون كل الإمكانات تحت تصرفهم، ولكن ليس بالمجان”.

وبين “الفراتي” في هذا المجال، أن “الجميع يتقاسم كعكعة الدم هذه، وربما حصة التجار في هذه الكعكعة من أقل الحصص، لكن في حديث النظام وإعلامه وأبواقه، كلام آخر”.